قبل سنوات تم الإعلان عن تعز حاضنة لمهرجان العيد الفضي الـ 20 للوحدة اليمنية، والذي سيقام في 22مايو 2010م، وتم حينها الإعلان عن رصد المليارات لغرض تنفيذ مشاريع تنموية حيوية ترد لتعز الاعتبار، وتجعلها على مستوى من مواكبة الحدث، يأتي في مقدمة تلك المشاريع التي أعلن عنها حينها المطار والميناء وحل مشكلة المياه، إلى غير ذلك من مشاريع تنموية تتلاءم مع مبلغ ضخم بحجم المليارات التي تم رصدها.
وها نحن اليوم على مقربة من 22مايو 2010م ولا يفصلنا عنه إلا أيام معدودات، لكننا لا نرى أثراً لأيِ من مظاهر الاستعداد (الاستراتيجي) بادياً على وجه تعز (المدينة) فضلاً عن الريف، مما جعل الناس تتساءل عن مصير تلك المليارات؛ أين ذهبت؟ وفي أي مثلث برمودي تم (بلعها)؟ وإذا كانت ما زالت على قيد الحياة فإلى متى ستنتظر؟ أليس حراماً أن تبعثر وتعز تموت ظمأً؟ وكيف لها أن تستقبل ضيوفها أو أن تظهر الفرحة وهي بهذا الوضع المزري والوجه العابس والهيئة الرثة؟
كم أرثي لحال تعز، وكم أرثي معها لحال أولئك المسؤولين الذين لن يجدوا ما يقصون الشريط من أجل افتتاحه، لا شيء جديدا طرأ على تعز سوى ما تشهده من انفلات أمني غير مسبوق عم المدينة أكثر من القرية، وجعل قطرات الدماء أرخص سعراً وأكثر وفرة من قطرات الماء، ولقد بات واضحاً أن المستهدف من ذلك الانفلات هو تعز قيماً وثقافة يليها في الاستهداف الحكم المحلي كمطلب جماهيري وسياسي ملح منذ بداية الوحدة وإلى يومنا هذا، فلم يكتفوا بما تعرض له قانون السلطة المحلية من مسخ، ولا ما تعرضت له طريقة الانتخاب من تشويه، حتى عمدوا إلى الإساءة إلى ما تبقى فيه من أشياء لا نقول إنها جيدة، بل لأنها غير سيئة، والهدف هو أن يصل الناس إلى حال يلعنون فيه اليوم الذي طالبوا فيه بحكم محلي، بل ويخرجون إلى الشوارع هاتفين مرحباً بالمركزية.
وبالعودة إلى ما بدأناه من حديث عن عدم جاهزية تعز فلا أظن أن أمام القوم من حل سوى حل (المركزية)، وهذا ما يبغونه فعلاً على غرار ما حصل في إب في آخر مهرجان بعيد الوحدة.>
نعم (المكيجة) لا سواها هو ما ستحصل عليه تعز من تلك المليارات، فلا يهم مشاريع ولا تنمية بقدر ما يهمهم أن تبدو تعز أمام ضيوفها (مزركشة) ضحوكة طروبة، وكأنها تعيش (زمان الوصل في الأندلس) يحسدها من يراها لأول مرة من فرط سعادتها المصطنعة، كما هو مطلوب من براعم تعز وفلذات أكبادها أن تتقمص دور براعم الوحدة المرفهة المنعمة التي تنعم بطفولة آمنة في ظل الحكم الرشيد، وأن يعبروا عن فرحتهم بمزيد من الرقص والغناء والتصفيق حتى يتوارى عن وجوههم فلاش الكاميرا وتتوارى خيوط شمس 22مايو عن تعز، وبعدها لايهم أن تعوند حليمة إلى عادتها القديمة، وأن تأتي زخات المطر لتزيل عن وجه تعز ذلك المكياج المستعار، ولا يهم أن تلهث براعم الوحدة حافية الأٌدام في الأزقة والحارات باحثة عن دبة ماء.
ومن هنا فإن أدعو أبناء تعز ليفتحوا أعينهم ليروا عملية المكيجة تمارس هذه الأيام على قدم وساق وبدون خجل أو حياء.
صحيفة الشعب ..الاصلاح نت