بحسب العديد من المراقبين السياسيين فإن الوفد الذي أرسله الرئيس صالح إلى أبو ظبي لتمثيل الجانب الحكومي أو لنقل تحديدا ممثلا لشخص الرئيس الذي على رأسه تدور الدوائر وهو بيت القصيد والمستهدف من مارثون المفاوضات التي جرت بين صالح وشباب الثورة طيلة الفترة الماضية .
الوفد الممثل للرئيس أو لجانب " النظام " في اليمن ظهرت فيه شخصيات لا تجيد التحدث بالعامية ناهيك عن الحديث في مواضيع الدبلوماسية وتجاذبات أحاديث الدهاء والسياسية , فالوفد كان غير موفقا باستثناء رئيسة الدكتور عبد الكريم الأرياني الذي سيكون محصورا بين صبية سياسية ومجموعة تناضل من أجل بقاء مصالحها والدفع بدفة ألأمور إلى مساحات بعيدة عن التوافق أو الخروج من مأزق لأن غالبية الوفد ينظرون أنه في حال تسليمهم بنقاء تلك المباحثات فإن الناجي الوحي هو الرئيس وأسرته في حين سيضلوا هم عرضة للمسائلة القانونية والقضائية ولو بعد حين , خاصة وان تداعيات الثورة المصرية ترسم مشهدا مروعا للضالعين في مساندة الرئيس بطرق خرجت عن إطار السياسية والدعم السياسي إلى إطار العصابات والقمع والإرهاب ضد المناوئين له حسب توصيف شباب الثورة لهم .
المشاهد التي بثتها الفضائيات العربية للوفد اليمني كشفت عن الحالة النفسية لوفد الفندم الذي ظهروا فيها كأنهم غير واثقين من أنفسهم ومرتبكين في تصرفاتهم و كأنها المرة الأولى التي يتصدروا فيها لمواقف من ذلك النوع وقد كان , وحقيقة كان الرئيس غير موفقا إلى أبعد الحدود في إبتعاث ذلك الوفد .
بن دغر عندما ظهر على شاشة الفضائيات وهو يدلي بأحد التصريحات ظهر بوجه مصفوع سياسيا , وبعبارات ثقيلة وجمل مقتضبة , تكشف ماذا جرى خلف الأكمة .
الخليجيون تجلت لهم ألأمور وعرفوا مقدار المرواغه والتضليل التي مارسها صالح عليهم طيلة الثلاثة عقود الماضية , وقد حان الوقت لتوجيه رسالة حازمة للرئيس ونظامه في أن يكون الرحيل وعلى ضوء جدول زمني مصحوبا بضمانات للرئيس وأسرته ومشفوعا بدعم أوربي وإشراف أمريكي .
لكن الوفد الذي أظهر فشلة في عرض وجه النظر التي كان يرها صالح , خاب في جهوده لأنة أصلا لا توجد رؤية تعرض سوى " التعنت " تحت مسمى الشرعية والدستور والقانون " , وهي الشرعية التي يتحدث عنها صالح ونظامه وبحسب نظر الشرق والغرب قد نزعت جملة وتفصيلا .
الرئيس علق أمالا كبيرة على الوساطة الخليجية ولقد لاحظنا كيف أشعل الإعلام الرسمي تلميع تلك المبادة التي أيدها صالح ليلا ونهارا , لكنة اليوم عندما سمع نتائج المباحثات من وفده الرسمي, لم يتمالك نفسه .
وقد خرج علينا وعلى العالم بتصريحات نارية نسفت كل الجهود التي بذلها الأخوة ألأشقاء منذ أسابيع , وكأن الجهود الدولية والعربية في نظر صالح هي " لعب عيال" وهو تصرف خرج عن اللياقة السياسية والتصرف الذكي .
ونتائج وفد الرئيس الذي كان فيه الركاني والزوكا وآخرون جعلت الرئيس اليوم بخرج عن طوره كالمعتاد لكنه هذه المرة تحدى كل الجهود الدولية أمام مجاميع من النسوة حيث أعطى لهن وعدا أنه " سيظل صامدا كجبال عيبان وظفار ونقم، وأنه لن تهزه الرياح على الإطلاق، ومتمسكا بالشرعية الدستورية، وغير قابل حسب تعبيره بالتآمر والإنقلابات".
وأضاف : " الذي يريد السلطة أو الوصول إلى كرسي السلطة عليه أن يتجه إلى صناديق الإقتراع، فالتغيير والرحيل يكون من خلال صناديق الاقتراع وفي إطار الشرعية الدستورية . ومضى هائجا " لا للفوضى، لا للإنقلابات، لا لقطع الطرق، لا للخيانة، لا للتآمر، لا للحقد، لا للكذب".
بهذه الخطابات والتصريحات يكون الرئيس صالح قد صنف نفسه كأول زعيم عربي يتناقض بين كل عشية وضحاها وظهر بأنه زعيم لا يقدر الجهود الدولية ,و إن كان هو من طلب من دول الجوار التدخل .
الموقف الخليجي ضيق الخناق على صالح كثيرا , وتصريحاته الليلة أفقدته الكثير من وزنة الدولي وثقة العديد من زملائه وأشقائه من الملوك والأمراء والشيوخ .
تصريحات الرئيس الاستفزازية لجهود الأشقاء جعلت وزير خارجية الإمارات يؤكد أن دول الخليج في مرحلة تشاور حالياً لبحث الخطوة القادمة بشأن اليمن وسنتخذ موقف خلال الساعات المقبلة .
لكن ردة فعل تلك التصريحات كانت عكسية وبقوة حيث جاء الرد " أن دول الخليج ستوفد وزير خارجية الإمارات إلى صنعاء خلال الأيام المقبلة لنقل وجهة نظر مجلس التعاون الخليجي .
ترى ماذا سيقول صالح خلال الأيام القادمة هل سيرفض استقبال وزير الخارجية الإماراتية أن سيفاجأ العالم بمبادرة جديدة يكون البركاني وبقية الشلة المحيطة به هم الرأي والحرب والمكيدة .
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]