عدد الرسائل : 76 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 22/10/2008
موضوع: قصيدة حول حصار غزة للدكتور محمد العشماوي الأربعاء 24 ديسمبر 2008 - 16:42
فأقول: في الشِّعبِ كانَ لنا حصارُ محمَّدٍ رمزاً وكانَ بدايةًللسُّؤددِكتبَ العدوُّ وثيقةَ الغدرِ التي لم يرعَ كاتبُها مكانَ المسجدِفيكعبةِ الله الشَّريفةِ علِّقتْ واشتدَ ظلمُ القاتلِ المتعمِّدِفي الشِّعبِ كانَحصارُ أشرفِ مرسلٍ والأقربينَ لهُ وكلِّ موحِّدِطالَ الحصارُ بهم فلم يستسلمواوتعلَّقوا بالخالقِ المتفردِتركوا طغاةَ الكفرِ خلفَ ظهورهم يتنافسونَ علىطبيعةِ جلمدِوسَمَوا بأفئدةٍ تَعَلَّقَ نبضها باللهِ إنَّ اللهَ أعظمُمنجدِكانَ الحصارُ تقدُّماً وتألُّقاً وسُمُوَّ روحِ المؤمنِالمتعبِّدِكانَ الطَّريقَ إلى الشُّموخِ لأنَّهُ ملأَ النُّفوسَ بعزمهاالمتجددِكانت معاناةُ الحبيبِ وصحبهِ لغةَ الصُّمودِ ودرسَ من لم يصمدِكانتبدايةَ رحلةٍ نحوَ العُلا بالرَّغمِ من جورِ الحصارِ الأسودِطالَ الحصارُوجذوةُ الإيمانِ في قلبِ الحبيبِ وصحبهِ لم تخمُدِرفعوا أياديَهُم إلى اللهِالذي يرعى ويحفظُ كلَّ داعٍ مرشِدِفإذا بليلِ الكفرِ ينكرُ نَفْسَهُ لمَّا رأىفجرَ اليقينِ منَ الغدِاللَّيلُ مهزومٌ أمامَ نهارنا والشَّمسُ أقوى من ضياءِالفرقدِوالحقُّ أكبرُ من جحافلِ باطلٍ تمضي بوهمِ مُنَصِّرٍ ومُهَوٍّدِمنذايساوي بينَ عزِّ نخيلنا وشموخهِ العالي وبينَ الغرقدِمنذا يساوي بينَ نارٍأُجِّجت وزُبَالَةٍ من جذوةٍ في موقدِهذا حصارُ الشِّعبِ كانَ تألُّقاً وحصارُغزَّةَ صورةٌ لم تبعدِظلمٌ لمن قالوا نريدُ حكومةً فيها بأحكامِ الشَّريعةِنهتديظلمٌ لأطفالٍ صغارٍ أصبحوا يتشوقونَ لشمعةٍ لم توقدِظلمٌ لمرضى صارَرجعُ أنينهم لو يفهمُ الأعداءُ صوتَ توعُّدِظلمٌ لشيخٍ مرَّ شهرٌ كاملٌ لم يلقَكرسياً ولم يتوسَّدِظلمٌ وصمتُ المسلمينَ حكايةٌ سوداءُ تخبرنا بسوءِالمشهدِأَنَّى يقومُ العدلُ في الأرضِ التي تشكو مكابرةَ العدوِّالأنكدِتشكو انحرافَ النَّاسِ عن سننِ الهدى وضلالِ سعي الفاسقِالمتمردِلكأنَّني بالأرضِ تطحنُ نفسها لمَّا تشاهدُ جورَ هذاالمعتدِوكأنَّني بالأرضِ غاضبةً على مليارنا المتثاقلِ المتردِّدِوكأنَّنيبالأرضِ تنكرُ ما ترى من هيئةِ الأممِ التي لم ترشُدِمن مجلسِ الخوفِ المقيَّدِبالهوى والنقضِ حتَّى صارَ غيرَ مسدَّدِلا خيرَ في دولٍ تنامُ قريرةً وعيونُغزَّةَ في الأسى, لم ترقدِيا غزَّةَ الأبطالِ صبرَكِ إنَّني لأرى انبلاجَالفجرِ أقربَ موعدِوأرى صمودكِ لوحةً معروضةً في الأفْقِ ترسمُ قدوةًللمقتدِهذا الحصارُ وثيقةٌ مكتوبةٌ بمدادِ إصرارٍ وأحرفِ عسجدِوالله إنِّيأبصرُ الفجرَ الذي مازالَ يعلنُهُ أذانُالمسجدِ ******************************************
