إن أهم ما يواجه المسيحيين من المعضلات هو :
- أن ما بين أيدينا اليوم ليس الكتاب المقدس، وإنما ترجمة يُظن أنها له ، أما النسخ الأصلية للتوراة والأناجيل فهي غير موجودة ، إنها مفقودة .! وبالتالي فما بين أيدينا لا ندري هل هو ترجمة حقيقية أم مزيفة ؟ إذ لا بد من إحضار الأصل لمعرفة الحقيقة ، والأصل دونه خرط القتاد ([3]) .
- من هم الكتّاب الذين كتبوا هذه الكتب ؟ إنها تنسب إليه ولكن لا يوجد أي دليل يؤكد هذه النسبة ؟
- ومتى كُتبت هذه الكتب ، وفي أي زمن ؟ وكم بينها وبين موسى أو المسيح عليهما السلام ؟ إن علماءهم حائرون في ذلك أشد الحيرة ([4]) .
- ومن هم المترجمون الذين ترجموا هذه الكتب إلى اللغات المختلفة، وما حالهم من الصدق والصلاح والأمانة ؟ إنهم مجهولون ! فكيف يُبنى دين على الجهل بأهم ركن من أركانه : كتابه المقدس .
إن الاختلافات الهائلة الموجودة في الكتاب المقدس والتي أوصلها بعضهم إلى ثلاثين ألفاً، وبعضهم إلى خمسين ألفاً ، وبعضهم إلى مليون ([5]) ، والتناقضات الصارخة في الروايات مثل نسب المسيح عليه السلام بين إنجيلي متى ولوقا وتناقضهما مع التوراة ([6]) ، والتحريفات الخطيرة بين النسخ المعتمدة لدى الكاثوليك والبروتستانت، والتي اعترف بها علماؤهم بكل صراحة ([7]) ، إن كل ذلك يزيدنا يقيناً في اعتقادنا بتحريف هذه الكتب ، وخصوصاً إذا علمنا أن أبرز رسول معتبر في المسيحية كان من أشد أعدائها ، وكان حريصاً على اضطهادها، واضطهاد أتباعها والقضاء عليهم ، وها هو قد تحول إلى رسول عظيم بنظر النصارى ، بمعجزة ادّعى أنها حصلت له على طريق دمشق ([8]) .
وقد جعل بولس من المسيح إلهاً ليكون هو الرسول المنفرد، ليتيح لنفسه عندئذ أن يحلل ويحرم كما يشاء ، فنقض الختان، وقد كان فريضة ، وعولم المسيحية وقد كانت لخراف بني إسرائيل الضالة فقط ، ومزج ديانته الجديدة بأمشاجٍ مختلفة من الفلسفات والوثنيات المختلفة التي كانت سائدة في البلاد آنذاك . ونسخ بولس كل تعاليم الميسح عليه السلام القائمة على التوحيد المطلق، والإيمان بالله عز وجل، والإيمان بالمسيح عليه السلام كنبي ورسول لله رب العالمين([9]).
وهذا ما حدا ببرنابا إلى الشجار والاختلاف معه، لأنه أدرك أن بولس يريد أن ينحرف برسالة المسيح عليه السلام من التوحيد إلى الوثنية الرومانية، لكي ينال الحظوة والشهرة عند السلطة، وبين الناس .
وانتصرت المسيحية البولسية فعلاً، وتلاشت مسيحية عيسى عليه السلام بين ضجيج الكذبة ، وصخب الدجالين ، واضطهاد السلاطين ، وما نشاهده اليوم هو المسيحية البولسية التي لا تمت إلى المسيح عسيى عليه السلام بأي صلة . إنها خليط من أديان البراهمة والبوذيين ، ووثنيات الرومان ، وفلسفات اليونان وغيرهم ، وقد أثبتت ذلك المقارنات الناصعة ، والنصوص الساطعة ([10]) .
وياعجباً : بدلاً من أن يحظى بولس بلعنة المسيحيين، ومقتهم ، وكراهيتهم، لأنه حرّف دينهم ولعب به ، وعبث بأصوله، ينال رضاهم ويحظى بتقديسهم وتمجيدهم !! فاعجب من أمة جنحت إلى هذا المهوى ، وسقطت في هذا المثوى .
لقد نجح المؤلف الدكتور محمد وصفي رحمه الله تعالى في الاستشهاد لكل فكرة بنص يؤيده من الأناجيل أو رسائل بولس ، ليصل بالقارئ إلى نتيجة مهمة مؤداها أن التحريف لم يطمس الحقيقة كاملة، وإنما طمس بعضها وظلت هناك شواهد قائمة هي بمثابة المنارات التي ترشد إلى الطريق في وسط ذلك الظلام المدلهم .
إن النصوص التي يُستشهَد بها على ألوهية المسيح عليه السلام نصوص غامضة تتجاذبها آلاف الاحتمالات ، وإلى جانبها نصوص واضحة كالشمس في إثبات التوحيد، والكمال، والتنزيه للباري عز وجل، ورسالة المسيح عليه السلام ، فأيهما أولى أن تُحمل النصوص الغامضة المعارضة لبدائه العقل على النصوص الوضحة المتآخية مع العقل أم العكس ؟! ([11])
وروايات الصلب متناقضة أيما تناقض في أحداثٍ كثيرة ، ومواضع خطيرة ، لا يصعب على الباحث المتفحص أن يكتشف مواطن الكذب ، ومواضع التحريف ، بل ومواطن الحق أيضاً، مثل هذا النص الذي يصرح بكل وضوح بأن المسيح عليه السلام رُفع إلى السماء :
" وأخرجهم إلى بيت عنبا، ورفع يديه وباركهم ، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء" ([12])، ومثله ما جاء في مرقص" ثم إن الرب ارتفع إلى السماء " ([13]) وهذا ما صرح به كتاب الله عز وجل : } بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {([14]) .
