عندما نتكلم عن جامعة صنعاء نتذكر مباشرة الشهيد إبراهيم الحـــــــــــــــــــــــمــــــــدي الذي خصص أراضٍ كافية للتوسع في المباني اللازمة لتطوير الكليات القائمة والمستحدثة في الجامعة ،وكذلك لتــــــــسكين عضو هيئة التدريس قُرب كليته وبين طلابه !
جرى العبث بأراضي الجامعة بطرق شتى ابتداء من شق الطرق في وسطها الى انتقال فتح الطريق بجانب المباني التي أنجزت الى الاستثمار في جزء من الأرض أدى الى تشوه الجامعة في عدم اتصال الكليات ببعضها ككلية الطب والصيدلة على سبيل المثال ..الى الاتفاق مع وزارة الأوقاف في إنشاء وحدات سكنية مازالت متعثرة حتى الآن بفعل الفساد القائم في المؤسسات ولا زالت المباني غير مكتملة منذ اكثر من خمس سنوات شاهدةً على فشل حكوماتنا المتعاقبة !
منذ عام 1991م ونقابة أعضاء هيئة التدريس المتعاقبة تُناضل من اجل أن يكون هناك سكن لائق بأعضاء هيئة التدريس ، وذات مرة وجه الرئيس السابق علي عبد الله صالح بإعطاء قطعة ارض لكل عضو هيئة التدريس في أراضي الجامعة في مذبح وتابعت النقابة الحالية ليكون هذا التوجيه رغم قِدَمه واقعا حقيقيا على الأرض، فاتبعت الطرق النضالية والنقابية وكذا القانونية وحصلت على موافقة مجلس الجامعة على صرفها ،ولكن هناك من لا يروق له حصول عضو هيئة التدريس على قطعة ارض ، وللأسف من بعض من ينتسبون الى أعضاء هيئة التدريس ويتولون رئاسة الجامعة وليس من خارجها !
بين الفترة الممتدة من عام1991 وحتى عام 2012 حصل كثير من المتغيرات والانجازات في العديد من المؤسسات الأخرى على سبيل المثال حصل موظفو الإدارة المحلية على الأراضي التي تلبي احتياجاتهم ، وبنيت شقق للدبلوماسيين ، وأنشئت جامعات جديدة في محافظات عدة وحصلوا على أراضي دون معاناة تذكر ،وفي بعض الجامعات كجامعة عدن بُني لأعضاء هيئة التدريس مساكن خاصة، وفي الفترة المذكورة استولت عديد الجهات والشخصيات المتنفذة على أراضي الدولة دون رقيب وحسيب ! ؛بل أن البعض منهم استولى على كيلومترات في عدن وتقرير با صرة وهلال ليس عنّا ببعيد !
أجل حتى أن الأمم المتحدة استشعرت حاجة المهمشين وضغطت على الدولة لتخصيص ارضٍ للمهمشين (بما يسمون بالا خدام) وقامت بالإشراف على تنفيذ وحدات سكنية في الأراضي التي خصصت لهم وبأحياء حضرية (مدينة سعوان الحضرية) وليس بأطراف صنعاء كما يريد ويسعى القائم بالأعمال الذي لم يتجاوز تكليفه من قبل وزير التعليم العالي المستقيل اكثر من خمسة أشهر خلت ، ومن يسمون أنفسهم بالجمعية السكنية في الجامعة النبتة الغريبة التي زرعت في جسم نقابتنا الرائدة!
بين التاريخين أيضاً بُنيت مدن ليلية بالقرب من جامعة صنعاء(قرية الليل بمذبح) وأعضاء هيئة التدريس كانوا يضربون ويُتفق على توزيع الأرض في كل إضراب والمحاضر والاتفاقات وتوقيعات رئيس الجامعة السابق موثقة لدى الهيئة الإدارية للنقابة ،ولكنه كان يتراجع عن التنفيذ بحجج واهية وغير مقنعة في كل إضراب ،حتى أن نقابة أعضاء هيئة التدريس لُقبت بنقابة الإضراب المفتوح!
