إنه باب المندب.. وتحديدا الشطر الآسيوي من اليابسة التي
تربط ساحل البحر العربي بالبحر الأحمر الذي يقع في بلادنا الجمهورية
اليمنية.. التي حبا ها الله بالجمال في كل شيء.. اليمن- كما يسميها زائروها
بأنها بلاد الفصول الأربعة في اليوم الواحد.. صيف في الساحل..وخريف في
المحافظات الزراعية ، وشتاء في الجبل ، وربيع في المحميات
الطبيعية الخضراء.
باب المندب عبر التاريخ
يعرف مضيق باب المندب (بالإنجليزية: Bab-el-Mandeb)
بأنه مضيق يصل البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي،
ويفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا و بشكل أدق يفصل بلادنا اليمن عن جيبوتي,
وقد جاء ذكر «المندب» في المساند الحميرية، واشتق اسمه من ندب أي
جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من ندب الموتى ويربطه بعبور
الأحباش إلى اليمن.
وبحسب “ويكيبيديا”، الموسوعة الحرة، فان مضيق باب المندب يقع بين
الإحداثيات (12o28’40” شمالا، 43o19’19” شرقا)
و (12o40’20” شمالا, 43o27’30” شرقا)، والمسافة
بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميلا) تقريبا من رأس منهالي
في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي
و جزيرة بريم (مَيون) التابعة لليمن التي تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية
منها تعرف باسم (باب اسكندر) عرضها 3 كم وعمقها 30م.
أما القناة الغربية واسمها(دقة المايون) وعرضها 25 كم
وعمق البحر فيه يصل إلى 310 م، بالقرب من الساحل الإفريقي
توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة
،وهناك تيار سطحي يجري للداخل في القناة الشرقية,
وفي القناة الغربية هناك تيار عميق قوي يجري للخارج,
مياه الممر دافئة (24- 32.5درجة مئوية)، والتبخر
فيه شديد (2200-3000مم سنوياً) مما يُفقد البحر الأحمر
كميات كبيرة من المياه تعوضها مياه تدخله من خليج عدن خاصة في الشتاء,
أما في الصيف فتخرج من البحر الأحمر مياه سطحية,
وتقدر حصيلة التبادل المائي في باب المندب بنحو ألف كم3 لمصلحة البحر الأحمر،
وتصل ملوحة مياه الممر إلى 38بالألف، وحركة المد فيه إلى نحو المتر.
نشأ الممر نتيجة تباعد إفريقيا عن آسيا بالحركة البنائية الصدعية للانهدام
السوري ـ الإفريقي الذي كوّن البحر الأحمر في أواخر الحقب الجيولوجي الثالث
في عصري الميوسين والبليوسين.
الأهمية الإستراتيجية للمضيق
ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس وربط البحر
الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه، فتحول المضيق”باب المندب”
إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان
أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقية.
ومما زاد من أهمية الممر، هو عرض قناة عبور السفن فيه التي
تقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، وهو 16كم وعمقها 200-100م،
مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين
متباعدين، وقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم،
مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي.
ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين،
بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).
سيطرة اليمن استراتيجيا على المضيق
لليمن أفضلية إستراتيجية في السيطرة على الممر لامتلاكه جزيرة بريم”ميون”،
إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله
وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، كما سعت الأمم المتحدة
في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها
المعروفة باتفاقية جامايكة حيز التنفيذ في شهر تشرين الثاني من عام 1994.
وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز
ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وتهديد
هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق
رأس الرجاء الصالح،ويحد من الحركة في المضيق.
جسر بين اليمن وجيبوتي
في22 فبراير 2008م كشف النقاب عن مخطط إنشاء جسر بحري
يربط بين اليمن وجيبوتي عبر المضيق، وإذا نجح هذا المشروع
فسوف يكون هذا الجسر هو أطول جسر معلق في العالم، وسيربط
بين قارتين ويرفع من الأهمية التجارية والسياحية للموقع”باب المندب”
ولليمن بشكل عام، ولاسيما وان حرية التنقل من القرن الإفريقي إلى
قارة آسيا ستسهل وبيسر عبر البر.