حتى نطمئن أن أوجاعنا لا زالت بخير
علينا أن نترنح حتى تشج رؤوسنا ونتلذذ بعذابنا ليس لأننا يجب أن نمرض والعياذ بالله فنحن لدينا من الهموم ما يكفي لأن نصنع مرضا نصدره بطرود - صنع في الوطن-بل لأن البكاء جزء من الوطنية المفقودة
حتى نطمئن بأن لدينا قلوب علينا أن نرجها جيدا عند الإستيقاظ
لا تتعامل مع قلبك كقطعة لحم رخيصة تشتريها من الجزار ثم تهرع إلى منزلك مبشرا إياهم بأنكـ قد حققت أحلامهم
فحين تتفقد قلبك تكون قد حققت أحلاما أكبر من شراء قطعة لحم رخيصة
هل تمرّ عليك كل الأحداث وقلبك لا يزال ينبض كعادته ؟
تبا له من قلب ،،!
وتبا لأجسادنا التي لا تعتبر القلوب سوى مضخة للدماء
ولا يمكن لقلبك أن يعود إلى وظيفته الأساسية "الإحساس والعاطفة" حتى تبصق في وجوه القوم الذين أرادوا له أن يكون مضخة فقط لنقل الدماء
***
لا أدري لماذا أرتكب الفرح في بعض الأحيان يخيل إلىّ أنني إنسان حقاً فأخرج إلى الناس وأقتنص مكانا مزدحما ربما يأتي مراسل لأي قناة من تلك التي تحاول جهارا نهارا أن تثبت العكس فيلتقط مصورها لقطة للبني آدميين فأكتشف حينها أن المصور نفسه والمراسل لم يبلغ إلى درجة الإنسانية بعد
فهو يتمنى أن لو وقع انفجارا في تلك اللحظة ليحصد الأرواح حتى يحوز على سبق صحفي وتستضيف قناته الأستاذ المعروف ليبحث عما وراء الخبر
وهو لا يدري ما أمامه ،،
ما أصعب أن يصل المخلوق إلى درجة الإنسانية إنها مرحلة لا يصل إليها كل المتقمصين
ولا يزال الشك يراودني هل أنا إنسان حقا؟
نحن فقط نعمل لنأكل ونأكل لنعيش ثم نتجول في عوالمنا الوهمية نستعرض فيها شبقنا الثقافي وحنقنا من واقعنا ثم ننام لنصحى ونصحى لننام
لا جديد في حياتنا
كل شيئ يمر دون أن نعترض أو نؤيد أو نضحك أو نبكي
وتتأكد شكوكي أكثر حين أصاب بتبلد عجيب تجاه الأشياء
نحن لا نفكر إذن فنحن ليس كويسين بما معناه أننا لسنا بشر من قريب أو بعيد
والذين هم بشر فلا شك أنهم مرضى
لا مكان للأحاسيس وكل ما ترونه من حب أو بغض هي فقط غرائز في طبائعنا لتسير الحياة كما ينبغي
البشر لا تتألم أجسادهم عند الألم فقط !!
تتألم أرواحهم حتى يسعون إلى تغيير مسببات الألم إلى واقع مغاير ومعاكس
البشر يغضبون وغضبهم ليس كغضب الحيوانات التي تفترس الصغار عند غضبها
بل حين يغضب البشري - كما جاء في الآثار التي تركها البشر- يتغير وجه الكون
وتعود ملامحه كما نريدها نحن
البشر يصنعون تاريخهم ومجدهم ونحن نصنع بؤسنا ونصفق لأحزاننا
البشري كما قيل - والعهدة على المخطوطة التي وجدناها في قاع البحر- حين يعضه كلب فإنه يسارع إلى سحب رجله والإنتقام من الكلب لا كما نفعل نحن نطبطب على رأسه ونقسم بأنه لو غير صوت نباحه قليلا لصار أجمل من الغزال
البشر كما جاء في منهج من خلقهم - جل وعلا- علمهم الله صنعة لباسهم ونحن لا نجيد حتى صنع ملابس داخليه لزوجاتنا
نحن نستورد الفياجرا التي كتب على غلافها ( حبوب فضح الرجولة ،، أنت عربي لعن الله رجولتك)
_ مالذي نفعله هنا ،،!!!؟؟
أقصد على كوكب الأرض ،، وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط كما سمتنا بها دول السلام والقوة
- لا شيئ ،، فقط لكي نرقص ونسكر ونسمتع بالرقص والغناء والطرب والنوم والتسكع في المنافي لكي نعود فارغي القلوب نافخي الكروش ولسان حالنا يقول
( تبا لنا حتى الهواء مجرد الهواء في الوطن الذي ولدنا فيه صار حلما بعيد المنال )
نستهلك ما يصنعون ،، ونأكل ما يطبخون وكلما أردنا أن نرفع رؤسنا ونفعل مثلهم قال لنا حكاما
( عليكم ببلوغ مرحلتين
الأولى : الإنسانية
والثانية: الحرية )
http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي