الفطير المشلتت من أهم القرابين التي تقدم لآلهة الفراعنة؛ لما يحتويه من مواد تعتبر أغلى ما كان يملكه المصري القديم، حيث كان يتكون من الزبد والدقيق والعسل النقي، كما أنها تعتبر من أهم مدخراته لكي تكون معه في الدار الآخرة.
وفي العصر الفرعوني كان يطلق عليه قديماً الفطير الملتوت أو الخبز الناعم، وتمر الأيام ويبقي الفطير المشلتت دالاً علي ثقافة مصرية، توارثتها الأجيال منذ عهد الفراعنة إلى سفرة جمعت بين اثنين من كبار الرؤساء في زيارة تحدث عنها العالم كله، وكأن الفطير المشلتت أصبح عنوانا للحفاوة من قبل المصريين تجاه ضيوفهم الأجانب.
ونجد أن اغلب قرى صعيد مصر بارعة في صنع الفطير المشلتت، ومن ثم انتقل إلى قرى الريف، حيث كان يقتصر خبزه في المناسبات السعيدة كالأعراس والأعياد، فكانت تجتمع نساء العائلة الواحدة أو الحي في اكبر البيوت يلتففن حول الفرن المصنوع من الطوب النيئ، الذي تطور اليوم ليحل محله فرن الصاج، ويقمن بتحضير كمية كبيرة من العجين، تتحول بعد مجهود من «اللت والعجن» إلى أقراص الفطير اللذيذ الطعم ذي الرائحة الزكية، يأخذ أصحاب البيت منه ما يكفيهم ويقومون بتوزيع الباقي على الأهل والجيران؛ حتى يشاركوهم الفرحة.
ولأن أفخم المطاعم تقدم الفطير «المشلتت» ضمن وجباتها، فإنها تحرص علي أن تقوم فلاحة بعجين الفطير وخبزه؛ لأنه كما يُقال «يحتاج إلى نفس» وطولة بال، لأنها لا تكل ولا تمل من فرد العجين وطيه عشرات المرات، وهذا هو سر لذة طعمه والشعور بذوبانه في الفم فور تناوله.
طريقة عمل الفطير المشلتت:
المقادير : نصف كيلو دقيق أبيض. - ربع كيلو زبدة ذائبة. - كوب ماء. - نصف ملعقة صغيرة ملح. - رشة سكر.
ولإعداد الفطير يجب أن يتم غربلة الدقيق ووضعه في إناء، ثم يضاف إليه الزبد والملح والسكر مع كمية من الماء، ونقوم بالعجن حتى يتجانس العجين، إذا لم تحتج العجينة المزيد من الماء فلا داعي لاستخدام باقي الكمية، تترك العجينة في الثلاجة لمدة نصف ساعة مع وضع غطاء عليها.
نخرج العجينة من الثلاجة وندهن الطاولة بقليل من زيت الذرة، ونقوم بفرد العجينة وطيها أكثر من مرة، ويكون ذلك في جو بارد؛ حتى لا ينفصل من العجين أثناء الفرد، ثم نترك العجين يستريح، ومن ثم نقوم بفرده وطيه كثيرا