في وقت يتحول ميدان ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء وعشرات الشوارع المودية إليها إلى مدينة عملاقة من الخيام , يواصل الباعة المتجولين نشاطهم بهدوء بدون أن تضايقهم”البلدية”حد تعبير شاب يدعى جميل كان يقف أمام “عربية”يبيع البطاط لشبان يعتمرون قبعات كتب عليها عبارة”ارحل”, حتى هو أيضا كتب على إحدى القدور الثلاثة ذات العبارة, لكنه أضاف:لا حل غير أن ترحل.
أحدهم قال هنا دولة الشباب لاصوت يعلو فوق صوت الثورة لا بلديه لا ضرائب لا رسوم على السلع .. هنا الدوله الفاضله...
وتشهد الساحة حركة نشطة وهو ما وفر فرص عمل ودخل جيد لعدد من الباعة, يقدمون بضاعتهم على “عربيات”أو يفترشون الأرض, بأصناف متعددة تمتد من القات حتى”الخيار”, حتى الصور و الإعلام كان لبائعها أيضا نصيب, فقد لقيت صور زعماء سابقين رواج خاصة الرئيس السابق لليمن ابراهيم الحمدي.
ويقول شاب كان يحمل أعلام ونياشين وطنية انه هنا منذ خمسة أيام يبيع للمعتصمين سلعته بسعار رخيصة, مشيراً انه يبيع أكثر من خمسين علم كل يوم , وقال:أفضل بيع يكون وقت العصر فحشد يكون اكبر وأضخم والنساء أكثر من الشباب في اقتناء الأعلام.
الشاب الذي قال انه ينحدر من محافظة ريمة وفضل عدم ذكر أسمه, خوفاً من أن تلاحقه “جموع البلاطجة المنتشرة على الطرق المودية إلى ساحة الاعتصام, قال انه قدم إلى هنا لكي يعتصم ففكر أن يعتصم وأن “اطلب الله على العيال”.لم تغلق أبواب المحال التجارية في ساحة التغيير كما عمل تجار ساحة التحرير, بل زاد الأمر أن حشد المعتصمين زاد من ارتفاع طلب بعض السلع يأتي في مقدمتها الماء, حيث يطوف أعداد كبير من الشباب والفتية وهم يحملون قنينات الماء المعدني لبيعها.الباعة وأصحاب العبريات يصل عددهم هنا إلى ثلاثمائة, بحسب تقديرات عبد الله الشرعبي صاحب عربية لبيع الخيار, والذي تحدث عن نضال يجمعه مع “بوعزيزى” الذي أشعل شرارة الثورة التونسية عندما احرق نفسية احتجاج لمصادرة “عربية كان يقتات منها”, وقال:كل واحد يناضل المهم أن لا يروح دم من ماتوا هم في رقاب الكل.