> تحقيق: وجدي السالمي
> عبدالله الأحمدي
الزائر إلى مديرية جبل حبشي يشعر وكأنها تعيش خارج حدود العصر يغطيها غبار الجهل والظلام.. بعد مرور 49 عاماً من قيام الثورة، و21 عاماً من عمر الوحدة، وجبل حبشي لم تجد ولم تلامس خيرات الثورة ولا منجزات الوحدة.
تكتسي ثياباً مطرزة بخيوط الإهمال والمرض وتتلظى بمآس مصطنعة، وأنَّات وآهات لم تجد عقولاً وضمائر حية تفك طلاسمها، وتبحث عن حيثيات وأسباب قضاياها الخدمية المتدنية بكل مقاسات ونسب التدني: الطرق.. الماء.. الكهرباء.. الصحة.. التعليم.. ولم تجد سبباً مقنعاً لغياب التنمية.
هكذا لاتزال كما تركها الإمام يجثم عليها كوم من المشايخ كانوا ولايزالون يستغلون الرعية والبسطاء تحت سياط التهديد والهنجمة..
ليسوا أحباشاً
تأتي التسميات للأماكن إما من لونها أو من شهرتها بأي شكل من أنواع الشهرة، وتسمية “حبشي” طغت على كثير من المسميات في اليمن منذ القديم فهناك قبيلة حضرمية ورد اسمها في النقوش اسمها “حبشت” ومازال كثير من الأعلام والناس يحملون لقب” الحبشي” إلى اليوم.
وهناك أماكن مثل حبيش في إب والمحابشة في حجة، أما لفظة “حبش” فقد وردت في المعجم الوجيز بمعنى جمع والتجيش بمعنى التجميع. وإذن فلا علاقة للاسم بالأصل أو الانتساب إلى القومية الحبشية، ولأن السمات البادية على السكان لا تدل على ذلك، ومازالت الكثير من الأسر الساكنة في هذه المديرية يحفظون شجرة أنسابهم؛ إذ إن الكثير منهم ينتسبون إلى برط في الشمال الشرقي لصنعاء مثل آل المليك وآل التاج وآل عز الدين الذين يجمعهم نسب واحد هو غيلان بهرطي، وكذلك غيرهم من القبائل والأسر.
حول تسمية المديرية بهذا الاسم تباينت العديد من الروايات حيث أنها قديماً كانت تسمى بجبل “ذخر”.. ومن الروايات حول سبب تسمية المديرية بهذا الاسم «أي جبل حبشي» أن رجلاً صالحاً ينتمي إلى قبيلة الحبشي «بكسر الحاء وسكون الباء» وهي قبيلة حضرمية حيث قدم الرجل من حضرموت إلى هذه المديرية وحتى الآن يوجد جامع يسمى بجامع الحضرمي إضافة إلى وجود عدد من القبائل حالياً من تعود أصولهم إلى محافظة حضرموت.
وذهبت رواية أخرى أن المديرية كان اسمها جبل «اختاشيء» ومع تدرج اللهجة سميت بمديرية جبل حبشي، ورواية ثالثة وهي الأضعف يروي أصحابها أن المديرية كانت محطات للتصدي للغزو الحبشي الذي هاجم اليمن أثناء حكم الفارسيين، وهذه رواية ضعيفة لأن المديرية وإلى عهد ليس ببعيد كان اسمها جبل ذخر حتى بعد الغزو الحبشي لليمن ؟!!
يقدر عدد سكان هذه المديرية بحوالي 150 ألف نسمة معلقون في قمم الجبال وأطرافها وجوانبها ويعمل الكثير منهم في زراعة القات والاغتراب في بلدان العالم.
غبن مقيم
يشعر الكثير من سكان هذه المديرية بالغبن والشعور بالقهر، فهم يقدمون الكثير ويقابلون بالجحود، فمنذ خمسين عاماً وهم يقدمون الشهداء لانتصار الثورة، وتكاد لا تخلو قرية من وجود شهيد فيها.