وبين التاريخين المذكورين أنفا أو بمعنى اصح بعد أن قام الشباب بثورتهم المباركة في الحادي عشر من فبراير وعلى وجه التحديد بعد انتخاب الأخ عبده ربه منصور هادي رئيسا وقيامه بمسؤوليته أنجزت ما أسميها بمدينة النهار وليس الليل هذه المرة أي أن احد القادة قام بتوزيع الأرض في حدَّة للمنتسبين لوحداته وإذا بها للناظر المتأمل مدينة بجهتين على الجبل المطل على الستين ولكنها غير ممتعة للناظر حيث بنيت بكل أسف أيضاً عشوائية وغير مخططة كما هي قرية الليل وأصبح منتسبي الوحدات العسكرية ساكنين في منازلهم وبفترة قياسية!
تحركت الهيئة الإدارية للنقابة بما تمتلك من وثائق واتفاقات لتنهي هذا الملف المعقد قبل أن يتحول الى اللجنة الفنية للحوار الوطني لتقوم اللجنة بإدخاله في جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني ، فقابلت الهيئة الإدارية المعنيين في الأمر رئيس الوزراء ووزير المالية وعرضت عليهم ما بحوزتها من أوامر ومحاضر واتفاقات وتوقيعات فاقتنعا بأحقية أعضاء هيئة التدريس للأرض ،كل ذلك تم بمساندة ومباركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق الأستاذ الدكتور صالح با صرة الذي هو الآخر اقتنع بأحقية أعضاء هيئة التدريس ووجه رئيس الجامعة حينها بضرورة التوقيع على المحضر فكان له ما أراد !
بعد الذي سردناه فإننا نتساءل ألا يحق لعضو هيئة التدريس الحصول على قطعة ارض بالقُرب من كليته لكي يستقر وينتج ويبدع في ابتكار وسائل ناجعة لتطوير العملية التعليمية ، حيث في الدول الأخرى ربما افضل الأحياء هي الأحياء السكنية لأعضاء هيئة التدريس والتي تسمى بأحياء الكفاءات التي تبنيها الدولة بأعلى المواصفات!
وللمعارضين نقول أن حصول عضو هيئة التدريس على قطعة ارض اشتُريت للجامعة باعتباره جزء أصيل في الجامعة ، وهو ليس بنهاب ولا معتدي ، ويلجئ دائما للجهات المعنية من اجل استكمال الإجراءات القانونية والتنظيمية للحصول على الأرض ، ولو كانت النقابة مبتزّه أو مُستغِلّة أو غير عاقلة لكان باستطاعتها الاستيلاء على الأرض وتوزيعها والبناء فيها ولا احد سيعترض كما عرضنا عليكم بعض النماذج من ممارسة العهد السابق!
اختم مقالي بالشكر أولاً لأعضاء الهيئة الإدارية في النقابة على هذا الانجاز الذي حققوه وما تعرضوا له من معاناة ومتاعب وما لاقت من نقد من الجمعية العمومية ، إلا أنهم عملوا بِجِد ونُكران ذات فلهم منا جميعا التحية ، والشكر موصول للأخ المناضل محمد باسندوة على تفهمه لجزء من حقوقنا وكذلك معالي الأخ صخر الوجيه وزير المالية الذي اثبت انه مدافعا عن الحق كما عرفناه الصوت العالي في مجلس النواب ضد الفساد والمفسدين، وكذلك جميع الوزراء الذين دعموا الهيئة الإدارية ولا أعرفهم !
أما أولئك المشككين والمعرقلين فنقول لهم لم يعد ممكنا التشكيك أو الإعاقة لمصالح أعضاء هيئة التدريس بعد خروج شباب الثورة الى الميادين والذين بخروجهم أنجزوا بعض أهدافهم والبعض الآخر في طريقه الى التحقق مهما بعُد الزمان أو قصُر ، وما هذا الذي تحقق لأعضاء هيئة التدريس إلا بفضلهم بعد الله ولولاهم لما تحقق شيء للعلم والعلماء ، فعودوا أيها المشككون والمعيقون الى جادة الصواب قبل أن يلفظكم زملائكم وشعبكم!
ألف مبروك لأعضاء هيئة التدريس على هذا الانجاز التاريخي ، فشدوا وثاقكم وانتصروا لحقوقكم ونوِّروا شعبكم بحقوقهم وعلِّموا أبنائهم تحصلوا على رضاء ربِّكم !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
