قصيدة تدعو الأمة إلى الوحدة والتضامن
الإهداء : إلى الجرح الذي يتدفق عزةً وشموخاً .. إلى الدماء التي ترسي بناء الحب والثبات لأمة العرب والمسلمين.
سلامٌ على طفل ِ غزةَ وهو يودع وجه الحياةِ
تشيِّعُهُ أعينُ الخائنينْ!!
سلامٌ عليكَ سلامٌ عليك !!
سلامٌ عليكَ وأنتَ تنقِّبُ عن دفقةٍ من ضياءْ
وقطرةُ ماءْ
تبل بها شفة الذكريات على صفحة الراحلينْ
تخففُ من طعناتِ الفناءْ
تهدئُ روعَ بقايا الأنينْ
سلامٌ على جبلِ الصبرِ
أنشودةِ المجدِ
باقي البقية من عطر أبنائنا الطيبين
تواجُهُ حمحمةَ الموتِ حرّا
وتلتحفُ القارسَ الليلَ حُرّا
وتأكلُ خبزَ اليقينْ
سلامٌ عليكَ وأنتَ بعزمكَ تُرهِبُ من يُرهِبونَ الحياةْ
وترفع ( لا) في عيون الطغاةْ
ونحنُ عبيدُ السلامْ
نحن الذين ركبنا جياد َ الأماني
لنشهرَ سيفَ الكلامْ
نحنُ الذين تركناكَ تشعِلُ شمعَ الفخارِ
وحولكَ هوجُ الرياحِ
ومن حضنِ أحلامنا والملذاتِ رحنا وقد لفنا الصمتُ والجبنُ والخوفُ
نلعنُ ..
لا ، بل نهدهدُ قلبَ جيوش الظلامِ
سلامٌ عليكَ ..
تربعَّْ عروش الثباتِ
ورشَّ الطريقَ إلى اللهِ مما تبقى بقلبكَ من قطراتِ الدمِ الزاكياتِ
وعمِّدْ بروحكَ دربَ الكفاحِ
فما كنتَ يا ولدي أول الراحلين
ولا آخرَ الأضحياتِ
تموتُ ونحنُ نقطّعُ أوردةَ الوقتِ حين تعانقُ حتفكَ حُرّا بأعيننا الجامداتِ
سلام عليك على والديك على والديَّ وأهليَ من ثلةِ المؤمنينْ
فنحنُ الذين كفرنا بما قالهُ الله والمرسلونْ
وخفنا سواهُ
نرى الرازقَ النافعَ المستعانَ عداهُ
ونمخرُ موج الخطايا ، ونسرجُ خيلَ الذنوبِ كأن لن نراهُ
وحين يُسبَّحُ باسم الزعيم الذي خانَ كل العهودِ
وطمأن قلبَ اليهودِ
وجوَّعَ عذَّبَ..
تصغي الشفاهُ
وتعنو الجباهُ
وكلُّ العيونِ تراهُ !
سلامٌُ عليك وقد ماتَ قلبُ الجهاتْ
وشحَّتْ عيونُ الدواةْ
ودمعُك يُمطرُ كل القلوبِ... فأين النباتْ ؟!!
لقد صدِئ السيفُ في غمده بعد ما ابتزَّ من نفطنا .. عمرنا .. حبنا
فأخو السيف ماتْ
وخلف فيه البناتْ
أليس بغزة أغلى البناتْ ؟!!
وأشلاءُ آياتَ لما تزلْ أملاً يتحركُ في رحمِ الذكرياتْ
فيا ليتني شعرةٌ في ضفائر أغلى البناتْ
ويا ليتني مركبٌ تمتطيهِ
لتختطفَ الأمنياتْ!
وتصفعَ وجهَ المذلةِ
حينَ تسطرُ معجزةَ المعجزاتْ !!
تعالي إلى وطنِ الذلِ إن الزمانَ غريبْ
وإن الخنوعَ الركوعَ السجودَ ..