ومع انطلاقة ثورة الــ11 من فبراير تسابق الكثير من أبناء جبل حبشي الحالمين بمستقبل أفضل إلى الساحات و كان لهم شرف السبق في تقديم الشهداء ووالإسهام في حماية الثورة، وكان أول من وضع خيمة في ساحة التغيير بصنعاء هو أحد أبناء هذه المديرية” الشاذلي البريهي”..عندما تسأل الأمهات والجدات في الكثير من القرى يحدثنك عن تقديم المال والحلم لدعم المجهود الحربي والصرف على المجندين في ثورة 62م، لكن العمر ذهب ولم تكافئهن الثورة بالقليل، وحتى أولئك الجنود الذين استشهدوا في معارك الدفاع عن الثورة اختفت أسماؤهم ولم يحظوا بالتشريف فما بالك بالمعاشات؟!
فساد يغرق الجبال
منذ نصف قرن من عمر ما يسمى بالثورة والناس في هذه المديرية ينتظرون مشاريع الثورة، ومنجزاتها وكل المسئولين الذين تعاقبوا على هذه المديرية لم يتركوا أية بصمة تذكرهم بخير؛ فكلهم جاءوا وهم فاتحو جيوبهم من أجل السرقة والنهب للمواطن، وحتى اليوم.
وهناك رجلان خلدا اسميهما في عقول سكان المديرية الأول الضابط محمد جمعان والذي عمل مديراً للمديرية في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي، وكان عنواناً للعدل والمساواة بين الناس أمام القانون والثاني الأستاذ محمد الصغير والذي كان أول رئيس لهيئة التعاون الأهالي في السبعينيات وارتبط اسمه بشق الطرقات وتحفيز الناس على بناء المدارس.
فضيحة المجلس المحلي المدوية
قبل أكثر من عامين تورط أمين عام المجلس المحلي السابق ورئيسا وأثنين آخرين من الهيئة الإدارية السابقة في تزوير أكثر من خمسة أختام وكذلك اختلست أموال وعبث بالتعليم ونقل معلمون بموجب هذه الأختام دفعوا بسببها رشاوى تصل إلى مئات الآلاف، ثم فاحت رائحة هذا الإنجاز ووصل إلى النيابة التي بدورها أحالت القضية إلى محكمة الأموال العامة والتي قضت بسجن المتورطين6 أشهر مع وقف النفاذ حسب مصدر قضائي في المحكمة.
المجلس المحلي مات – ربما - وشبع موتاً بعد أن أشبع المديرية دَينا يقدر بمئات الملايين. لا مشاريع الآن في هذه المديرية ولا نعلم أين تصرف الأموال؟.
مدير المديرية هو الأخر شبه غائب إن لم نقل أنه غائب على الدوام فلا يتابع ولا يعرفه الناس، تذهب إلى المجمع الحكومي بيفرس ولا تجد موظفاً ولا إدارة مفتوحة عدا مكتب النيابة.
المغتربون والمشائخ ينافسون الفقراء والأرامل
نعمة الضمان الاجتماعي موجودة لكنها أصبحت وسيلة المؤتمر في استقطاب الناس ولا توزع حسب الأحقية رغم تحريم الدستور استخدام المال العام لأي نشاط حزبي إلا أنه تم تجيير هذا المال وهذه المعاشات التي يجب صرفها للمحتاجيين وأصبح ما يقارب نسبه 70% منها من نصيب الأقوياء الذين يتم استخدامهم لدعم المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات.
هكذا يعيش معظم المسئولين في هذه المديرية على الفساد والإفساد.. تضحك كثيراً حينما تجد امرأة فقيرة أو معدماً يتابع مسئول الضمان الاجتماعي من أجل إدراج اسمه ضمن هذه الصدقة، وقد يدركه الموت ولم يحالفه الحظ بأن يكون اسمه ضمن كشوف الرعاية الاجتماعية المزحومة بأسماء المشائخ والمغتربين في السعودية والذين تدرج أسماؤهم بأسهل الطرق، والتي تحل بدلاً عن الأرامل والأيتام والفقراء، ويستطيع من يدفع عشرة آلاف ريال الحصول على بطاقة الضمان الاجتماعي وقت ما يشاء.
