[b]الإيمان باليوم الآخر )
بسم الله .. و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
و على آله و صحبه و من والاهـ ... أمـا بعد :
الباب الأول : ( القيامة الصغرى ) .
الفصل الرابع : ( حال الإنسان عند الاحتضار ) .
درس : ( فرح المؤمن بلقاء ربه ) .
الدرس : ( الثامن ) :
و من البشريات التي بشرنا الله بها قوله تعالى :
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) . ( 1 )
ففي هذه الآية يخبر الله سبحانه و تعالى أنه يثبت المؤمنين بالقول الثابت
في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات و الشهوات ،
بالهداية إلى اليقين و تقديم ما يحبه الله على هوى النفس و مرادها ،
و في الآخرة عند الموت بالثبات على التوحيد ،
و في القبر عند سؤال الملكين للجواب الصحيح ،
ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا و الآخرة .
قال البغوي ( 516هـ ) : قوله تعالى :
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) ،
كلمة التوحيد ، وهي قول : (لا إله إلا الله) ،
( فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )
يعني قبل الموت
( وَفِي الآخِرَةِ )
يعني في القبر ، هذا قول أكثر المفسرين ،
و قيل : في الحياة الدنيا عند السؤال في القبر ،
و في الآخرة عند البعث ، و الأول أصح . و الله أعلم . ( 2 )
و عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إن المؤمن ينْزل به الموت ، و يعاين ما يعاين ،
فودّ لو خرجت ـ يعني نفسه ـ و الله يحب لقاءه .
فإذا كان عدواً لله نزل به الموت و عاين ما عاين ؛
فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبداً ، و الله يبغض لقاءه ... " . ( 3 )
اللـــهـــم أجعلنا ممن يحب لقاءك فتحب لقائه
اللـــهـــم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و فى الآخرة
اللـــهـــم اجعلنا ممن تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا و لا تحزنوا
و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
_____________________
(1) سورة إبراهيم آية رقم ( 27 ) .
( 2 ) تفسير البغوي ( 3/33 ) .
( 3 ) رواه البزار ( 1/413 ) ، و الطبري في (( مسند عمر )) ( 2/502 ) .
و قال : إسناده صحيح ، و قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) ( 3/55 ) :
رجاله ثقات خلا سعيد بن بحر القراطيسي فإني لم أعرفه ،
و قال السيوطي في (( شرح الصدور )) ( 134 ) : إسناده صحيح ،
و صححه الألباني في (( سلسلة الأحاديث الصحيحة )) ( 2628 ) .
_____________________
المصدر : موقع الدرر السنية .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )[/b]