--------------------------------------------------------------------------------
كم تود أن تبكي ليس لأنك حزين ولكن لأن البكاء هو آية الصدق وبرهان لاحتراق المشاعر المتأججة فيك حين تلقى من تحب ،،،
كم تود أن تنتشل نفسك عنوة من بين أصدقائك وأنت تحتفل معهم بعرس زفافك ،، ألهذه الدرجة تكون أنا نيا ليلتها ؟؟
بعد أن قضيت معهم ليالي ممتلئة بالراحة والإنشراح وآنست منهم ولهم وتقاسمت معهم الحزن والفرح والبؤس والأمل واقتسمت
وإياهم رغيف الخبز وعلبة (البيبسي) تضيق بهم ذرعا وكأنهم عائقا بينك وبين سعادتك ولو لبرهة من الزمن ،،
يحدث نفسه:-ما هي إلا ساعة أو ساعتين حتى أفرغ كل بكائي
نعم سأبكي لأن للبكاء في صدر من تحب جمال لن يتكرر وأنى له أن يضيع من بين يديه فرصته تلك ،،،،
استغربت شروده في ليلة عرسه
- أليس من المفترض أن يشع وجهك بالنور والحبور
- ليس شرود ولكنها دهشة السعادة
سألني (هل هناك من هو أسعد مني على ظهرها)
غامرني شعور بالسعادة فكم يسعدني أن أرى صديقي سعيدا بعد سنوات من التلهف والحنين بعد (عزوبية) كادت أن تسرق منه رونق
شبابه وزهرات عمره ،،
- وأخيرا جاءت يا أبا نواف وكأن هذه الليلة موعد لتفجير لغم ظل فتيله يشتعل لسنوات طويله ،،
عاشقان على موعد مع الشموع ،،
والمطر ،،
ما أروعهما
وما أتعسنا حين نعيش حياة لا تعرف غير جدران غرفنا الملطخة بالوحدة والجمر
وجوه كالحة أدمن على رؤيتها وكأنها تصفع صباحاتنا بالقهر
وتعلق أرواحنا بغربة تنتمي إلى جيش من الدموع وأحزاب من اللهفة
ليال ترتل صلاة الاستسقاء وتبتهل للخالق أن يمطرها بغانية ناهدة تسرق منا الملل وتلعن الرتابة ،،
تخلع صمتها لتلبسني قصيدة البعث والحياة
تشعرني بأني رجل تأخذ بيدي تراقصني على نغمات رغبتها
قال لي أحدهم ذات يوم
- أليست المرأة سببا للتعاسة ،، ألا تتفق معي على أنها مثل كأس الخمر ما إن تصحو من سكرته حتى تلعنه ولتعن بائعه..!
-قلت له ( الخمر لعنة العقل والمرأة رحمة له
المرأة ترنيمة الروح ،،
وسيمفونية الحياة الرائعة
وترجمة لقصيدة لم ينطقها شاعر من قبل
تمطر على قلبك زخات من الحلم ونشوة من الوله وبراكينا من الرغبة
تنساب عليك أنهار أنوثتها فتسري في جسدك حياة أخرى
العزوبية ذنب لم نقترفه ولن نحاسب عليه لكنه أقسى من تلك الذنوب التي نرتكبها ثم نتوب منها فالذنب حين نرتكبه وإن كان
يعذب ضمائرنا إلا أن العزوبية تعذب ضمائرنا وأرواحنا وقلوبنا فقط العقل وحده يبقى متيقظا ليستقبل أنواعا جديدة من العذابات التي
لا تنتهي ،،
ما أجمل أن تنام على همس المحبوب وتصحو على أنامله وهي تداعب خديك وكأن عصافير الدنيا قد أقبلت لتحصر وليمة حبكما
أليست الحياة بلا حب جريمة ،، تعاقبك عليها حواسك ،،
تمر أمامك امرأة تلتهم عيونها ثم لا تلبث أن تشعر بأن تلك العيون سهم يخترق صدرك فلا تملك أمامه إلا أن تهرب منك وتهبط على أجنحة متكسرة ،،وقلب حزين وخاطر عبثت به ثم رحلت متجاهلة كل تلك النداءات الصارخة في أعماقك
ليلة صديقي تتساقط عليها زهور الياسمين ،، وتقاسيم أمنيات
لن ينام
من المؤكد أنه لن ينام حتى لا يغيب عن حلمه اللذيذ
لكني سأعود وحيدا أقابل وجوه أصدقائي الكالحة وجدران غرفتي الصدئة ،،
كان معنا بالأمس جثة متكومة تمتلئ بالحلم فقط ،، لقد دخل الجنة صديقي الليلة ،، ونحن لا نزال في النار ،،! هذه هي الحقيقة
سيسألها
- هل بلغت روحك سن الرشد أم تجاوزت سن اليأس مثلي ؟
- سيردد أغنيته التي كان يعشقها
( بعد هناي معك يا حبيبي لوراح عمري أنا ما اندمش)
تركته ينفض غبار عزوبيته
وأنا
ارتديته من جديد
هنأته وعزيت نفسي وآليت ألا أحضر حفلا بعد اليوم
حين يموت أحدهم تذهب لتعزية أهله ،، ولكن حين يتزوج تهنئه ثم تعزي نفسك ،،،،
http://albokary.maktoobblog.com/
مدونتي