تأييد صالح لصدام حسين أخرج محمد علي من السعودية وإلى الآن لم يرَ أهله.. 20 عاماً من دون زيارة..
وجدي السالمي
حاولنا تحاشي السياسة في نقل هذه القصص الإنسانية، إلا أن المريض محمد علي عمر عاد بنا إليها ــ أي السياسة ـ ولم تقتصر قضية محمد علي عامر على السياسة الداخلية للبلد بل تجاوزت الحدود بتأشيرة حرب.
تجاوز عمر محمد ثمانين عاماً، ولكن ذلك لا يكفي لإنهاء الحياة، وإنهاء القصة أيضاً بخاتمة واحدة مؤداها ومنتهاها “الطفح الجلدي”.
بسبب الجذام “الطفح الجلدي” ترك الحاج العمل مع أن رغبته وعزيمته تدعيانه للعمل ولو من باب إعالة نفسه، لكن قانون البلد الذي يعمل فيه يجبره الدخول إلى المستشفى لاستئصال شأفة المرض خصوصاً وأن المرض في بدايته.
سألنا الحاج/ محمد أين كنت قبل الآن؟!..
بعد تكرار السؤال عليه تبين أن محمداً كان يعمل في السعودية، وبعد أن داهمه “الجذام” دخل إلى مستشفى في الرياض وما هي إلا أشهر قليلة حتى تم تزفيره إلى اليمن.
عن أسباب ترحيله من السعودية تحدث محمد عامر: “خرجت بسبب الحرب التي حصلت بين العراق والكويت”، التبس السبب ولم نفهم العلاقة بين “الحرب وبين الحاج محمد”، مما جعل المريض يطلق تنهيدات الألم من جوف القهر موضحاً: “بعد تأييد علي صالح لصدام حسين أثناء غزو العراق للكويت في ذلك الوقت أخرجنا الدكاترة من المستشفيات السعودية إلى المطار قبل أن نصل إلى هنا”.. هكذا تحدث المريض محمد وبكل قواه.
هي السياسة القذرة التي تدخلت في حياة محمد حسب الاستنتاج الذي يستخرجه أدنى إنسان عندما يجلس مع هذا الإنسان الذي يتكلم ألماً بحرقة نياط القلب.
المرض ابتلاء وابتلاء العزم الطويل انهيار للفرد عندما يكون على مشارف الضيق، فكيف إذا كان الضيق لصيقاً للفرد كـ”محمد علي عامر” بالنظر إلى سجل زيارة أسرته التي لم تطمئن عليه مرة واحدة “لا يطمئن أحد عليّ إلا الله” كما يقول.
قد يكون لأهله عذر ولكن ليس بذلك الشكل.. هو من محافظة حجة وكافة أسرته في السعودية وحاله “مبسوط” كما تحدث وبساطته قسرية؛ لأنه توقف عن العلاج “ليشفى” وأهله بعيدون عنه فأين يذهب غير قسم الرعاية في المستشفى لتتشكل بساطته؟