بعد ان استنفذ صالح رصيده من المراوغات الداخلية قام بنقل ملف اليمن الى حلفائه في مجلس التعاون الخليجي مرفقا بوعوده السابقة للمعارضة مشكلا منها مقترحا قدمته دول مجلس التعاون الخليجي على انه مبادرة منها لايجاد حل في اليمن. حيث اقنعه مستشاروه القانونييون بان وجود بند الحصانة كفيل بان يفرض على المعارضة رفض المبادرة ويظهرها على انها هي من يرفض الحلول السلمية ويعطي لحلفائه الخليجيين المبرر للوقوف العلني في صفه, واذا قبلت المعارضة بهذا البند فانه كفيل بخلق انشقاقات داخلية في المعارضة وانقسام بينها وبين شباب الثورة.
خابت مخططات المستشارين الاستراتيجيين وقبلت المعارضة بالضمانات وتفهم الشباب سياسة المعارضة فاصطدم صالح ورفض المبادرة دون ان تحدد دول الخليج موقف بل قامت بالوقوف في صف صالح وتعديل المبادرة عدة مرات لتشمل صالح وعائلته وكل من عمل معه طوال فترة حكمه, املا في رفض المعارضة للتعديلات. فهمت المعارضة اللعبة وقبلت كل التعديلات حتى اعلنت دول الخليج اخر نسخة من مبادرتها دون اعطاء أي حق لاي طرف بالتعديل ووقع عليها المؤتمر وتوابعه وكذا المعارضة ولم يبقي سوى توقيع صالح الذي جن جنونه, فاوعز الى انصاره بمحاصرة امين عام مجلس التعاون وسفراء الخليج واميركا والاتحاد الاوروبي داخل سفارة دولة الامارات رافضا توقيع المبادرة مبررا رفضه بسبب عدم حضور المعارضة للتوقيع امامه في اهانة واضحة لحلفائه الذين لم يجدوا بدا من نقل الملف الى مجلس الامن بعد استنفادهم لكل امكانياتهم في التعديل.
قامت الامم المتحدة باضافة تعديلات جديدة للمبادرة الخليجية تماشيا مع ما يطرحه حزب صالح من ان الفترات الزمنية في المبادرة الخليجية غير كافية, طالبا تحديد فترة انتقالية من سنتين يديرها نائبه وافقت عليها المعارضة. اخيرا ظهر علينا صالح بالالية المزمنة وضرورة الاتفاق عليها وتوقيعها مسبقا حتى يوقع على المبادرة الخليجية فوافقت المعارضة على الالية المزمنة التي صاغها وكتبها بخط يده مستشار صالح الدكتور الارياني, لكن صالح وكما هي عادته طلب تعديلها ايضا على ان يوقع على المبادرة الخليجية بعد تنفيذ كل بنودها والى رئيس منتخب وفق الدستور.
في هذا التطور الجديد دعونا نرى الى ماذا يهدف صالح من هذه المناورة:
1. رفض قرار مجلس الامن 2014 حول اليمن الذي ينص على التوقيع الفوري لصالح على المبادرة الخليجية.
2. محاولة قلب بنود المبادرة وقرار مجلس الامن لفرض البدء بالبنود اللاحقة لتوقيعه قبل ان يوقع بل وتنفيذ كامل البنود حتى ينفذ البند الاساسي المرتبط به.
3. اصراره على البقاء اثناء الانتخابات القادمة ليستطيع ادارتها بطريقته السابقة مستغلا كل امكانيات الدولة التي ما زال يسيطر عليها الى الان دون وجه شرعي.
4. يعلم صالح بان حلفائه الخليجيين والغربيين لن يتركوه, ويعتقد بانهم سيماطلون في اتخاذ أي اجراء ضده في الوقت الحالي وحتى 2013م خاصة وهم يعلمون بانه يمتلك مفاتيح عدد من القضايا الحساسة معهم مثل مكافحة الارهاب والقاعدة والطائرات بدون طيار وغيرها.
ان هذه المناورة تضع مصداقية الامم المتحدة ودول الخليج والغرب على المحك, وننتظر تصرفهم حتى يعلم شباب اليمن معنى الديمقراطية التي يسوقها لنا الغرب مع عدالتهم الدولية المشبوهة, متمنيين بصدق من المعارضة وشباب التغيير التحول من سياسة التفاوض الى سياسة ثورية حقيقية لا تعتمد على الاغاني والموت المجاني كتصعيد ثوري, ولا التهديد بالانسحاب.