تشعر بالمرارة حينما تجد القائمين على الشئون الاجتماعية وهم يغالطون العجائز والمحتاجين وينهبون عليهم مخصصات أشهر كاملة، والمغتربون والمشائخ والتجار ينافسون العجائز والمحتاجين على قليل من الريالات هم لا يحتاجونها.
أكبر محطة للفساد
التعليم إن لم يكن قد مات فهو في النزع الأخير ليس إلا ، ولا يغرنك عدد المدارس والأسماء والمباني حيث المحتوى والمضمون تحت الصفر.
فعدد المدارس في جبل حبشي 88 مدرسة..منها 40 مدرسة ثانوية..و48 مدرسة أساسية، وتضم ما يزيد عن 40 ألف طالب وطالبة.. ويعمل فيها أكثر 1800معلم ومعلمة ويشرف عليها200 موجه وموجهة..
أغلب مدراء تلك المدارس هم إما عقال أو مشائخ أو من ذوي الولاء السياسي لحزب المؤتمر، وتعاملهم مع المعلمين والطلاب لا يخرج عن أسلوب الشيخ والرعوي، ولا مكانة للعلم ولا لطالب العلم عند معظمهم.
والكثير من أولئك المدراء يقيمون في المدن ولهم أعمالهم الخاصة ومعظمهم يعملون سماسرة عقارات.
ويحدث كثيراً أن تذهب لزيارة مدرسة أو تمر بجانبها لا ترى أثراً لطلاب أو لمعلميهم بالرغم أن الوقت لايزال التاسعة صباحاً.
قال لنا أحد الموجهين: إن أفضل مدرسة لا يزيد دوامها عن ثلاث حصص يومياً هذا إذا حضر المعلمون، يضيف هذا الموجه: “إن أغلب المعلمين لا يحضرون فهم إما في أسواق القات يبيعون أو يشترون أو مغتربون في دول الخليج، وأغلبهم قد تحولوا إلى مستشارين وموجهين ومراقبين ليتفرغون للعمل في البقالات وأعمال أخرى.
ولم يبق في الميدان إلا من ليس له وساطة أو رفض الدفع نقداً وقلة قليلة من المخلصين.
أغلب الطلاب لا يحضرون معظم أيام السنة الدراسية ويقتصر حضورهم على أيام الاختبارات، إدارة التربية عاجزة عن فعل أي شيء وغير قادرة على حل أي قضية وإن كانت بين طالب ومعلم، إذ تصل مثل هذه القضايا إلى النيابات والمحاكم.
بل لقد وصل العجز بالإدارة التربوية والمديرية والمجلس المحلي إلى عدم قدرتهم على حل قضية مدرسة لها أكثر من عشر سنوات يتنازع إدارتها شخصان لا يداومان طوال هذه المدة.
هذا الفساد الذي يضرب العملية التعليمية ومؤسساتها التي تؤهل الأجيال سببه غياب المقاييس الوظيفية والتربوية في تعيين واختيار الكادر، فالتعيينات في المناصب القيادية لم تتم بحسب الكفاءة والخبرة بل حسب الولاء والقرابة والرشوة. والنتيجة حصاد الهشيم وفوق هذا تجد من يكذبك..
كل شيء ملك للمشائخ
إن مشكلة جبل حبشي الحقيقية تكمن في تلك المشيخات التي باعتياد هي سبب تأخر وفقر المديرية وشبه انعدام أبسط مقومات الحياة فيها، فليس لهم أي عمل سوى حشد الناس للتصويت في الانتخابات لا غير.
يدعي المشائخ أن الأرض ومن عليها ملك لهم، وكأن السماء خلقت من أجلهم والناس عبيد وأقنان لديهم، ولذلك يتصرفون من هذا المنطلق، فالمدارس هي لهم ويورثونها لأبنائهم والمنشآت وجدت من أجلهم.
لذلك تحولت مكاتب الخدمات الزراعية التي بناها مشروع المرتفعات الجنوبية إلى بيوت لأولادهم، واستولوا على ما بها من مواد وأثاث وحتى حراثات كما حدث لمكتب الإرشاد الزراعي بالشراجة.
بالإضافة إلى قيامهم بنهب معظم الوحدات الصحية واحتلال مبانيها وإهدائها بيوتاً لأتباعهم.
