كالعادة نسيناه كما ننسى كل شيئ كما ننسى اسماءنا وانسابنا ومفاتيح سياراتنا وهواتفنا وديوننا وكما ننسى غلاء الاسعار وزواج الصغيرات وعنوسة الكبيرات وكما ننسى بؤسنا وافراحنا وكل شيئ وحين يذكر في مجلسنا نتساءل : من هو؟ اووووه اللي رجم بوش بحذاءه نقهقه بسخرية : ذلك المجنون !وماذا فعل ! حتى أسعار الأحذية لم ترتفع كل ما جناه ذلك الغبي شهرة مؤقته جعلت منه بطلا لعدة دقائق يا لذاكرتنا مثقوبة كالغرابيل القديمة المصدئة كنت أثق أننا سوف ننساه حين أصبت بنشوة الفرح قليلا وكتبت معلقة حينذاك ثم ندمت ليتني كتبت مرثية لبطلنا المنتظر !
يتكرر الأمر كثيرا كان صدام من قبله يهدد اسرائيل بالقنابل والصواريخ لمحو دولة اسرائيل ونجاد أقسم أن لا يطأ امرأته حتى يمسح تضاريس اسرائيل من خارطة الكرة الأرضية واجتمع العرب من قبل ومن بعد على أن يقاطعوا اسرائيل وصرخوا وانتفخت أوداجهم حتى أشفقنا على وجوههم أن تنفجر
ثم يعودون إلى مراقصهم عفوا أقصد قصورهم يلعنون كل من يتجرأ على المساس بثوابت اسرائيل ثم يعودون فرادى ومجموعات يركعون ويسجدون لربهم الأبيض يتسولون السلام كما تتسول العاهرة رداءها الذي نسيته في مخدع عاشقها
ولسان حالهم يقول قاتليهم يا أمريكا خلصينا من الإرهابيين اذهبي أنت ومن معك فقاتلوا إنا هاهنا صامتون مستنكرون
ونحن الشعوب نحن لسنا مغلوبين على أمرهم بل كائنات هلامية رمزية الجميع يذلنا حتى أصبحنا عبيدا مزخرفين بالوهم
نسينا من قبل أن يرمي المنتظر بالحذاء أننا قد لطمنا بالحذاء في عمق كرامتنا وشرفنا وعروبتنا
وحين رمى الرجل بالحذاء أكبر زعيم استغربنا نحن أصبنا بالذهول لأن حكامنا لا يسمحون لنا أن نبوس على أحذيتهم ثم أفقنا ليت أنا لا نفيق
وماذا يفعل الحذاء أمام ترسانة اسرائيل النووية وأمام مخزن امريكا وجيوشها المستلقية في موانئنا وشواطئنا ليل نهار الرابضة في أوطاننا والتي تراقبنا بصمت وتملي علينا ما نفعله حتى كيفية نومنا وجلوسنا وقيامنا وقعودنا
نسينا لحضتها أن جيوشنا عفوا أقصد كلابنا قد دربت على حماية أسيادها فقط ونحن لا نملك حتى رفع الحذاء مسكين ذلك المنتظر حين خانته الكلمات صدق معه الحذاء وحين صدق معه الحذاء خانته شعوبه المزيفة التي هللت يوما لتنتكس كعادتها اليوم الآخر
وماذا ينتظر من شعوب صدأت قلوبها وهي تمارس طقوس العبادة اليومية والشرك الأحمق في محاريب الحكام
شعوب تقصفهم أمريكا واسرائيل كل يوم تدوسهم كالصراصير وهم يصفقون لك بالحذاء فكيف خدعوك ليزجوا بك في قعر السجن وتخرج منه بطلا اعلاميا لعدة ثوان ثم تعود كأن لم تكن شيئا
ألم يأمرنا الله تعالى بأن نعد لهم ما استطعنا ؟!! هل كان حذاؤك كل ما استطعناه ؟ أم أن المليارت التي نشتري بها الأسلحة لا تقوم مقام الحذاء أتدري من يستحق اللطم بالحذاء