كله العالم جاء
للشاعر السوداني
محي الدين الفاتح
كله العالم جاء
جئت أنت فإذا العالم جاء
كله العالم جاء
المدارات ،
خطوط العرض والطول وخط الإستواء
جئت أنت
وبحار العالم الخمسة
جاءت ومجرات السماء
جئت أنت
فإذا المريخ والزهرة جاءت
وعطارد ونجيمات الثريا
عشن شكاً أبدياً
بين ومض وإنطفاء
جئت أنت فأتت كل الفصول
بين صيف وربيع وخريف وشتاء
جئت دفئاً وغماماً
جئت برداً وسلاماً ورذاذاً وضياء
جئت أنت
خطوك الواثق إيقاع الجياد العربية
شعرك الرحال ليل فى الصحارى المغربية
جئت كنزاً
من أساطير القرون الأسيوية
جئت رمزاً لصلاة الحب للرب بقلب العدوية
إننى أبصر فى عياسم تمثالاً ولغزاً عاش مجهول الهوية
إننى أقرأ فى صدرك تاريخاً وعزاً
حيث ترتاح القباب الأموية
وإرتعاشات على كتفيك كانت عفوية
أرهقتنى ... أغرقتنى ... أحرقتنى ... مزقتنى
أوقدت فى قلبى المشتاق نيران المجوس
أشعلت حولى الهواء
صيرتنى مثل خط الإستواء
وعيون فى سواد الأبنوس
وصفاء الأبنوس فعلت كيف تشاء
جعلتنى كأثينا
غرقت فى صلوات ،
دعوات ،
وطقوس
تطلب الرحمة من عند زيوس
جئت أنت فإذا العالم جاء
كله العالم جاء
كلها الارض تغنت والسماء
أنت فى طول وفى عرض وفى عمق المحيط الأطلسى
فى إرتفاعات جبال الهملايا
إن فى عياسم سحراً نرجسياً
وملايين المرايا
وهوى أندلسى
إننى أقرأ فى عياسم آية
وأحاديث وأقوال صحابة
إن فى عياسم للعشق رواية
عن يزيد وحبابة
وحكايا فى ليال رضعت ثدى سحابة
وغماماً وسلاماً وتحايا
وحنيناً وصبابة
وحكايات إلى ما لا نهاية
جئت أنت
فإذا العالم جاء
كله العالم جاء
جئت فرحة
رسمت فى قلبى الشفاف لوحة
فأنا أبصر طوفاناً ولوحاً والسفينة
أنا من كف المسيح أراك مسحة
كفكفت دمع الملايين الحزينة
صفحة أفتح فى عياسم أقرأ بعد صفحة
من تراجيديا أثينا إننى أسمع إنشاداً وصيحة
زينت صبح المدينة
لرسول الله كانت أغنيات رددتها الفتيات
( أيها المبعوث فينا جئت شرفت المدينة )
جئت فرحة
أطلقت فى القلب فرحة
أنت يا من عشت فينا جئت شرفت المدينة
جئت أنت فإذا العالم جاء
كله العالم جاء
يوم جئت
يوم أن كان اللقاء
قام قلبى وقعد
وصحت فيه رسالات السماء
شده الحسن بحبل من مسد
فتروى بالعطاء
كل ما فى داخلى صلى ولله سجد
للرسالات وبعث الأنبياء
فرأيت الفجر لما أن ولد
يت لحم جبل الطور
إنبثاث النور من غار حراء
يوم جئت أنت
حل أنت فى هذا البلد
ولذا العالم جاء
وأنا أهواك دوماً للأبد
فإذا بالأرض نادت والسماء
قل هو الله أحد قل هو الله أحد قل هو الله أحد