[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في ذكرى ميلاده الثانية والسبعون 28 يوليو عبد الفتاح اسماعيل الاسطورة رجل بقامة شعب
هل الموت نهاية للحياة ام ميلاد جديد؟ سؤال لمفارقة عجيبة نجدها في الرئيس عبدالفتاح إسماعيل ميلادا وموت. انه حالة نادرة في المجتمع العربي, يصعد إلى قمة السلطة بإمكانيات رجل عادي ثقف نفسه ذاتيا، فلا قبلية او جيش او مال يقف وراء صعوده, لكنها براعته السياسية في الوحدة والتوحد والعمل السياسي. وحدوي المنشأ, والده من الجوف ووالدته من الاعبوس وولد في حيفان وعاش شبابه ونضاله في عدن. انه حالة نادرة شيعت جنازته خالية من جثمان. انه حالة نادرة تعشعش في قلوب وعقول كل محبيه وحتى من يعتبرون انفسهم اعداء له.
لقد قتلت الشعب:
عبد الفتاح اسماعيل لغز محير, تضاربت الانباء حول مماته دون اجماع على مصيره الى اليوم. كثرت قصص اختفائه الغامض. من اهم تلك القصص ما اورده كتاب "اليمن الجنوبي.. من الاستقلال إلى الوحدة": أن عبدالفتاح إسماعيل خرج مباشرة إلى منزل عضو اللجنة المركزية سعيد صالح القريب من المبنى، وبقي فيه وفي اليوم الخامس بعد جلاء الموقف العسكري وتقهقر قوات علي ناصر، اقتيد "فتاح" من منزل سعيد صالح مخفورا من قريب لهذا الأخير يدعى "جوهر" وتولى قتله وإحراق جثته ودفن بقاياها، دون ان يعلم بأنه قتل عبدالفتاح إسماعيل وحين عرف بفذاحة فعلته خرج صارخا في وجه كل من يقابله "لقد قتلت الشعب".
بريطانيا تعلن مكافئة ضخمة لمن يقدم معلومات عنه:
عبد الفتاح اسماعيل المطلوب الاول لبريطانيا والوحيد الذي تعرض للقبض عليه مبالغ ضخمة, لكنه ببساطته وجسمه النحيل وذكائه يمر وسطهم دون ان يعيروه انتباها. تصل السيارة التي تقله الى نقطة تفتيش للبحث عنه, يوقف السيارة وبكل ثقة ينادي على الجنود لمساعدته في دفعها. ياتي الجنود البريطانيين ويدفعوا السيارة متجاوزة للنقطة ويلوح لهم بيده شاكرا.
عبد الفتاح اسماعيل وعلماء الدين رجلا ملما بدينه:
في لقائه مع علماء الدين خرج العلماء مبهورين غير مصدقين, لقد كانوا يتوقعون محاورا سياسيا ماركسيا لكنه فاجئهم بمعارفه الدينية والفلسفية, وحاورهم الحجة بالحجة والحديث بالحديث والاية بالاية دون أي استخدام للفكر الماركسي حتى صارحوه بما في انفسهم نحوه فكتب شعرا يقول فيه:
لذا قالوا إني داعي النبوة للكفر والبدعة والزندقة
لأني لفضت سموم الطوائف
مفخرة الابتزاز
حيث ترزق الآلهة من تشاء
بغير حساب
في سفرة الميمنة
وذوبت أحشاء روحي
مع البسطاء غذاء لشمع البشارة
عبد الفتاح مثقفاً من الطراز الأول كاتباً وشاعرا. في اواخر الخمسينيات عمل فنياً تحت التدريب في مصفاة الزيت البريطانية كما عمل بالتدريس, والتحق بحركة القوميين العرب مبكراً ومن مؤسسي الجبهة القومية. تولى قيادة منطقة عدن أثناء حرب التحرير 1964م وانكب على تثقيف نفسه. شارك ضمن وفد الجبهة القومية المفاوض على الاستقلال وتولى منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي , وشئون الوحدة اليمنية في أول حكومة لدولة الاستقلال. عبد الفتاح اسماعيل لا تجد له ذكرا في تاريخ المواجهات الداخلية بعد الاستقلال لا من رفاقه ولا اعدائه.