إن القرآن الكريم هو رسالة للمسيحيين جميعاً بمختلف طوائفهم ليصححوا دينهم، وليعرفوا المسيح عليه السلام على حقيقته، ولينبذوا خرافات بولس وأباطيله ، ووثنيات قسطنطين وأضاليله، إنه رسالة قصدت إصلاح المسيحية وإنقاذها من استحواذ الشياطين، وتخريفات المبطلين . } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ { ([15]) } وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عليه { ([16]) } وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ { ([17])
وجاء القرآن تصحيحاً لأفاعيل الرهبان، وتلاعباتهم بكلام الله عز وجل وفضحاً لما حرفوه ، وتصحيحاً لما زيفوه ، وكشفاً لما كتموه : }الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ { ([18]) } إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُون َ{([19]) }إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{([20]) .
إن القرآن الكريم رسالة لكل مسيحي يحب المسيح عليه السلام أن ينبذ الهوى ، والتقليد والتعصب ، ويقبل الدعوة القرآنية بكل جوانبها التصحيحية : } قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ { ([21])
فالمسيح عليه السلام من أعظم رسل الله جل وعلا ، ومن المقربين والمكرمين } إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ { ([22])
وهو ليس أكثر من رسول ، إنه رسول مثله مثل آلاف الرسل الذين أرسلهم الله عز وجل إلى الناس لهدايتهم وتصحيح طريقهم } مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ{([23])
والمسيح عليه السلام يعتز بعبوديته لله عز وجل، لأن عبودية الله عز وجل محض السيادة } لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا { ([24])
والمسيح عليه السلام ليس إلهاً، ولا أقنوماً في شركة إلهية، لأن الله عز وجل واحد أحد، لا شريك له : } يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا { ([25]) .
والمسيح عليه السلام ليس الله، بل رسول من أجلّ رسل الله عز وجل، يأمر بالتوحيد ويحض عليه ، وينهى عن الشرك ويحذر منه } لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ { ([26])
وجاء في إنجيل يوحنا : " وهذه هي الحياة الأبدية : أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، وأن يسوع الذي أرسلته " ([27])
والمعجزات التي جاء بها المسيح عليه السلام هي من أدل الدلالات على نبوته ورسالته وقربه من الله عز وجل مثله مثل غيره من الأنبياء ، وهو يؤكد في القرآن الكريم ، بل وفي الأناجيل على أنه لا يفعل شيئاً من المعجزات إلا بإذن الله ، انظر إلى عبارة القرآن وتأمل فيها ثم قارنها بما جاء في الأناجيل المعتمدة اليوم يقول الله عز وجل : } إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ { ([28])
لا حظ كم يكرر القرآن الكريم كلمة بإذني حتى لا يضل الناس في فهم هذه المعجزات، فما هي إلا تأييد من الله عز وجل لنبيه المسيح عليه السلام، وتصديق له، والمسيح لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، اليس هو القائل : " أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " ([29]) ويعترف بأن إرادته تابعة لإرادة الله جل وعلا : " ولكن ليس كما أريد أنا ، بل كما تريد أنت " ([30]) ولما رأى الناس يعجبون بمعجزاته ويمجدونه قال لهم : " كل شيء قد دُفع إلي من أبي " ([31]) .
إن القرآن الكريم يستحق الشكر والامتنان من كل مسيحي يبحث عن الحقيقة ، لأنه يجد فيه ضالته، ويخرج به من حيرته . ولذلك نجد كثيراً من العلماء المسيحيين الذين اهتدوا إلى الإسلام ، بعد أن تطمئن قلوبهم إلى كتاب الله عز وجل ، لا يعرفون الوسيلة التي يعبرون بها عن شكرهم لله عز وجل ، ولا يجدون العبارات التي تعبر عن سرورهم وطمأنينتهم بالقرآن الكريم ، فيتجهون مسرعين إلى التأليف والكتابة لإخوانهم من المسيحيين ناصحين لهم، ومشفقين عليهم، ومن هؤلاء : عبد الأحد داوود الذي كتب كتابه " محمد في الكتاب المقدس " والقس المصري إبراهيم خليل أحمد الذي كتب كتابه " محمد في التوراة والإنجيل " والرسام الفرنسي مسيو إتين دينيه - ناصر الدين - الذي كتب عدة كتب منها " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " و " ربيع القلوب " و " وأشعة خاصة بنور الإسلام " و " الحج إلى بيت الله الحرام " ، ومحمد أسد صاحب كتاب " الطريق إلى مكة " ومراد هوفمان صاحب كتاب " الإسلام كبديل " و " الطريق إلى مكة " وغيرها ...
وختاماً أقول : لا أجد وصفاً معبراً عن واقع الحال في الديانة المسيحية المعتمدة اليوم في الكنائس مثل قوله تعالى : " الضالّين " هذه الكلمة المفردة الممدودة مرتين بالمد المثقل الكلمي والمد العارض للسكون، وهذا المد يعبر حقاً عن اللعبة البولسية والقسطينية التي أضلت ملايين النصارى عبر أجيال متطاولة وحرفتهم عن عقيدة التوحيد، كما أنها حولت رجلين هما بولس وقسطنطين من استحقاق اللعنة التاريخية والأممية إلى مراكز القداسة والعظمة ، ولا يوجد أضل من قوم يقدسون عدوّهم ويمجدونه ويعدونه رسولاً .
إن كتاب الدكتور محمد وصفي // المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام // كتاب مهم في بابه، وأدعو الإخوة جميعاً إلى قراءته ونشره والتعريف به فهو جدير بذلك . والله أعلم .
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين