أسبوع من التصعيد الثوري والعسكري
النظام يتوحش في تعز
وجدي السالمي(حديث المدينة العدد92)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تعز نواة الثورة ومعقلها وممر النصر إلى أهدافها .. ساحتها الحرية لا يتحكم بقرارها الأحزاب رغم التواجد الكبير للشباب المؤدلجين، لكنهم متمردون عن القيود الحزبية للعمل بإخلاص مع شباب يتمتعون باستقلالية تامة، هذه الأسباب وأسباب تاريخية تراكمية تجعل تعز قوية وبوابة مهمة ورئيسة للنصر بل الحلقة الأخيرة للثورة.
النظام لا يغيب عنه دور هذه المحافظة باعتبارها الذراع الأهم في الثورة، لذا بطريقة أو بأخرى يحاول لي هذا الذراع وتهميش دورها وتحجيم تصعيدها الثوري.
في الأسبوع الماضي انتشرت البزة العسكرية بمختلف ألوانها في شوارع وجولات ومداخل مدينة تعز بشكل لم يسبق أن شهدته المحافظة منذ الأشهر الأولى من الثورة وبصورة توحي أن النظام ينوي تصعيداً عسكرياً يوازي التصعيد الثوري فيها، وهناك احتمالات لارتكاب مجازر ضد المعتصمين والمتظاهرين سلمياً بالمحافظة.
مسئول أمني يبرر ذلك الانتشار أن مهامه يتتي ضمن مهام حماية المرافق العامة والقصر"الجمهوري" أحد هذه المرافق التي أوكلت إلى الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومختلف الوحدات العسكرية كمهمة وطنية وأخلاقية حد وصف المسؤول!
شوارع تعز تحولت إلى ثكنة عسكرية مرعبة تستخدم جميع وسائل القمع وآخر وسائلها يأتي استخدام مياه المجاري بعد عجز الرصاص والقنابل والغازات عن إحداث تراجع لسيل المسيرات اليومية الصباحية والمسائية التي تنبع عفوية من مختلف الاتجاهات.
يوم الاثنين من الأسبوع الفائت انطلقت مسيرة مليونية من جولة سوفتيل باتجاه ساحة الحرية، لكن لم تبلغ الهدف بسلام، حيث تم قمع هذه المسيرة وتفكيكها، وكانت تلك المهمة للحرس والأمن المركزي ومكافحة الشغب، أصداء الرصاص والقنابل المسيلة للدموع تهز سماء الحوبان، وسحب الدخان تتصاعد بشكل كثيف، لا تذهبوا بعيداً.. هذا يحدث في "الحوبان" تعز وليس في أجدابيا ليبيا، الحواجز الأمنية حاصرت المسيرة ومنعتها من الوصول إلى ساحة الحرية والنقاط العسكرية المستحدثة وصل عددها إلى أكثر من 10 نقاط في منطقة الحوبان (5 كيلو فقط) تابعة للحرس والأمن المركزي بآليات عسكرية ومدرعات ومصفحات وعربات حاملات جنود، التركيز على المسيرات القادمة من المنطقة الشمالية لتعز ربما خشية من توجه تلك المسيرات إلى القصر الجمهوري القابع في أحضان التبة المقابلة لفندق سوفيتيل.. هذا التخوف دفع الأمن المركزي إلى استخدام القوة بشكل مفرط حيث وصل عدد المصابين بالرصاص الحي 270 جريحاً و 330 حالة اختناق.
وحشية النظام لم تستثن حتى النساء السيدة (عزية) 48 عاماً، طالتها رصاص القناصة إلى شرفتها عندما أطلت منها ترش المياه على المسيرة التي مرت من أمام منزلها تقبع حتى كتابة هذا الخبر في العناية المركزة لتصبح أول امرأة مصابة بالرصاص الحي (في الثورة) وكذا اعتقل الأمن في مسيرة الاثنين حوالي 75 شاباً تم إيداعهم في زنازين الحرس الجمهوري والأمن المركزي..
