ايلاف : اساتذة وطلاب جامعة إيطالية يُحرجون طالبة يمنية (يهودية) بمبررات منح جائزة نوبل لتوكل
أروى مناحيم* -
فرحتُ كثيراً بسماعي خبر نيل السيدة الفاضلة توكل كرمان جائزة نوبل، وفي نفس الوقت كانت في عقلي تساؤلات كثيرة عن هذه الجائزة، وبعد يومين تلقيت التهاني والتبريكات من الزملاء والزميلات في الجامعة (باعتباري يمنية)، وفي الفصل وقبل بدء الدراسة حضر الأستاذ باجيو أستيلا، استاذ العلوم السياسية بالجامعة ومعه الأستاذة باميلا سيراغوث استاذة علوم المجتمع ومعهم حشد من الطلبة..
اكتض الفصل حتى أن كثيرا من الطلبة والطالبات جلسوا على الأرض.
لم أكن على علم بما يجري ولم أكن مهيأة للنقاش بموضوع كهذا.. وبعد التهاني والتبريكات للسيدة توكل كرمان ولي شخصيا ولشعب اليمن والعرب كافة، بدأ الاستاذ استيلا بالحديث عن الفريد نوبل وتاريخه وجائزته وكان الحديث طويلاً لكنه كان ممتعا ومفيداَ، ثم بدأ النقاش والأسئلةً من الطلبة كان معظمها موجها لي، قرقرت بطني كثيراً وكنت في موقف صعب حيث انني لا اعرف الكثير عن السيدة كرمان ولكنني تماسكت وحاولت قدر أستطاعتي.
ماهو مذكور أدناه هو مستخلص لبعض الأسئلة وليس كل النقاش والأسئلة.
سؤال لاروى: هل تعتقدين بأن السيدة كارمان إستحقت بجذارة الجائزة ؟
ج: أرجوا أن لا يكون في سؤلك نوع من العنصرية كون السيدة كرمان عربية مسلمة، واول سيدة عربية تمنح هذه الجائزة، كما أنها منحت مناصفة وهناك سيدتان أيضاً منحت لهم الجائزة، وهن إيلين جونسون، وليماه جيبوي هل تساءلتم أيضاً عنهن كما تتسائلون عن السيدة كرمان؟
سؤال لأروى: ماذا فعلت السيدة كارمان تحديداً حتى تمنح هذه الجائزة وإن كانت مناصفة؟
ج: سعت السيدة كرمان منذُ سنوات في نضالها ضد الظلم سواء للرجل أو المرأة في بلد تحكمه القبيلة وفي ظروف قاسية كادت ان تدفع حياتها ثمن لذلك، وبالتالي فان نضال عام واحد فقط لسيدة مثل كرمان في بلد مثل اليمن، يضاهي نضال سيدة لعشرين عاما في بلد مثل ايطاليا او اي بلد اوروبي، علينا عدم المقارنة بين بلد يؤمن بالحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان مع بلد يدعي بها فقط ولكن لا يستطيع تحقيقها أو العمل بها..
سؤال لأروى: ماهي الشروط والمقاييس التي انطبقت على السيدة كارمان حتى تمنح الجائزة؟
ج: أنا لست من لجنة الفريد نوبل حتى تسألني هذا السؤال، ولكن سأدع الأستاذ استيلا يجيب على سؤالك أن أراد ذلك.
سؤال للأستاذ استيلا: هل فقدت الجائزة قيمتها حتى تمنح لسيدة لم يسمع العالم عنها شئ ولم تحقق شئ للسلم والسلام في المنطقة ان لم يكن في العالم؟
ج: ان لم تسمع أو تقرأ عن السيدة كرمان فهذه مشكلتك، لكن بنفس الوقت تختلف الشروط والمقاييس لكل جائزة بحسب الظروف والبلد والجائزة نفسها، والمكان والزمان، فالجائزة ليست بالقطع وصولاً للكمال ولكنها لنشر وتشجيع نشر رسالة السلام والعلم والأدب والثقافة، وعلينا أن نكون منصفين في تشجيع الشباب والشابات على تحمل المسؤلية في نشر رسالة الفريد نوبل وخاصة لأبناء دول العالم الثالث الذين يعانون من ويلات الحروب وقمع للحريات ومعاناتهم اليومية من حكوماتهم المتسلطة على كرامتهم وحقوقهم الانسانية في العيش كسائر البشر الذين يتمتعون بحقوقهم الكاملة.
سؤال للأستاذة باميلا: هل أفهم من هذا بأن السيدة كرمان قد وصلت في نضالها ما وصل إليه نيلسون مانديلا وماما تيريزا وغيرهم من فطاحلة السياسة وصانعي السلام والادباء والعلماء والمفكرين؟
ج: ليس بالضرورة الوصول بمستوى الاخرين وعلينا أن لا نقيس الأمور بالاخرين، لكل جائزة البيئة الخاصة بها من حيث التقييم والشروط والمقاييس المطلوبة فهي تختلف في الزمان والمكان، وفي تقديري من الخطأ المقارنة هنا، لأن الظروف تختلف من شخص لاخر، فهي ليست مهيأة وميسرة للجميع، وكما تطرق الأستاذ استيلا فان ظروف المناضلين والساعين للسلام من دول العالم الثالث ليست نفس ظروف المناضلين من أجل السلام في الدول المتقدمة.
سؤال لأروى: هل لك أن تعطينا نبذة عن السيدة كرمان وتاريخها النضالي في مقارعة الظلم ضد النساء العربيات؟
ج: للأسف ليس لديّ معرفة دقيقة وعن قرب لأقوله عن السيدة كرمان، ولكنني أعدك بأنني سأفعل عندما أعرف الكثير والأكيد عنها.
* سينشر هذا النقاش على موقع الجامعة باللغة الأيطالية كاملاً وسأوافيكم بالرابط لهذه المناقشة عندما يتم النشر في الموقع.
* يهودية يمنية تدرس في ايطاليا