أما موظفو هذه الوحدات فهم إما أقرباؤهم أو من التابعين لهم ويتقاسمون معهم الأدوية والمرتبات، أما مشاريع المياه فقد دمروها بالكامل وما بقي منها يباع على المواطنين بالدبة.
كهرباء على الفقيه مشروع نجاح
مشروع كهرباء علي الفقيه في قرية بني جعفر مشروع ناجح يغطي كثيراً من القرى في بني بكاري والبريهي وعدينة ويصل إلى أطراف حجرين.. المشروع شبه حكومي قام علي الفقيه بمتابعته ونجح في إدارته.
يقول علي الفقيه إنه يأخذ على اللمبة الواحدة مائتي ريال بعد أن فضل في عمل العدادات التي بالمهالة عضو في المجلس المحلي للمديرية وثبت أنها خاربة. ويضيف الفقيه أنه يدفع 2 % من دخل المشروع لصالح المجلس المحلي ولا يدري تحت أي بند يدفعها. بالمقابل نجد مشروع كهرباء المشائخ في المنعم تنتعش أسلاكه من موسم انتخابي إلى آخر تلبية لرغة مشائخ الحصان.
ومنذ العام 93م والحصان يعد ويكذب إلى أن كشف الله سره ولكن فساده لازال حاكماً.
الفوانيس مصادر الضوء!
لقد رفضت هذه المديرية الأصيلة جميع وسائل العصر الحديث باعتبار ذلك إغواء يفقدها رونقه التاريخ وبهجة الاحتفاء بماروثها القديم.
حيث الفوانيس في هذه المديرية خصوصاً الدائرة(58) أبت أن تغادر المنازل التي تبحث عن الضوء عدا منازل المغتربين) من الذين لم يؤمنوا بنصيحة:“ارجع لحولك”.
تمكنوا من طرد الظلام في توفير (مواطير) فيما المواطنون مواظبون على شراء «أتاريك» الغاز وتعبئة الفوانيس والقماقم، والحمد لله.
ومؤخراً تم عمل مولد كهربائي للبرحات وقريتين مجاورتين يتم تشغيله لمدة ثلاث ساعات ليلاً فقط في خطوة استغلالية لناس بسطاء تفرحهم رؤية الفراشات وهي تدور حول لمبة الضوء في الوقت الذي يتم فيه جباية ما يقارب مبلغ عشرة آلاف ريال على كل بيت كرسوم شهرية وفي الحقيقة أن هذه المبالغ التي تساوي نصف قوت الأسرة الشهري كانت تكفي جميعها لإنشاء محطة توليد كهرباء مركزية . ومع ذلك لم تستمر الكهرباء سوى بضعة اشهر ليعود الفانوس منتصراً من جديد.
أما في عزلة بلاد الوافي قرى الكدهية والحدادين فقد وصلت أعمدة وأسلاك الإنارة قبل شهر من الآن ولازالت نائمة على الأرض لا نعلم هل الجهات الرسمية جادة هذه المرة حيث أن خروج مدير الكهرباء في جبل حبشي برفقة عضو المجلس المحلي عبدالله الأمير ونائب مدير التخطيط بالمحافظ لم يكن في موسم انتخابي كما يفعل مرشحو الحصان .
الفساد المركب
في كشوفات المرتبات تحضر الكثير من الأسماء لموظفين لا يعرفهم أحد ولا يؤدون عملاً ولا يداومون في أياً من مكاتب المديرية وفوق هذا تجد مسميات وظيفية مثل إدارة التخطيط وإدارة الزراعة والبلديات وفي الواقع لا تجد موظفاً يداوم في عمله ولا يحضرون إلا عند استلام المرتبات والكثير يوكل من ينوب عنه حتى في هذه المهمة.
وما زاد الفساد تطاولاً هذا العام هو التوظيف الجديد الذي وقع في العام 2011م إذ كان نصيب المديرية الكثير من الموظفين ليست بحاجة حقيقية إليهم في حال قيام الموظفين المحسوبين عليها بأعمالهم ومواظبتهم فيها.
