عدد الرسائل : 1184 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
موضوع: أطفال الضفة: نحن معكم يا طيور القطاع الأربعاء 21 يناير 2009 - 13:10
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><tr><td>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] </TD></TR> <tr><td class=imageCaption>ملائكة الضفة يلبون نداء الوحدة والتكافل الفلسطيني</TD></TR></TABLE>
بينما كانت الصواريخ تصطاد أحلام الطفولة في غزة، تقتل البراءة في عيون من حلموا بالعيش في سلام، وتحصد أرواح طيور الجنة في كل مكان، سهرت طيور أخرى في الضفة الغربية أمام شاشات التلفزة كما الكبار يتابعون تفاصيل فيلم الرعب في غزة.. يشاهدون صور أطفال مثلهم أصبحوا كومة من اللحم المتفحم تحت الرماد. فأطفال الضفة الغربية لم يكونوا بعيدين عما يجري حولهم من مجازر بحق الطفولة المسروقة في القطاع، بل ربما كانوا أكثر من تأثر بتلك \"الصور الخيالية\" على شاشات التلفزة. وتعبيرا عن مدى تضامنهم مع أطفال غزة انطلقت حملات تبرع ومسيرات في عدد من قرى ومحافظات الضفة الغربية، شارك فيها الآلاف من الأطفال الذين قدموا أغلى ما يملكون من ألعاب ونقود لأطفال القطاع. ففي قرية سبسطية غرب مدينة نابلس لبّى المئات من الأطفال نداء الوحدة والتكافل الفلسطيني عندما فتحت ثلاثة مراكز أبوابها للتبرعات في القرية، فتبرعوا بأغلى ما عندهم من ألعاب لأطفال قطاع غزة في مشهد يوحي للناظر بمدى وعيهم بما يحصل حولهم من دمار وتشريد في شق الوطن الآخر، حيث أشار أحد القائمين على حملة التبرعات إلى الإقبال الكبير وغير المتوقع من الأطفال.
ألعاب وحصالات..
الطفل مؤنس عواد (10 سنوات) يقول: \"طول الوقت أشاهد صور الأطفال الشهداء على التليفزيون، وعندما سمعت عن حملة التبرعات أخذت دراجتي الهوائية التي اشتريتها الأسبوع الماضي، وتبرعت بها لأطفال غزة، حتى يلعبوا بها بعد أن تنتهي الحرب\". أما الطفلة سندس (9 سنوات) فقد جاءت برفقة والدها تمسك بيدها حصالة النقود خاصتها، ووضعتها دون تردد في صندوق التبرعات، والفرحة تملأ نفسها البريئة.. والدها قال لنا: \"لقد كانت حريصة جدا على حصالة النقود، وتضع نصف مصروفها اليومي منذ شهور فيها لتشتري لعبة كبيرة، لكنها فور سماعها عن حملة التبرعات لم تتردد لحظة واحدة في التبرع بها لأطفال غزة\". ويتابع والد سندس: \"جاءت سندس وهي تحمل حصالتها وتسألني هل ستصل حصالتي إذا تبرعت بها للأطفال في غزة ويشترون بها خبزا وألعابا؟ فقلت لها إنها ستصل بإذن الله.. فألحت علي أن أوصلها لمركز التبرعات في القرية\". وفي مشهد آخر.. اجتمع عدد من الأطفال في قرية سبسطية، وجمعوا من بعضهم النقود، واشتروا بها علبة حلوى كبيرة، وتبرعوا بها لأطفال غزة.
</TD></TR></TABLE>وفي مدينة نابلس، المدينة المحاصرة منذ بدء انتفاضة الأقصى، تجمع مئات الأطفال في مسيرة تضامنية مع أطفال القطاع، مرتدين ملابس لطخت باللون الأحمر.. وعلت وجوههم ملامح الغضب والحزن.. وحاملين لافتات تُسائل ضمائر العالم عن أرواح عشرات الأطفال التي تزهق كل يوم في غزة. السيدة \"أم أحمد\" كانت تمسك بيد طفلها (10 سنوات) في المسيرة، قالت: \"ابني يتابع الأخبار أكثر مني في البيت، وكلما رأى مشهدا لطفل شهيد تبدو عليه مباشرة ملامح الخوف والحزن، فقد قال لي مرة إنه يتخيل نفسه مكان هذا الطفل الشهيد، وقد ألح علي أن أخرج معه في مسيرة الأطفال التضامنية مع أطفال القطاع\". الطفل براء غسان (13 عاما) عندما سألناه ماذا تستطيع أن تقدم لأطفال القطاع قال: \"لن أقدم لهم إلا روحي.. أتمنى أن أذهب إلى غزة وأستشهد كالأطفال هناك، وأصبح طيرا من طيور الجنة\". كلمات قد تكون غريبة من طفل لم يتجاوز 13 ربيعا، لكنها خرجت من قلب لم ير من الحياة غير مشاهد القتل والمجازر بحق شعبه في كل مكان وزمان، ومجازر لا تفرق بين كبير أو صغير، فالكل مستهدف أمام آلة الحرب الصهيونية.
