[color=red][center][b] الإسلام والحضارة الحديثة والعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
باديء ذي بدء يجب أن نعلم أن الإسلام دين يحث ويحض على التفكر وإعمال العقل والفكر ، كما يحض ويحث على طلب العلم ، من قوله تعالى : -
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿1﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿3﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5﴾
سورة العلق
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴿14﴾ مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿15﴾ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿16﴾
سورة الإسراء
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴿20﴾ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿21﴾ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴿22﴾ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ﴿23﴾
سورة الذاريات
وللأمة الإسلامية دورا بارزا في الطب ، والإختراعات مثل صنع الكتاب وعمل البارود والبوصلة البحرية والكتابة بالحروف البارزة طريقة برايل علما أن إختراعها من قبل الآمدي عام 712 هـ ، وهم أول من أبتكر العمليات الجراحية وصنعوا المراهم وخيوط الجراحة وأول من بنى المستشفيات و أول من أكتشف جرثومة الجرب وأول من شرح تركيب العين ، والدورة الدموية ومرض الحصبة والجدري و اول من أكتشف عملية إستخراج الحصوة من الكلية والمثانة وهم أول من وضع مبدأ الحجر الصحي ، وأول من استحدث البريد وأول من أكتشف المنهج التجريبي وأول من ذكر مصطلح الأمم المتحدة .
إن الإسلام أحبتي في الله هو دين الجد والعمل ودين العلم والقوة وقال تعالى : -
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿13﴾
سورة الجاثية
ولكن الأمة الإسلامية بتشددها وتنطعها في الدين أو ما يسمى بالأمن ودرء المفسدة وباب سد الذريعة أبت أن تكمل مسيرة الريادة فعمدت إلى تفسير النوايا وما في الصدور فقال المتشددون منها إن هذا يرفضه الإسلام ويقف منه موقفا معاديا لأنه يدعوا إلى مزالق الفتن والفساد والمسلم المفكر أحبتي في الله يريد علما وحضارة تنفع الناس ولا تتعارض مع شرع الله .
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿18﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿19﴾ وَاللَّـهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿20﴾ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن وَاقٍ ﴿21﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ ۚ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿22﴾
سورة غافر
يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿1﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿2﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿3﴾ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿4﴾
سورة التغابن
فأنظروا أحبتي في الله إلى الأيات وأمعنوا النظر فيها مرارا وتكرارا فالله يأمر بإستخراج تلك المخرجات العلمية لتثبيت الدين والإخلاص في العبادة وتدعيم الخلق الكريم ويحرم تسخيرها في هدم الإسلام أو نشر الفساد وهدر الكرامة فحضارة الأمة المسلمة أضحت تاريخا وآثار وثقافة خلفناها خلف ظهورنا ويقول المؤرخ الإنجليزي ويلز في كتابه معالم تاريخ الإنسانية : -
" إن أوروبا مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية والتجارية "
والإسلام أحبتي في الله يحث على الحضارة النافعة ويواكب المدنية الراشدة والتطور المفيد .
مع التحية والتقدير
وليد شلبي
[/b][/center][/color]