جائزة السعيد والبحث العلمي
مؤسسة السعيد الثقافية, اول مؤسسة يمنية غير ربحية رائدة في المجال الثقافي والعلمي, اسستها مجموعة رجل الاعمال اليمني المرحوم هائل سعيد انعم, وتعتبر جائزة السعيد للانجاز العلمي والبحثي من اهم انجازاتها. ومن الطبيعي ان يتوقع التاجر لاي من نشاطاته الربح المادي او المعنوي الذي يعود عليه بنوع من الفائدة في اعماله, فلا يمكن ان يصرف امواله دون هدف يحققه من اخراج تلك الاموال. الغريب في جائزة السعيد انها تساير اوضاع البلد ولا تخرج عنها مخالفة بذلك فكر التاجر في تحقيق الربح, ليكون مسارها بيروقراطيا مغلف بالشكلية والتغطية الاعلامية والسياسية والاختيارات الجهوية للفائزين بالجائزة دون أي انتقاص من إنجازاتها التي لا ترقى الى مستوى المكاسب الحقيقية.
ان الانجاز في مجال البحث العلمي والثقافي, لا يمكن باي حال من الاحوال ان يضل محصورا بالورق الذي كتب عليه, او الجائزة التي حققها او المرور الاعلامي في الاخبار عنه. على العكس من ذلك تمتد مساحات وآفاق الانجاز العلمي والثقافي وتاثيراته لتلامس الحياة والمجتمع والواقع الذي تناقشه, ليستشعرها كل أفراد المجتمع. كذلك الحال في المؤسسات المهتمة بجوانب الابحاث العلمية والثقافية, لا تقتصر اهتماماتها في اختيار البحث الفائز ومنحه جائزة محددة تحمل اسمها وتروج لها اعلاميا. لذا فان مؤسسة السعيد العلمية التابعة لمجموعة هائل سعيد انعم التجارية, يمكنها تحقيق عدد من المكاسب التجارية والعلمية والمجتمعية من جائزتها, غير محصورة في مجموعتهم التجارية, والباحثيين في العلوم والثقافة, بل للمجتمع عموما من خلال تطوير اعمال البحث العلمي وإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها واقعنا في مختلف المجالات. ويمكننا تلخيص الفكرة فيما يلي:
1- لو قامت مؤسسة السعيد العلمية بوضع صيغة تعاقدية بين مجموعة هائل سعيد انعم وجامعة تعز كخطوة اولى, تنظم عملية البحث العلمي لجامعة تعز داخل مؤسسات المجموعة من خلال:
أ) تحديد مواضيع علمية تهم المجموعة للبحث فيها والخروج بحلول علمية محققة لنتائج يمكن تطبيقها لتقليص الانفاق او تكاليف الانتاج او زمن الانجاز او التلوث او تحسين وتسريع العمليات الانتاجية او الاستفادة من المخلفات واعادة تدويرها او وضع الحلول للمشاكل التي يتكرر حدوثها للاجهزة والمعدات وغيرها من الامور في المجتمع التي تساهم المجموعة في تنفيذها, واقرارها في الجامعة.
ب) تتكفل المجموعة بتكاليف الانجاز كاملة عبر دوائرها وفقا لنظام مالي محصور باقتراح الباحث واعتماد المشرف الاكاديمي للاقتراح بعد مناقشته مع جهة الاشراف العلمية في المجموعة.
ت) تكون نتائج البحث ملكا مشتركا للمجموعة والجامعة, يمكن لكليهما استخدامها والاستفادة منها داخليا دون أي حق في المتاجرة بها دون اشتراك الطرفين اضافة الى الباحث.
ث) تختار الجامعة بالاتفاق مع المجموعة عددا محدد من الطلاب المتفوقين في تخصصات تهم المجموعة للتدرب والتطبيق الصيفي في دوائرها تختتم بتنفيذ مشاريع تخرجهم لديها ويمكنها بعد ذلك بشكل غير ملزم تشغيلهم لديها اذا رات ان ذلك يحقق مصالحها.
2- اذا تمكنت مجموعة هائل سعيد من تحقيق نتائج فعلية لهذه الفكرة فيمكنها بعد ذلك توسيع فكرة ربط عملية البحث العلمي في الجامعات اليمنية بايجاد حلول لمشاكل المجتمع من خلال عمل الدراسات البحثية لتلك المشاكل والخوض في تنفيذها بعلاقات تعاقدية مع مؤسسات الدولة المعنية.
3- يجب على مجموعة هائل سعيد انعم عدم تقديم الدعم المادي او العيني لاي مؤسسة من مؤسسات التعليم الاساسي او العالي دون ان تكون طرفا فيه. على سبيل المثال اذا قدمت المجموعة مولدات كهربائية لاحدى الكليات فيجب عليها الاشراف على تشغيله وصيانته والمحافظة عليه حتى لا يترك للاهمال وينتهي قبل ان يتم استخدامه.
4- في الفترة الحالية يتحمل الاخ شوقي احمد هائل مسؤولية قيادة محافظة تعز دون اية ضمانات في استمراره في هذا الموقع. لذلك يمكنه استغلال هذه الفترة لتحقيق نقلة نوعية تمس حياة المواطن في المحافظة لا يمكن حينها لاية جهة ان تغيره قبل إكمال إنجازاته, وستكون حينها تعز نموذجا يحتذى به في بقية المحافظات فيعم التطور كل ربوع اليمن. وعلى سبيل المثال يمكن البدأ بمشروع مياه تعز وميناء المخا اللذان سيعودان بالخير على جميع سكان المحافظة بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية والمذهبية وسيخفف على ميزانية الدولة الكثير من اهدار المال العام وغيره.
فهل يستطيع المحافظ شوقي ومؤسسة السعيد ومجموعة هائل الاستفادة من كوادر تعز العلمية في تحقيق هدف التطوير لمحافظة تعز وتاسيس خلية البدأ والانطلاق؟
د. محمد البنا