الحب اعمى

رمت بعصبية هاتفها المحمول حتى كاد أن يتحطم, وارتمت على سريرها جاهشة بالبكاء , بقيت على هذه الحالة يوم بأكمله , حاولت والدتها أن تعرف ما بها دون جدوى فاستعانت بصديقتها الحميمة رنا , جاءت رنا مسرعة قلقه لتعرف ما الم بصديقتها الغالية سعاد .
أقفلت رنا باب الغرفة قائلة :
سوسو خير حبيبتي ماذا جرى , والدتك قلقة عليك وأنا كذلك
سعاد : تبكي بحرقة وتتلعثم ... لقد ...لقد .. انتهيت .... أنا وعادل انتهت علاقتنا .
رنا : تهدئ من روعها وتسألها عن السبب
سعاد : لقد تقدم احدهم لخطبتي ولم استطع الرفض كالسابق لم أجد فيه عيباً واحداً , وتحت إلحاح والدتي بالقبول ,طلبت من عادل أن يتقدم لخطبتي , ولكنه فاجأني بشئ لم أكن أتوقعه إطلاقا , أن أبوية لم يقبلا بهذا الزواج ولن يباركانه , لان عاداتهم تفرض عليه أن يتزوج بابنة عمه , ولن يستطيع أن يرفض لهم طلباً كهذا .... وعادت مرة أخرى للبكاء
رنا : تواسيها قائلة لا تبكي عزيزتي .... ربما سيغير رأيه بعد ذلك .... ويعتذر لك .
سعاد : وان يكن , لم اعد اكترث , أنا لم اعرف سواه منذ أن وعت عيني على الحياة وجدته بجانبي , كما تعلمين فهو ابن الجيران كنا نلعب سويا , وكان دائماً ما يدافع عني إذا تعرض لي احدهم ... فقد كان بمثابة الأخ والحبيب ... أتذكر ذلك اليوم حينما راني العب مع احدهم كيف استشاط غضباً وكاد أن يفتك به , إلى أن كبرنا صارحني بحبه ,وبرغم انتقالهم إلى سكن آخر إلا انه كان يتعمد أن يأتي إلى منزلنا بين حين وآخر لكي يراني , ومن حينها بقيت علاقتنا , وكنت أظنها لن تتأثر بأي شئ مهما كان .
رنا .. تهز رأسها ... تذكرين حينما كنت أسألك ما نهاية هذا الحب ؟ تجيبين ضاحكة بمكر حبنا لا نهاية له وجد ليبقى لا لينتهي .
لا عليك غاليتي ... قومي اغسلي وجهك فوالدتك قلقه عليك وتنتظر مني رد , ولا ادري بماذا أجيبها
اممممم سوف اخبرها بأن هناك سؤ فهم بينك وبين مروة, وقد انتهى
تصيح , انظري ماذا فعلتي بالموبايل , لقد تحطم , سوف أحاول إعادته للخدمة
سعاد : لا ... لا .. لا تفعلي لست بحاجته
رنا : ولكن .. كيف ساتواصل معك ... واتصالات العمل ... هل لست بحاجتها أيضاً
سعاد : على الأقل ليس ألان , سوف أقدم إجازة لأسبوع من العمل , اشعر بأنني لست على ما يرام
رنا : هذا أفضل ... وأنا أعدك سوف أتي إليك كل يوم
بعد أسبوع أعادت هاتفها الخلوي إلى الخدمة
لترى بأن هناك مكالمات لم يرد عليها من عادل , رن بعدها الهاتف
ليظهر لها رقم عادل
عادل : سعاد أين أنت , قلقت عليك كثيراً , لماذا تلفونك خارج الخدمة ... حبيبتي أنت بخير
سعاد : اجل اجل أنا بخير
عادل : ماذا فعلتي بشأن الرجل الذي تقدم لخطبتك ؟
سعاد : لقد أعطيتهم موافقتي
عادل : قرار صائب طالما ليست به أي عيوب ...
يسأل بقلق سعاد هل أنت زعلانه مني ؟
سعاد : أنا ...لا ... لا لم ازعل منك
عادل : أظنك تعلمين مدى حبي لك .. وبأنك الوحيدة التي سكنت قلبي وتربعت على عرشه , ولكني لا استطيع أن ارفض لأبوي أي طلب ... حتى ولو على حساب سعادتي .
سعاد : لا .. لا .. لا ترفض المهم هو سعادتهما
عادل : ادري بأنك تسخرين مني .. ولكن قد يأتي يوما ما تعذرينني فيه
سعاد : لا يهمني إن كان سيأتي هذا اليوم أم لا ... لم يعد الأمر يهمني كثيراً
عادل : سعاد الم تعدِ تَحبينني ... نسيتيني بهذه السهولة .
سعاد : عادل أنا ألان مخطوبه لشخص آخر , ولا يجوز أن تحدثني عن أمر كهذا
عادل : لا .. لا تقولي مثل هذا الكلام , ولا تشعريني بأنني سوف أفقدك إلى الأبد ... قولي سوف تستمر علاقتنا .. أليس كذلك
أرجوك , يجب أن تستمر العلاقة بيننا أنا لا استطيع العيش بدونك , على الأقل نبقى أصدقاء , أليس كذلك .................ممكن نبقى أصدقاء
أجيبيني أرجوك .
سعاد : بضحكة قهر , أصدقاء !!!!تغلق الخط محدثة نفسها , لم أعهده بهذا الغباء .... صحيح إن الحب أعمى.
على أثرها أطلقت صرخة ....ترددت أصدائها في أرجاء الغرفة .

ممكن للصداقة ان تتحول الى حب , ولكن هل يمكن العكس
ان يتحول الحب الى صداقة !!!!
بانتظار ارائكم