تعز.. هي (فاتحة الحلم).. و(فاتحة العلم).. تعز، هي فاتحة (الحروف) وفاتحة (الكلام).. وفاتحة (اللغة).. وتعز هي (فاتحة الحضن).. وفاتحة (الرغبة والاشتياق).. وفاتحة (السلام).. هي كل الفواتح.. فهي المبتدأ.. وهي المنتهى.. وعندما تذكرون (تعز) اتلوا عليها فاتحة (الحب).. وفاتحة (القلب).. و( فاتحة السور).
تعز.. هي سورة من نور الصباح.. وصباح من فلق الإصباح.. وإصباح من ندٍ فوّاح.. وندىً من ماءٍ قراح.. هي اخضرار قلوبنا.. وامتزاج أرواحنا.. وكل الطرق لا تؤدي إلا إلى (تعز).. في غدونا ورواحنا.. في حلنا.. وترحا لنا.. فتعز.. قبلة لكل الحالمين.. و(كعبة) كل المهمومين.
في تعز.. وفي مواسم المطر، تضوع قلوب أهلها.. شذىً ومحبة.. وفي مواسم الجفاف (الطويلة) يحفر (العطش) في وجوه أهلها الطيبين (أخاديد) من (صبرٍ عظيم).. وتحتمل ما لا يحتمل.. وتطيق ما لا يُطاق ولا يروي ظمأها سوى (الصبر).. وشيئاً من (طيبة) زائدة، فقدرها أن تكون (طيبة) وأن يبقى أهلها (طيبين).. فهي تعلم أنها فرعُ (طيب).. نبتت من أصلٍ (طيب).. من.... (بلدة طيبة ورب غفور).
)..
تعز.. ما عاد نهارها كنهارها.. ولا عاد ليلها كليلها.. تتوق إلى أن تعيش (لحظة فرح) فلا تجدها.. وكأن الفرح أضحى (زائدة دودية) تنوء خاصرتها عن تحملها.. يحاصرها الوجع من كل ناحية.. (ويداهمها) الألم على حين غرة.
تعز اليوم تنام (إذ تنام) تحت (وابل من الرصاص) وتصحو (إذ تصحو) على وابلٍ آخر من الرصاص.. ومابين (الرصاص والرصاص) أصبح كل شيء (لا مناص).. فأي شيء صنعت.. ليُصنع فيها ما يُصنع؟.. وأي ذنب ارتكبت لتستحق عليه كل هذا العقاب؟ الذي يخنقها (كطوق) أحكمت حلقاته على رقاب أهلها (المسالمين)..
ان تعز.. المدينة (الحالمة) بكل بهاءها.. وجمالها.. ونظارتها.. وبراءتها.. وطهارتها تقول لكم وتسألكم: هل هذه هي تعز التي تسعون حثيثاً إلى تغييرها؟ هل هذه هي تعز سيدة الدمن.. وحاضرة الزمن من (تعز.. معاذ رسول الرسول.. إلى اليمن قاطبة فاستوطنها لانها (تعز).. حاضرة بني رسول.. إلى تعز أبناء الأصول) التي تريدون إليها الوصول).. هل بقي شيء.. ان تعز.. لم نعد (تتشابه) لدينا ؟؟ .
تقول لكم: إن تعز.. ليس فيها (بئر نفط).. ولا حتى (بئر ماء) يروي ظمأ أبناءها فلا تحولوها الى ساحة (لتصفيات حساباتكم) المشبوهة على حساب أهلها الطيبين.. احرقوا (شب الفؤاد) في أفئدتكم وانتبذوا لأنفسكم مكاناً قصياً.. وارفعوا أيديكم الملوثة عن (تعز).. يا أيها الغرباء.. عودوا من حيث أتيتم.. حتى إذا ما جئتم ثانية لتدخلوا (المدينة) من جديد.. (اخلعوا نعالكم) عند عتباتها المقدسة وأقرئوها السلام.. ليتسع صدرها لكم.. ويطيب لكم فيها المقام.. فتعز مدينة (طيبة).. وأبناءها (طيبين
منقول من صفحة فتحي النمر في الفيس بوك