االطفلة عهود
تعلن رفضها للمبادرة الخليجية
وجدي السالمي "حديث المدينة العدد93"
في ساحة الحرية بتعز ترتدي عهود ابنة العشرة أعوام قميص الأطباء وتجلس على كرسي في العيادة الطبية ترتب علب العلاج على طاولات العيادة الضيقة "عهود" تقمصت دور شقيقتها وتحاول أن تؤدي دورها بما يتناسب مع طموحها في المستقبل، ترفض الانصراف من العيادة إلا بعد انتهاء دوام شقيقتها وتعتبر وجودها لخدمة الثورة.
تجبرك أن تبتسم عندما تشاهدها وهي توزع خطواتها في أروقة العيادة وتعتبر نفسها قد تجاوزت الطفولة.. يتجلى ذلك في تصرفاتها التي لا يجيدها الكبار أحياناً.
عندما تتحدث معها تجعلك لا تصدق نفسك بأن من تقف أمامك هي طفلة لا تتجاوز العاشرة من العمر.
في إجابتها على سؤال لماذا أنت في ساحة الحرية؟ بدت وكأنها من جيل هرمنا! قالت حضرت (مساندة الشاب) الجملة التي ما بين القوسين – لمساندة الشاب - قالتها عهود دون أن تتلقن من أحد بل كل من حولها وقفوا "مشخصين" بوجه عهود لهذه الإجابة الكبيرة.. حينها حاولت أسألها أسئلة اعتقدت أنها لا تتناسب مع تفكيرها واستيعابها طيب يا عهود لماذا تريدين الرئيس أن يرحل؟
عهود قبل أن تجيب لم تطأطئ رأسها حرجاً من الإجابة و بثقة الطفولة البريئة والمتطلعة إلى آفاق المستقبل، استحضرت أفكارها و رتبت كلمات إجابتها وقالت:
) 33عاماً من الجوع كافية للرئيس عليه أن يرحل ويترك الشعب يعيش( بهذه الكلمات اختزلت عهود مطلبها يا فخامة الرئيس.
كلمات كهذه تتدحرج من لسان طفلة ..وقفت انتعل الأرض برهة من الوقت والجميع حولي وأنا أحاورها مذهلون أمام عهود التي حاولت أن أعجزها بسؤال عن المبادرة الخليجية، لكنها قبل أن أكمل السؤال أجابت( المبادرة الخليجية رفض الرئيس التوقيع عليها) وأردفت: (ونحن رافضين المبادرة الخليجية لأنها لم تنص على المحاكمة ونحن نريد محاكمة الرئيس).
هذا ما قالته بالنص الحرفي رغم صغر سنها لكن لا غرابة طالما وهي في ساحة الحرية التي جعلت الصغير كبير في تفكيره وطموحه وأفرزت مواهب عهود ليس آخرها.