قال الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد إن التدخلات الخارجية في الثورات عبر التاريخ مسألة مؤكدة إما لإجهاضها أو لعرقلتها, لكنها لن تستطيع منع الحل والحسم. وفيما أوضح أن ثمة عوامل كثيرة أبطأت في سرعة تحقيق هدف الثورة اليمنية الأول، أشار إلى إن العامل الخارجي واحد منها, ولفت إلى أن عوامل داخلية أسهمت في ذلك ومنها عدم وجود قيادة موحدة للثورة, إضافة للدور الذي لعبته بعض قوى المعارضة في الحلول بديلاً عن الشارع ووقوعها في فخ التفاوض مع السلطة, مبينًا أن الذي استفاد من هذه المبادرات والتعديلات المستمرة على المبادرة الخليجية هو النظام.
وقال ناصر في حوار أجراه معه موقع مأرب برس كان من المفترض أن يتم الإعلان عن المجلس الرئاسي بعد جمعة الكرامة أو إثر غياب الرئيس صالح.
وحول المجلس الانتقالي الذي أعلنه أحد فصائل الثورة الشبابية يرى ناصر أنه من الضروري تطوير تشكيلة المجلس الرئاسي وعدم التشكيك بنوايا الشباب الصادقة والدوافع التي أملت عليهم اتخاذ هذه الخطوة في هذا التوقيت، إذ لا يمكن أن تبقى البلد في حال فراغ دستوري، أو بدون قيادة وطنية مجمع عليها لإدارة البلد خلال المرحلة الانتقالية، لكنه يؤكد على تطوير تشكيلة المجلس بحيث تمثل فيه كافة القوى الوطنية في الداخل والخارج ولا يشعر احد بالإبعاد أو التهميش، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن العودة إلى اليمن هي من ضمن أولوياته في المرحلة القادمة.
وقال إن أحزاب المعارضة وقعت في فخ التفاوض مع السلطة ولم ترم بكامل ثقلها وأوراقها إلى جانب الثورة،
من جهة ثانية طالب رئيس أول حكومة في الجمهورية اليمنية المهندس حيدر أبو بكر العطاس من المعارضة اليمنية تخفيف قبضتها وأبويتها على ساحات التغيير والتحرر وقال: إن الثوار أمام مفترق الانتصار أو الانكسار, مشيرًا إلى ملامح الانتصار بـ"الصمود حتى إسقاط ما تبقى من أطلال النظام الفاسد ماديا وأخلاقيا",
وأضاف العطاس في مقال نشرته صحيفة "وفاق" الصادرة في عدن الأربعاء, أن القبول بمبدأ الحوار مع بقايا النظام أو القبول به شريكا ولو رمزيا يعد من ملامح الانكسار.
وأضاف العطاس, في المقال إنه "لم يكن أحد يتوقع أن تنطلق الثورة الشبابية السلمية في 3 فبراير2011م بالمحافظات الشمالية بهذا العمق الشبابي الثوري لتلف حولها جميع قطاعات الشعب بعد أن ظلت هذه المحافظات رهينة المعارضة التقليدية" حد تعبيره.
وأبدى رئيس الوزراء السابق عجبه ممن لا يزال يفكر بحوار مهما كانت طبيعته مع أطلال نظام فقد شرعيته بحسب قوله ، وقال إن على شباب الحراك والثورة أن يلعبوا الدور الفاعل والمحرك في هذه العملية، كما ينتظر من المعارضة التقليدية تخفيف قبضتها وأبويتها على ساحات التغيير، مبديا أمله في قيام الشباب في ساحة الثورة وفي فصائل الحراك بتشكيل قيادة سياسية موحدة.