زفراتكم من حولناتتصعَّد = وصراخكم في صمتنا يتبدَّدُذبتم على وَهَج الرَّصاص ولم نزلْ = لعدوِّنا وعدوِّكم نتودِّدتتغيَّثون سحابَنا، وسحابنا = وَهْمٌ كبير فيالفضاء مجَّمُدتترقَّبون قرار مؤتمراتنا = بُشرى لكم، فقرارها سيندِّدولسوف ينطق ناطقٌ ، أنّا على = شَجْبِ العدوِّ المستبدِّ سنصمدُولسوف يحلف حالفٌ من قومنا = أنَّ الأسى من أجلكم يتجدَّدُولسوفتُقْرَأُ كلَّ يومٍ نشرة = عنكم مصوَّرةٌ ويُعرض مشهَدُولسوف تُرسَمُلوحةٌ زيتيَّةٌ = فيها صريع بالتراب موسَّدُبُشرى لكم سيُقام حفلٌ ساهرٌ = وتُصاغ أُغنيةٌ لكم وتُردَّدهذا الذي سترون منا فافرحوا = واستبشروا،وعلىالكلام تعوَّدواأما الجهادُ لأجلكم ، بعتادنا = فمحرَّم، إنَّ الجهادتمرُّدُولِمَ الجهادُ ، وهيئةُ الأممِ انبرتْ = للظالمين ، ففضلُها لايُجحَدُأحبابَنا عفواً فغايةُ قومنا = مالٌ وأولادٌ وعيشٌ أَرْغَدُأما مقاومة العدوِّ فعادةٌ = مذمومةٌ ، من مثلنا لا تُحَمُدأنَّىتجاهد أمةٌ تحيا على = غَبَشٍ ، تُفرِّط في الكتاب وتُلحِدُسيفُ الجهاد بهمتلفِّع = والبابُ في وجه المجاهد يُوصَدُأحبابنا إني أغالب حسرةً = مشبوبةً وعلى الأسى أتجلَّدُنظراتُ أعينكم تعذِّبني فلا = عيشي يطيب ، ولاجفوني ترقدُتجري دماء الأبرياء على الثرى = نهراً ، وعالَمُنَا المخدَّريشهَدُإني لأبصر وجه طفلٍ تائهٍ = وسؤاله الحيرانُ ، أين المرشدُ ؟يبكي ولا أمُّ تكفكف دمعَه = يشكو وليس له أبٌ يتودِّدسرق النظامالعالميُّ ثيابَه = وسهام أوروبا إليه تُسدَّدماذا جنى هذا الصغيرُ ، أماهُنا = رجلٌ إلى قول الحقيقةِ يُرشدُ؟؟!!
إني لأسمع صوت مسلمةٍ لها = قلبٌ، وليس لها على الباغي يدُظلَّت تصيح وتستجير فلا ترى = من قومها مَنْيستجيب ويُنْجدُنادتْ ونادت، فاستجاب لها الصَّدَى = إن الذي يحمي الحمىلا يُوْجَدُلا تصرخي ، فصلاحُ دينك غائبٌ = وحصانُ معتصم الإباءِ مقيَّدوالخيلُ، خيلُ الله، لم تُصنع لها = سُرُجٌ، ولم يقد الكتيبةَ أحمدُلا تصرخي. فسلاحُ أمتك التي = تستصرخين، من العدا مستوردُلا تصرخيفالحاكمون بأمرهم = حفظوا أناشيد الخضوع وأنشدوايا ويحهم لو أنهم جعلواالهدى = درباً ، لما حكم القريب الأبعدُإنى لأبصر أمةَ الإسلام في = لَهْوٍ ، تقوم على الهوان وتقعَدُنار الصليب تُشَبُّ بين خيامها = ولواءُإسرائيل فيها يُعقَدُورصاص أوروبا يمزِّق جسمَها = وغرور أمريكا فَمٌيتوعَّدُفأكاد أحلف أنَّ أمتنا غدتْ = بالذُّل في دَيْر الهوانِ تُعمَّدماذا أقول لها، أألطم وجهها = بالشعر حتى ينهضَ المستعبَدُ؟!