ما أود التأكيد عليه هنا، أن وضع اليمن مختلف كثيرا عن تونس وأن الثورات في اليمن سيكون لها عواقب وخيمة على دول الجوار، لاسيما السعودية، إذ أن صندوق باندورا سينفتح في وجوه السعوديين، ولن تكون الحدود اليمنية السعودية مرتعا خصبا لأنشطة القاعدة والجهاديين فحسب، بل ستكون جسرا لانتقال كافة الأعمال الشريرة والمحظورات إلى السعودية، وسترغم حينها السعودية، حين لا ينفع فيه الندم، على التعامل مع دويلات وسلطنات يمنية تتصادم تماما مع أيدلوجياتها ومصالحها وتخدم وتنفذ طلبات ورغبات دول معادية للسعودية.
لقد سمعنا وشاهدنا الزعيم الليبي وهو يعرض على التونسيين إغراءات توفير فرص العمل في ليبيا ومعاملتهم كالليبيين تماما، لكن الوقت كان قد فات، ولم يعد ذلك مجديا لإخماد لهيب الثورة التونسية المشتعلة التي لم يكن ليخمدها سوى إسقاط الطاغية. فهل سيفطن السعوديون إلى ضرورة تغيير نهجهم تجاه اليمن واليمنيين أم أنهم سيظلون ينتظرون إلى وقوع الكارثة؟
إن على السعوديين إعادة حساباتهم ووضع منهجية رصينة وعقلانية للتعامل على نحو سريع ومن دون تردد أو تأجيل مع اليمنيين واستخدام الضغوطات ضد النظام اليمني لكي يتبنى إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية تقود إلى توافق وطني وإيقاف الاحتقانات في الشارع، كما أن عليهم فتح الأبواب بمصراعيها أمام الشباب اليمني والتعامل معهم كسعوديين وإنهاء نظام الكفالة الذي يؤرق كاهل العمالة اليمنية في المملكة ويستغلها أيما استغلال.