هؤلاء لم يداوموا يوماً واحداً كما في بقية المديريات التي يترعرع فيها الفساد ومعظمهم مهاجرون في السعودية، ورغم ذلك فقد نسلموا مرتبات أربعة أشهر وبالوفاء والتمام.
استلموا هذه المرتبات دون مباشرة عمل عادوا إلى مهاجرهم وأعمالهم وهم وكأن شيئاً لم يكن، أحد المتابعين لهذا الوضع علق بالقول: هذا فساد ثوري.
نقطة مضيئة
كل شيء ضد الإنسان في هذه المديرية.. الطبيعة وموظفو الحكومة وألئك الذين يعيشون على حساب المواطن فيما القضاء وحده يكاد يكون هو النقطة المضيئة، لكن ما فائدة قضاء يصدر أحكاماً دون تنفيذ؟. لا طرقات في هذه المديرية وأغلب الطرقات المسلوكة هي مجاري سيول أو مخالف على جوانب وظهور الجبال وحواف الوديان.
عشرة كيلو مترات هي نصيب المديرية من السفلتة، نفذ مقاول 70 % منها بطريقة غير سليمة وترك أكثر من ثلاثة كيلو بدون شق أو سفلتة في طريق المفرق المنعم. هذه العشرة الكيلو بلغت تكلفت تنفيذها أكثر من ثلاثمائة مليون ريال.. المواطن هنا قيل إنه يعمل ضد نفسه فهو يقلع أشجار البن ويستبدلها بالقات ويذهب إلى المشائخ والمسئولين ليدفع رشوة رغم الفقر الذي يذبح الناس والغلاء الذي يشردهم.
ظلم وتمييز ضد النساء
ما يمارس في هذه المديرية ضد النساء هو الظلم الأكبر- إن صح القول- فهن دائماً في آخر السلم ويعاملن معظمهن معاملة لا تليق بهن كبشر، رغم أن كثيراً من الأعمال الشاقة يوكل لهن القيام بها.
محرومات من الإرث الشرعي وكثيراً ما تجد نساءً أمام محكمة المديرية وفي المحافظة يطالبن بحقوقهن الشرعية فلا يجدن إنصافاً.
فهناك قرى في المديرية تعيش خارج الشرع والقانون فهي على الإطلاق لا تعترف للنساء بنصيب شرعي وعندما تسألهم عن السبب يرجعون الجواب “نحن لا نورث النساء.. المرأة لها زوج فقط”.
وعود كاذبة
منذ ما قبل الوحدة وما بعدها وبعض رجالات النظام السابق والفاسدين يسوقون الأوهام للناس وفي كل موسم انتخابي يمطرون الناس بالوعود بأنهم سيدكون الجبال وسيوصلون الماء والحليب إلى كل بيت والكهرباء إلى كل شجرة بل كل بقرة وحمار.
وإذا ما حصل وانجز مشروع من أي جهة خيرية كانت يبدءون بالصراع عليه حتى يفشلوه.. حدث ذلك في طريق الهيجة – الصراهم؛ حيث كان الصندوق قد بدأ العمل في المشروع، لكن شياطين المشائخ أفشلوه.. وحصل كذلك طريق الكدهية كمدخل آخر يربط أكثر من15 قرية هذه الطريق يتم إعلان المناقصة باسمها في كل موسم انتخابي دون العمل فيها .
في العام الماضي جرفت السيول في قرية حجرمين أشجار وأحجار وبيوت وقتلت اثنين من الأهالي وحُصرت القرية لأيام ولم أهاليها من ينقذهم أو من يتدخل لنجدتهم . كانت الخسائر بالملايين ولم يحصل أحد منهم على ريال واحد تعويضاً أو إعانة من أي الجهات كانت.
سحقت المدرجات وجرفت التربة والمسئولون نيام وحتى اليوم لم تقم أي جهة بعمل شيئاً يخفف من آثار السيول هذه المناطق.
أخيراً
الناس خرجوا إلى الثورة وقدموا الشهداء وهم يحلمون بيمن بلا ظلم ولا استبداد يحلمون بوطن بلا مشائخ.. وإن لم يقتلع هذا النظام وتقوم دولة مدنية بديلاً عنه فإن مصير اليمنيين يبقى مجهولاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً!!