عجيبٌ عجيبْ !!
نخافُ بأن تجرحَ الكلماتُ القويةُ إحساسَ أمٍ رؤومِ على المؤمنين بها
حين تقتلعُ القلب منا
وتختطفُ الطهرَ منا
وتسلخُ عزتنا مجدنا صفنا ديننا
فهي أفقه منا
تشرِّعُ دين الهوى من جديدْ
تهدُّ القبابَ يموتُ الوليدْ
وتذبحُ عزتنا كل عيدْ
وتفرضُ قرآنَها وتقول :
إن أرض اليهود التي فاض فيها دمُ المرعبين الصغار الذين استراحوا هنا من عناء الكفاح
هي الطهرُ أرض الأمانْ
فيا(مازنَ) الغيث لا تدّخر غيمةً من بقايا الإباء
سناك ( المبارك) كان على المجرمين الصغار بغزة محوَ الضياءْ
وحبس الدواءْ
وقتل الحياءْ
وكل الدمى الجاثياتِ على عتباتِ الكراسي هباءْ
فإما الفناءُ بحبي ونصري وتمكين عرشِ يهود
وإما الفناءْ!!
بكمْ يا عبيدي !
ويا أخلصَ المخلصينَ .. ويا حافظين وعودي !
أنكِّسُ رأسَ الوجودِ
وأأمنُ بطشَ الأسودِ
وكل ُّ الملايينِ .. كل البراكين من فضلكمْ تستحيل غثاءْ
فأي َّ يدٍ وجميلٍ بكم منحتني السماءْ!!
تعالي أميرةَ غزةَ ،
يا لوحةَ الصبرِ والفخرِ
كي ترسمي لوحةَ العزِّ في صفحاتِ الخلودْ
تعالي نرشِّحكِ بلقيسَ أمجادنا ونكون الجنودْ
تعالي فقد ضجرَ الليل منّا
وقلبُ المعاناةِ أنّا
ونصُّ الحقيقةِ ظنّا
تعالي ففي القدسِ ذابَ اشتياقاً إلينا الحجرْ
ورفرفَ يستقبلُ القادمين ذراعُ الشجرْ
وحثَّ خُطا الشوقِ من خلفِ كل حدودِ الزمانِ.. المكانِ عمرْ
وشعَّ صلاحُ المشاعرِ يستنفرُ العزمَ في كل بيتْ
يضجُّ صداهُ على جنباتِ الوجودِ أتيتُ أتيتْ
تعالي .. فنخلُ العراقِ مشوقٌ إليكِ!
وبرقُ جمالِ الحضارةِ ينشقُ من مقلتيكِ!
ونهرُ الفراتِ متى سيخففُ أمواج حزنِ الزمانِ على ضفتيكِ؟!
ونزفُ جراحِ التمزقِ يلقي زمامَ التوحُّدِ بين يديكِ
تشظَّتْ أسىً لأنينِكِ كلُّ الشعوبِ !!
وفاضتْ عيونُ القلوبِ !!
وحنـَّتْ لدرءِ الخطوبِ رمالُ الدروبِ
ففي كلِّ قطرٍ يضج الأنينْ
ألا تسمعين ألا تبصرين ؟!!
مياهُ الخليجِ تذوبُ اشتياقا
وأرجاء نجد تناجي العراقا
وموجُ العواصف في النيلِ بالقيدِ ضاقا
فهذي عروقُ العروبةِ ضاربةٌ في أصولِ الدماءِ
وقد كللتها أكفُّ السماءِ
بتاج ِ الضياءِ
فيا نـُوَبَ الدهرِ بين الأحبةِ كم تجمعين ؟!
وغرسَ الودادِ بأرض المشاعرِ كم تزرعين ؟!
لتنسابَ شمسُ الهنا من ثغور جراحِ السنينْ !!
وترقى العروبةُ عرشَ الفخار يجللها خاتمُ المرسلينْ ّّ !!