بقلم / محمد البلوشي
عندما تحب كرة القدم، يقودك العشق إلى التضحيات، هكذا هم لاعبو منتخب الشباب اليمني الذين يعانون كثيرا بسبب الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، فعندما تدعوهم إلى التجمع واللحاق بالمعسكر الداخلي في العاصمة صنعاء، يحدث أحيانا أن تتوقف الحافلة التي يستقلونها أو سيارة الأجرة من المحافظات إلى صنعاء عند مداخل المدينة بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى تلك المدينة لدواع أمنية ، فيبقون لساعات عند مداخلها بعد سفر قد يستمر إلى عشر ساعات، هذه المعاناة لا تثنيهم عن الانتظار فالرغبة في لعب كرة القدم لديهم أكبر من أي شيء آخر، يأتون فرادا وأفواجا للعب ولتمثيل بلدهم، وعندما يصلون تجد التعب على وجوههم والابتسامة على شفاههم، الوصول إلى المعسكر إنجاز كبير بالنسبة لي كمدرب، ومعاناتهم تزيدني قوة وحماسا لمواصلة العمل، نحن نحب كرة القدم ولا يمكننا أن نبحث عن أي عذر يصرف عنا الحب ويشتت الحلم الذي نبنيه يوميا منذ تسعة أشهر، هؤلاء المناضلون الذين يحبون اليمن أبطال حقيقيون، ظروفهم الاقتصادية صعبة ولكنهم أغنياء بإيمانهم وتفانيهم. في ملعب المريسي كنا نتمرن ذات مرة فحدث أن أمطرت الدنيا علينا رصاصا، كنت في الملعب أعطي بعض التوجيهات مع مساعدي الكابتن المثابر محمد الزريقي، وكان مدرب الحراس الكابتن سعيد نعوم يقوم بدور الحكم، يطلق الصافرات على الأخطاء وكأنها صفارات إنذار مبكر، سقطت رصاصة طائشة إلى جانبه بعد أن سمع طنينها وهي تمر من فوق رأسه، أوقفنا التمرين وعدنا إلى الفندق متوغلين في أزقة المدينة نبحث عن طريق آمن للعودة، في بهو الفندق تحدثنا عن ضرورة المواصلة والإصرار على البقاء، في يوم الخميس الماضي استأنفنا التمرين في الملعب ذاته، لنقول للعالم بأننا مصرون على الحياة والحب، اليمن سيبقى حيا، اليمن سيبقى حيا لأن الله يريد ذلك ونحن سنبقى في قمة الخشونة.