وَحَبِيْبَةٌ عَافتْ تَجَاعِيدَ الأَمَلْ
قَالتْ ودَمعُ العَينِ يَرْشَحُ في المُقَلْ
يَا مَنْ تُتَيَّمُ في المَفَاتِنِ إِنَّنِي
أَرجُو الطَّلاقَ فَنَجْمُ صُحْبَتِنَا أَفََلْ
وَدِّعْ رَيَاحِيْنِي وَمَزِّقْ فَرْحَتِي
فَلَقَدْ دَنَا يَا صَاحِبِي وَقتُ الأَجَلْ
وَاجْدَوْدَبتْ كلُّ الحُقُولِ بأَرْضِنَا
والغُصْنُ في بُسْتَانِ قَلْبَيْنَا ذَبَلْ
فأَنَا أنَا الحَسْنَاءُ ، لَبِّي مَطلَبِي
-أَيَا رَعَاكَ اللهُ- طَلِّقْ في عَجَلْ
فدنا من الخَدِّ البَهيِّ، ووجْههُ
منْ حّرِّهِ قانٍ مَشُوْبٌ بالخجلْ
عَجَباً فَمَا تَنْويْن ؟! قَالَ مُعَاتِبا
والقلبُ يخفقُ بالمَلامَةِ والعَذَلْ
يا أنتِ يا كلَّ الضِّيَاءِ تَمَهَّلِي
مازالَ قَلبِِيَ فِي سُجُونِكِ مُعْتَقَلْ
مُدِّي اليَدينِ تَدَلَّلِي وَتَغَنَّجِي
إن التَّدَللَ يَا غَزَالَتِي لَا يُمَلْ
وَتَرَيَّثِي عَلِّي أبُوءُ بِزَلَّتِي
وَلَعَلَّ حَرفِي تَستقيمُ لَهُ الجُمَلْ
وَدَعِي لَنَا عُمْراً جَدِيداً كَيْ أَرَى
مَاذَا دَهَاكِ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا العَمَلْ
وَدَعِي زُهُورَ اليَاسَمِيْنَ مُشِعَّةً
كالصُّبْحِ تَرقُصُ في الحَدِيقة والجَبَلْ
وَدَعِي لَنَا كلَّ النَّقَاءِ وَبَعثِرِي
أورَاقَ مَاضٍ كانَ فِينَا وَارْتَحَلْ
ثُمَّ اصْرُخي بُثِّي الهُمُومَ وَبَيِّنِي
مَاذا جَرَى مَا السِّرُّ فيمَا قَدْ حَصَلْ
قَالَتْ وقدْ خَمَدَتْ لَظَاهَا: لَمْ يَكُنْ
لِي أَيُّ سرٍّ فِي حَيَاتِي مُبْتَذَلْ
لكنَّ لِي نَزَقٌ يَطُمُّ جَوَانِحِي
إنْ شَاءَ شَيْئاً - كَيْ يُلَوِّعَنِي- فَعَلْ
فَأَفقْتُ صَاحِيَةً أُلَمْلِمُ آَهَتِي
وطَلَبْتُ خُلْعاً، ليْسَ يَقبلُ بالجَدَلْ
فأجَابَها : أَوَلَسْتِ تَدْرِي أَنَّنَا
نَمْضِي إلى عَمَلٍ مَشِيْنٍ مُنتَحَلْ ؟!
فَقِفِي عَلَى شَطَّ الوَدَاعَةِ وَاهْتِفِي
بِالودِّ بِالصَّفْحِ الوَدِيعِ وَبِالجَذَلْ
وَلْنَغرسَ الوَرْدَ القَشِيبِ بِدَربِنَا
وَنَمرُّ في شَتَّى الدُّرُوبِ عَلَى مَهَلْ
ولْنُنْبِتَ الآمَالَ مِنْ آلَامِنَا
ولْنُبْجِسَ الإقْدَامَ منْ ضِلعِ الوَجَلْ
وَنَخُطُّ فِي الوِجْدَانِ طَيفَ وِصَالِنَا
وَلِكلِّ مَسْألةٍ نُؤَلِّفُ أَلفَ حَلْ
-----
عبده نعمان السفياني
02/03/2013
----------------------------------
http://alsofyani.blogspot.com/
---------------