بـ 600 جريح و 75 معتقلاً -على الأقل- انتهت مسيرة الاثنين في جولة سوفتيل والتي نددت بالمبادرة الخليجية التي اعتبروها محاولات من دول الجوار لتمييع الثورة ومخارجة صالح ونظامه.
يوم الثلاثاء 26/2/2011 انطلقت مسيرة من الاتجاه الغربي للمدينة تحديداً تقاطع وادي القاضي، كانت المسيرة مليونية عُرمرمية جاءت ضمن البرنامج التصعيدي لشباب الثورة، المسيرة لم تسر بنفسَ واحد وخطوات متواترة بل كان لها تقسيمات مختلفة؛ حيث قسمت إلى ثلاث وقفات احتجاجية الوقفة الأولى كانت أمام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، حيث نددت بقرار تقديم الامتحانات رغم توقف معظم المدارس منذ اندلاع الثورة، وبعد وقفة ساعة واحدة واصلت المسيرة خطواتها إلى أسواق المركزي حيث كانت الوقفة الثانية التي نادت بالعصيان المدني الشامل، وبعدها اتجهت المسيرة إلى ساحة الحرية وحيث مدرسة الشعب كانت الوقفة الثالثة التي نددت بالمبادرة الخليجية التي لم تحترم إرادة الشعب اليمني حد تعبير شباب الثورة، بل تعالت أصوات الشباب برفض المبادرة الخليجية بمجمل تفاصيلها واعتبروها مسرحية هزلية لا تتماشى مع مطالب الشعب..هذه الوقفة لم تأخذ ساعتها المقررة لها فبعد 20 دقيقة فقط.. تفاجأ الشباب بالاعتداء عليهم ومن قبل.. أفراد الفرقة الأولى مدرع وحسب "طلعت الشرجبي" فقد تم الاعتداء بالعصي والضرب على الناشطين من الشباب من قبل الفرقة إلى الحد الذي وصل إلى أن إطلاق الرصاص الحي في الهواء لإجبار الشباب على عدم التنديد بالمبادرة وإجبارهم على دخول ساحة الحرية، ويضيف طلعت - أحد الناشطين الأوائل في ساحة الحرية - وهو أحد المعتدى عليهم أن الاعتداءات طالت الناشطة الحقوقية ياسمين الصبري والناشط مطلق الأكحلي والعديد من الشباب..بالرغم من أننا قد أبلغناهم مسبقاً بأننا سنقوم بوقفه احتجاجية لأكثر من ساعة.
الأمر واضح جلي لفرقة تحولت من مساندة للثورة إلى مواجهة لها وهذا التغيير جاء بعد المبادرة الخليجية وربما يأتي ذلك نتيجة الضغوط السعودية على قائد الفرقة (علي محسن الأحمر) حسب تعبيره.
لم يمر هذا اليوم (الثلاثاء) دون دماء ولم تغرب شمسه دون شهادة، ففي عصر ذلك اليوم خرج مجموعة من الشباب إلى مدرسة الشعب تندد بقمع الناشطين من قبل الفرقة، لكن قناصة النظام استغلت ذلك وأطلقت رصاصاتها الغادرة التي أصابت رأس الشاب مروان القباطي 29 عاماً في رأسه لينظم إلى قافلة شهداء الثورة.
أما يوم الأربعاء انطلقت مسيرة شبابية "بحتة" جابت شوارع المدينة، منددة بالمبادرة الخليجية التي لا تحترم أمهات الشهداء وإرادة الشعب ودعا فيها المتظاهرين الشباب ونادت المسيرة المجتمع الدولي بالضغط على صالح بالرحيل الفوري دون قيد أو شرط وتقديمه إلى العدالة رافضين وصاية أحزاب المشترك على الثورة من خلال التفاوض بلسان حال الثورة، ودهس إرادة شباب الثورة من خلال المبادرة الخليجية التي تعاملت مع واقع اليمن كأزمة لا ثورة.
اعتقال الشباب وسلب الأشياء منهم ورميهم بالقنابل والسموم وقتلهم بالرصاص الحي يعتبر مسئولية ملقاة على عاتق قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري ومختلف الوحدات العسكرية كمهمة وطنية وأخلاقية!.