كن بلسماً
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما..
أحسنْ وإن لم تجزَ حـتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟
مَــنْ ذا يكافـئُ زهرةً فواحةً؟ أو مـن يثيبُ البلبل المترنما؟
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما إني وجـدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُـحْ هذي، وهذا ما شدا عاشـتْ مذممةً وعاش مذمـما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
لا تطلبن محبة من جاهل المرء ليس يحب حتى يفهما
كم تشتكي
كم تشتكي وتقول انك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم
ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم
والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرغم
والنور يبني في السفوح وفي الذرى دورا مزخرفة وحينا يهدم
هشت لك الدنيا فمالك واجم وتبسمت فعلام لا تتبسم
ان كنت مكتئبا لعز قد مضى هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة هيهات يمنع أن تحل تجهم
أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل شاخ الزمان فانه لا يهرم
أُنظر فما زالت تطل من الثرى صور تكاد لحسنها تتكلم
إيليا أبو ماضي