اعيش مع زوجتي من اجل ابنائي

اعيش مع زوجتي من اجل ابنائي

كتبها:سيد يونس

عندما ننظر إلى بيوتنا فنجد أن المشاكل داخل البيوت لا حصر لها ولا ينجو بيت من هذه المشاكل وعندما يستبد كل زوج برأيه كن على يقين أن الحياة ستكون مستحيلة بينهما وأن الطلاق نتيجة حتمية لا مفر منه ويكون هناك ضحية أساسية وهى الأبناء وهذا الأمر يجعل كلاً منهما يتخذ القرار الأصعب فى حياته هل سيستمر فى حياته من أجل الأبناء أم يكون الإنفصال هو الحل .











نرى أن هذا النوع من الأزواج لا يصل إلى اتخاذ هذا القرار إلا بعد أن يصطدم بنوع من المشكلات يكون سببه في الأصل عدم الاختيار السليم ، وعدم التكافؤ على المستوى الاجتماعي والثقافي وعلى مستوى التفاهم وتصور الحياة والطموح، يأتى بعد ذلك مشكلة ترك الأبناء تُشردهم الأحوال والظروف، فيوافقا على الاستمرار من أجلهم، محاولين إظهار قدر من التوافق والاحترام أمامهم.











إذا استطاعت الأسرة احتضان الطفل وعدم تركه فريسة لهمومه وأحزانه والعمل الدائب لتعويضه عن الحب الذي فقده ، فإنها تكون بذلك قد أهلته للقيام بدوره في الحياة ، وجنبته ردود الأفعال التي يترتب عليها مشكلات قد تهدم مستقبله .











ومهما تكن المشكلات التي تترتب على انفصال الزوجين كبيرة ومعقدة إلا أن الانفصال ليس في جميع الحالات سيئاً ، بحيث أن الأطفال يقتدون بآبائهم في أفعالهم وأقوالهم.











هذا الأمر له بعض الآثار السلبية على الأبناء ، خاصة عندما يكون الزوجان غير متفاهمين ، وليسا على قدر من المسئولية ، ومن هذه السلبيات ما يقوم به أحد الزوجين من تنفيث لغضبه وعدم رضاه عن الحياة مع الطرف الآخر في الأولاد، فيكون دائم الصراخ والعصبية ، ويتعمد إصدار الأوامر باستمرار والضغط على الأولاد أثناء أي توجيهات، هذا الأمر يجعل الأمور دائماً مضاعفه على الأبناء ويضخم من الحِمل النفسي عليهم، فينتج عن ذلك فقدان الأمان الاجتماعي الذي يجعل الأبناء مشتتين ، ويصبح الأولاد متناقضين بسبب فقدانهم للمرجعية أو القدوة.











فنجد الأبناء لا يخرجون من هذا الأمر مع مرور الوقت إلا بفقدان الثقة فيمن حولهم، بالإضافة للقلق المرضي ومعظم أمراض الخوف ، كما يصابون ببعض التفاعلات الهيستيرية والوسواس القهري والشعور بالذنب ؛ حيث يشعر كل منهم أنه سبب مباشر في أن يعيش أبوه وأمه حياة لم يكن راضيا عنها.











هذا النوع من الأبناء عندما يكبر يكون رافضا للزواج بسبب المحيط الذي تربى فيه ، ولا يتزوج إلا تحت ضغط العائلة وغالبا ما يفشل في حياته الزوجية .











وأيضاً من السلبيات بالنسبة للزوجين أنفسهم إلى جانب الأبناء فنرى أنهم يصابون بأمراض الاكتئاب والانزواء والخرس الزوجي بالإضافة إلى العدوانية ، ومن أخطر ما يواجهه هذان الزوجان أزمة منتصف العمر.. فتكون أعنف وأقوى في تلك الحالات، وربما تدفع أحدهما إلى تكوين علاقات خارج الإطار الشرعي، أو الاستغراق في بعض الأمور الشبابية التى تؤدى فى فترة المراهقة.











فيجب أن يتفق الزوجان عندما يكون المشكلة قد تفاقمت ولا يكون هناك حل سوى أن يستمر فى حياته من أجل الأبناء أم يكون الإنفصال هو الحل يفضل فى هذه الحالة أن يلجأ الزوج إلى الزيجة الثانية ، مع الإبقاء على الزوجة الأولى وحفظ حقوقها، بل والإعلاء من شأنها أمام الزوجة الثانية، وتأكيد أن زوجته الأولى تمثل قيمة في حياته.. فهناك بعض المشاكل لم تحل إلا بعد الزواج الثانى الذى يؤدى بالطبع إلى مواجهة خسارة وهى زواج زوجها بأخرى وفى المقابل تكسب أشياء أخرى تحل المشكلة وهى الابقاء على عدم تفكك الأسرة والتقارب بين الأباء وأبنائهم والحد من الخلافات المستمرة بين الزوجين .











لو لم يكن هذا الأمر هو الحل يكون الطلاق لا محالة هو الحل لأن الخلاف وصل إلى طريق مسدوده بين الزوجين لكن تحت مظلة قوله تعالى: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ}، والسعة هنا تكون على كل المستويات : مادية واجتماعية ونفسية.











فإن كانا يحبان أبناءهما فسيتفقان على أن يكون طلاق بدون مشاكل وليس طلاق خلاف وشد وجذب ومعركة يريد كل طرف فيها أن ينتصر على الآخر ، بل يكون طلاقا تتحقق من خلاله المصالح المشتركة بينهم ويحترم فيه كل طرف الآخر مع الحرص كل الحرص على فعل ما فيه مصلحة الأبناء بعد الطلاق بقدر المستطاع، وهذا الأمر يختلف على حسب الشخصية وطباعها.











وبعد هذا الأمر أقول لا يوجد ما يعوض علاقة الرجل بالمرأة واحتياجه إليها كما عاش يحلم بها، وكذلك المرأة ليس من السهل عليها أن تتخذ قرارا بأن تعيش مع رجل حالة من التمثيل أو الزواج المشوه بسبب أولادها، ولذلك تكون المعاناة أكبر ولا نجد حلاً لهذا الخلاف سوى الانفصال غير أنهما ربما يشعران بجزء من التعويض أو شبه التعويض عندما يريان أبناءهما قد حققوا أمنياتهم أو نجحوا في حياتهم العملية، كما أنه في حالة نجاح كل من الأب والأم في زرع الحب في أولادهم يكون ذلك أيضا جزءا من التعويض؛ لأن هذا الحب سيُرد إليهما رعايةً ومودةً وتسامحًا في آخر حياتهما، في وقت يكونان فيه أحوج إلى أبنائهما من أي وقت مضى.

تحياتي للجميع


محمد الحميدي

موضوع اكثرمن رائع

من شخص اكثر روعه

سلمت يداك على هذا الموضوع

وبانتظار مزيدآمن ابداعك

تقبل مروري واعجابي