[b]في هذه القصة ( الدرس الاخير ) للكاتب الكبير محمد عبدالولي حيث تدور احداث هذه القصة بين طلاب ومدرسهم .. وتصور حب الطلبة لمدرسهم .. بينما تنتهى القصة ولم تحدد مصير هذا المدرس الرائع ..
لا اطيل عليكم ... اليكم نص القصة ...-----------
( الدرس الاخير )
* محمد عبدالوالي
(( كان الفصل هادئا : ثلاثون طالبا يتنفسون بهدوء وينظرون بعيون قلقلة الى الباب
فبعد دقائق سيدخل المدرس ليلقي اخر دروسه
في الايام العادية وفي مثل هذة اللحظات يكون الفصل كامل الفوضى : يتفاذق الطلبة
بالطباشير ويصيحون متلفظين بكلمات بذيئة
وقد تجد احدهم في احدى الزوايا يعبى فمة ببقايا رغيف بينما عيون نهمة تتابع حركات
يدية وفمة وقد يحمل طالب اخر كرسيا يقف علية امام السبورة ليكتب شيا يجول في خاطرة
بخط صغير ضعيف ويقهقة اخر وهويصحح لة اخطاءة , واذا دخل المدرس فجاة
ياخذ الضجيج في خفوة الطلاب وهم يدافعون وهم في الطريق الى امامكنهم ويسود الهدو
وتكون العيون قلقة حائرة وخائفة وعيون تشعر بذنبها ولكنها بعد خروج المدرس
بلحطات تعود الى العمل نفسة اما اليوم فالامر يختلف الجميع يجلسون بهدؤ
وصمت عميق وعيونهم الصغيرة المتطلعة دئما بفضول تنظر بحيرة الى الباب والسبورة
وكرسي المدرس الخالي كل طلبة الفصل السادس يجمعهم اليوم لاول مرة شعور بقلق
حقيقي بالهيبة امام هذا الدرس الاخير
منذ عام دخل مدرس فصل شاب في السادسة والعشرون ذو شارب صغير وانيق
ونظارات تبدو خلفها عيون شابة حالمة قوية واثقة من نفسها وصلعة صغيرة تزحف بهدوة لتسيطر على الراس ذو الشعر الاسود
كان هذا المدرس في ذالك اليوم بالنسبة للطلبة شخصا غريبا لكنةاصبح حبيبا قريبا فيما بعد لم يكونوا يتوقعون ان ياتي يوم يجلسون فية بهذا
الهدوء هدوء الماتم ليعود مدرسهم بصمت يملؤة الاحترام والغضب لماذا يجب ان يودعو مدرسهم انهم يحبونة اكثر من حبهم للدمرسة
نفسها والدرس الوحيد هو درسة الذي لا يغيب فية اي طالب كانت كلماتة تنبع دئما من القلب بصوت هدى رزين وعميق لتستقر في تلك القلوب
الصغيرة المملوة بحب للحياة قلوبهم التي فتحها المدرس لتشرف على عالم واسع فمن فمة سمعو لاول مرة كلمات جديدة
الشعب الامة الوطن وكيف ان يحبو لجميع انهم سمعو الكلمات نفسها من مدرسين اخرين ومن ابائهم وهم يقرءون الصحف ولكنهم سمعو منة معاني جديدة
وجميلة لم تزل العيون متعلقة بالباب والمدرس لم يدخل بعد انهم يشعرون لاول مرة بحاجتم الية والى احاديثة والى صوتة الحزين لماذا تاخر ؟
لم يتمنو مرة واحدة ان يغيب عنهم انهم لا يصدقون مطلقا انة سيودعهم اليوم بالذات وربما الى الابد لن يروة بعد اليوم في فصلهم ولن يسمعو صوتة وفتح الباب
بهدوء لم يشعر احد متى دخل المدرس ولم يشعر هو متى قامت الطلابة لتحية يمنية
دخل بهدوء ونظر الى الجميع وابتسامة حزينة على وجهه وعينية المتاملتينومرت لحظات التقت خلالها عيني المدرس بعيون كل الطلبة لتحية صامتة
اجلســـــــــــــــــــو اجلســــــــــــــــو
ولكن الطلبة ظلو واقفين ابتسم المدرس وجلسو بعد ان جلس هو على كرسية
عادت الذكرى بالطلابة من جديد الى اليوم الاول حين دخل المدرس الفصل لقد سمعو عنة كثير قبل ان يصبح مدرسا
لهم سمعو عنة وقاراا قبل ان يروة
وكم كان فرحهم حين علمو انة سيكون مدرسا لهم ومدرسا للتاريخ دخل في ذالك اليوم وعلى شفتية ابتسامة لم تكن حزينة كتلك التي يرونها اليوم انهم يتذكرون
كيف بداء درسهم الاول وقد تحدث اليهم كانة اخ اكبر منهم لم يفرض عليهم احترامة ولكنهم وجدوانفسهم يحترمونة وهو يخط على السبورة باحرف انيقة عنوان الدرس الاول
(تاريخ اليمن )
لم يحدثهم عن الاشياء التي كتبت في الكتاب المدرسية وانما قال لهم اشياء جديدة عن حضارات قديمة عن اصالة شعب صنع حضارات وبناء سدود واقام في البلاد جنة صغيرة
اليمن السعيد -- ومن التريخ القديم عاد الى الحاضر وبهدوء تحدث اكثر فاكثرعن بلادهم المقسمة الى شمال وجنوب
وهاهم اليوم يلتقون في الدرس الاخير وفي فصلهم الصغير ذي الجدران القديمة والنوافذ الواسعة وذكريات عام كامل
تتماوج في خاطرة وفي خاطر كل طالب والمروحة المعلقة في منتصف الصف تدور في هدوء )) __________________
[/b]