الأطفال أكثر ألما
هذا ما أكده رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية د. ماهر أبو زنط، حيث أشار إلى \"أن الطفل أكثر من يتأثر بما يحصل حوله، خاصة عندما يصاب أو يستشهد طفل مثله، فالأطفال الفلسطينيون أكثر من يشعر بالألم، وأكثر من يشعر بأطفال غزة؛ لأن الطفل يركز تفكيره بالفئة الأقرب له كغيره من الفئات، فالنساء أكثر ما يجذب انتباههن النساء، وكبار السن بكبار السن، وكذلك الطفل فإنه ينجذب شعوريا للأطفال مثله\". ويضيف أبو زنط: \"السبب الآخر الذي يدفع الأطفال للتأثر بما حولهم هو الأمان، وهو من أكثر الأمور التي يحتاجها الطفل، حيث يكتسبه من مصدرين: الوالدين والبيت، وعندما يتعرض البيت للهدم أو يستشهد أحد الوالدين فإن ذلك يشعر الطفل بخوف كبير، وقد لاحظنا مؤخرا ومع استمرار المجازر في القطاع، التأثر الكبير لأطفال الضفة الغربية بما يحصل، مما انعكس على تصرفاتهم ونفسياتهم بشكل سلبي، حيث إن بعضهم أصبح يخاف من الذهاب إلى المدرسة حتى لا يعود ويجد بيته مهدما أو أحد والديه شهيدا كما يرى في التلفاز\".
دور الأهل
ومع تواصل المذابح والمجازر في غزة، واستمرار بث الفضائيات لصور الأشلاء والدمار والقصف، أكد أستاذ علم الاجتماع على ضرورة تجنيب الأطفال هذه المشاهد، قائلا: \"أناشد الأهالي تجنيب الأطفال مشاهد القتل والدمار التي تبث على مدار الساعة على الفضائيات، نحن الكبار واجبنا متابعة ما يحصل، أما الأطفال خاصة من هم دون سن التاسعة يجب تجنيبهم، ليس بطرد الطفل من أمام التلفاز أو من الغرفة، ولكن بأسلوب جيد وغير مباشر\". وعلل أبو زنط مناشدته هذه خوفا من تعرض الأطفال لصدمات نفسية، حيث قال: \"سمعت من العديد من الأهالي تعرض أبنائهم لحالات التبول اللاإرادي، والخوف من الذهاب إلى المدرسة، والخوف من الوحدة، حيث تزايدت هذه الأمور مع الأطفال بشكل كبير لمشاهدتهم مناظر القصف والنار والجثث المقطعة والمتفحمة إضافة لصور الأطفال الذين يتم انتشالهم من تحت الركام والدمار\". وأضاف: \"الطفل لا يستطيع إدراك ما يحصل حوله كالكبار، فهو يعتبر أن ما يحصل بالتلفاز سيحصل معه، لذلك يجب تجنيب الأطفال هذه المشاهد\". أما بالنسبة لأطفال غزة الذين يتعرضون للعنف المباشر والقتل والتشريد، فقد أكد د. أبو زنط أن هؤلاء الأطفال سيتعرضون لصدمات نفسية طويلة الأمد، خاصة عندما يرون أحد أفراد عائلتهم يستشهد أو يصاب أمامهم. كما أن بعض الأطفال قد يتعرضون لصدمة نفسية مؤقتة نتيجة الهلع والخوف عندما يستيقظون على أصوات التفجير والقصف مما يسبب لبعض الأطفال عقدا نفسية، فالكبير يستوعب ما يحصل حوله كما ذكرنا سابقا، أما الطفل فلا يستطيع التفسير، فصفحته بيضاء وغير قادر أن يبرر أو أن يحلل أن الاحتلال جاء واحتل ودمر وقتل. ولأن الوالدين هما الحضن الدافئ والآمن للطفل، فقد أكد أستاذ علم الاجتماع على ضرورة تماسك أولياء الأمور في غزة أمام أطفالهم مهما حصل، وألا يظهروا التوتر أمام الأطفال، فالطفل سينهار تلقائيا إذا انهار أحد الوالدين أمامه، كما أن الأهالي في الضفة الغربية مطلوب منهم نفس الشيء، فنحن تحت احتلال وكل شيء متوقع منه.
ابوسلمان القادري
عدد الرسائل : 8437 العمر : 44 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 12/11/2008
موضوع: رد: أطفال الضفة: نحن معكم يا طيور القطاع الأربعاء 21 يناير 2009 - 18:56
