محمد سعيد الشرعبي :
بعيدا عن المناكفات مع الناشطة توكل كرمان بوصفها المنافس الأول للاعب نادي برشلونة " ميسي" جوائز وميداليات الربيع العربي ،يرجع كثير من المهتمين سر غزارة انهمار الجوائز على هذه الناشطة الى ما بات يمثله حضورها المحلي والعالمي منذ نيلها لجائزة نوبل للسلام لهذا العام ،وهذا ما يؤهلها لتصدر قوائم المكرمين او الحاصدين للجوائز،وليس آخرها تكريم وزارة الدفاع لها بدرع الندوة العسكرية الأولى للناشطة توكل ...
مصدر عسكري يعتبر تكريم وزارة الدفاع للثورة السلمية امس الأحد لـ" توكل كرمان " ،تأكيد وحرصا رسميا لشباب الثورة ،ولكل مهتم وحريص على بناء جيش وطني ،ومن اول لقاء نوعي لقادة الجيش والأمن على طريق البدايات العملية والعلمية في مشروع اعادة هيكلة الجيش عملا بالهدف الثاني للثورة الشبابية السلمية،"استدعت الضرورة تكريم توكل كرمان كممثلة للثورة السلمية"،حد قوله ..
وفي سياق متصل ،اسر لي مصدر عسكري بعد متابعة ردودنا على تكريم توكل كرمان اليوم بالفبسبوك ،الى أن حرص قيادة وزارة الدفاع ممثلة باللواء الركن محمد ناصر أحمد على منح درع الندوة العسكرية الأولى للناشطة الحقوقية توكل كرمان،بأعتباره تكريما لشباب الثورة بشكل عام ،ووفاء لشهداء الثورة ،منوها الى أن توكل احد ابرز من يبذلون جهود داخلية وخارجية لبناء كمؤسسة عسكرية وطنية ولائها للوطن والشعب فقط في نظر الوزارة ،حد قوله ..
وأضاف المصدر : تكريم توكل في امس بدرع اول ندوة عسكرية لهيكلة الجيش ،صفعة قوية للمخلوع وأبنائه وكل مستفيد من انقسام الجيش،كما يعبر الروح الثورية لوزير الدفاع الذي ،يتحدث في كل مكان بأن الثورة اعادت الاعتبار لكل يمني ،ومن الواجب تكريم شبابها بإنجاز مشروع هيكلة الجديد ...) حد نقله عن وزير الدفاع ..
وعليه فأن نيلها لأعلى جائزة عالمية ليست بالحدث او الانجاز السهل قياسا بشخصيات عالمية تنافس على هذه الجائزة ،وبالذات في السلام ،كان من الطبيعي على المنظمات الدولية و المؤسسات والحكومات الغربية والشرقية ايضا،حسم نظرتها للثورة من خلال نوبل للسلام ممثلة بتوكل كرمان ،التي عرفت كيف تقدم نفسها بالداخل والخارج ،استناد على نضالها المستمر في ساحات وميادين الثورة ..
كما يدرك مانحي تلك الجوائز بأنه شخصية توكل _ بعد نوبل كأعلى تكريم دولي_ لم تعد بذات البعد المحلي فقط،فوصولها الى نوبل،يمثل بدايتها الحقيقة نحو العالمية بـ ( نوبل للسلام ) ،وانحدارها من بلد بات محط اهتمام ورعاية المجتمع الدولي رغم كل ما فيه من فوضى وتخلف وبؤس،باتت توكل الرقم الأصعب ،والشخصية الجديرة بالتكريم والاحتفاء والجوائز ..
في حين ،استطاعت توكل كرمان دون غيرها من الناشطات اليمنيات تقديم نفسها للداخل والخارج ، كقيادية في الثورة الشبابية التي اشعلها شباب اليمن _وفي مقدمتهم توكل _ ،ضد نظام علي صالح ،الذي عجز على وأد الثورة ،او ايقاف عجلة الزمن ،وعرقلة هذا التحول التأريخي في البلد الذي تشهده اليمن منذ وقع على مبادرة رحيله من الكرسي مهما حاول الإلتفاف او البقاء العبثي في مشهد وطن وحياة شعب تجاوز جلاده ( صالح ) الى الابد ..
وعلينا ألا نغفل رصيد النضال السلمي لهذه الناشطة خلال سنوات ما قبل الثورة ،فهذه الناشطة المثابرة الذي اتشرف بأني شاركتها عشرات من المسيرات السلمية والحقوقية في عصر علي صالح ،وما كانت تتعرض له من هجوم وشتائم من قبل جنود الأمن والمخبرين ،وبالذات في ساحة الحرية امام مجلس الوزراء بصنعاء ،لهذا اشعر دائما بأنها لم تستحق هذه الجوائز ،ولو كان لدي ملاحظات على اي قصور او سلبية تعاملها او مسؤوليتها تجاه المجتمع او تعزيز الحريات العامه ..
واعتقد بأن تكريمها المستمر دوليا ومحليا ليس تكريما لشخصها فقط /بل هو تكريما لنضالات المرأة اليمنية التي فاقت وتعدت بنشاطها نطاقها العربي والإسلامي نحو العالمية ،كما قال لنا وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو في لقائنا به في العاصمة صنعاء الشهر الفائت ..