تتشكل الثقوب السوداء عندما تنهار النجوم، التي تبلغ كتلتها 20 ضعف كتلة الشمس، بسبب قوة جاذبيتها الهائلة، عند الأطوار النهائية من حياتها، وتزن معظم الثقوب السوداء حوالي عشر الكتلة الشمسية Solar Mass، بعد أن يتلاشى الغبار، وتواجه نماذج الكمبيوتر لدورة تطور النجم، صعوبة في تكوين ثقوب سوداء تفوق هذا الحجم.
أما الثقب الأسود الذي تمت معرفة وزنه مؤخرا، فتبلغ كتلته نحو 16 كتلة شمسية، ويدور في مدار بصحبة نجم في مجرة ماسير 33 اللولبية، والتي تبعد 2.7 مليون سنة ضوئية عن كوكب الأرض، بحيث يشكلان معاً النظام الذي يعرف باسم "M33 X-7".
وأثار هذا الثقب الأسود حيرة علماء الفلك، بسبب حجمه الهائل الذي يفوق النبوءات النظرية.
وصرح جيروم أوروز، أحد أعضاء فريق الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، لموقع "لايف سبيس" الإلكتروني "إننا نواجه صعوبات باتباع النظريات المتعارف عليها، في تفسير هذا النظام، لأنه هائل للغاية."
كما أن الثقب الأسود الذي يقع في M33 X-7 هو أبعد ثقب أسود نجمي شوهد على الإطلاق، ومن الممكن أن تساعد هذه النتائج، التي ستنشر تفاصيلها في عدد أكتوبر/ تشرين الأول مجلة "نيتشر"، على تكوين نماذج من أنظمة ثنائية محتوية على ثقب أسود ونجم، فضلا عن إمكانية تفسير أحد أكثر الانفجارات النجمية سطوعا، التي تمت رؤيتها.
كسوف الثقب الأسود
ليس من الممكن مشاهدة الثقوب السوداء، لأن كافة المواد والضوء التي تدخلها، تعلق بالداخل، وبالتالي، تكتشف الثقوب السوداء عن طريق مراقبة تأثيرات قوة جاذبيتها على النجوم القريبة منها والمواد التي تدور من حولها.
ويمر النجم المصاحب في "M33 X-7" مباشرة من أمام الثقب الأسود، كاسفا بالكامل انبعاثات الأشعة السينية التي يصدرها الثقب، كما تمت مشاهدته من الأرض مرة واحدة على مدى ثلاثة أيام، وهو النظام الثنائي الوحيد المعروف الذي يحدث فيه هذا، الأمر الذي مكن علماء الفلك من أن يقوموا بحساب كتلتي كل من النجم والثقب بدقة تامة.
ويشير المساران الدقيقان الذي يتبعهما كل من النجم والثقب الأسود، إلى أن النظام تعرض لمرحلة عنيفة من مراحل تطور النجم، تعرف بمرحلة "الغلاف المشترك"، والتي ينتفخ النجم خلالها بشكل كبير جدا لدرجة أنه يجذب الثقب إلى غلافه الغازي.
إلا أنه حدث أمر غريب لنظام "M33 X-7" في هذه المرحلة، أدى لتكوين ثقب أسود بهذا الحجم المهول.