قبل أقل من شهرين على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 بجنوب أفريقيا ، يتزايد القلق في أسبانيا حاليا بشأن قدرة كل من فيرناندو توريس وسيسك فابريجاس وأندريس إنييستا على استعادة مستواهم البدني المعهود قبل المونديال وذلك بعد التعافي من الإصابات التي يعانون منها.
ولعب النجوم الثلاثة الشبان دورا مهما في فوز المنتخب الأسباني بلقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) ولكن الشكوك تحوم حاليا حول إمكانية استعادتهم لمستواهم البدني العالي قبل مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
وذكرت محطة "كادينا كوبي" الإذاعية أمس الاثنين في العاصمة الأسبانية مدريد أن "الإصابات ضربت المنتخب الوطني قبل كأس العالم وهو أمر مزعج للغاية".
وأجرى توريس عملية جراحية أمس الأول الأحد في برشلونة لإزالة غضروف بالركبة اليمنى ، وذلك بعد رحلة برية استغرقت 30 ساعة بسبب إغلاق المطارات وحظر السفر جوا في أوروبا حاليا بسبب بركان أيسلندا.
وهذه هي العملية الجراحية الثانية التي يجريها توريس في ركبته في غضون ثلاثة شهور.
ويغيب توريس بسببها عن الملاعب لمدة ستة أسابيع على الأقل ليغيب عن باقي مباريات ليفربول في الدوري الإنجليزي هذا الموسم وكذلك عن مباراتي ليفربول أمام فريقه السابق أتلتيكو مدريد الأسباني في الدور قبل النهائي لبطولة الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي سابقا).
ويثق معظم الأسبان في أن فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني سيضم توريس إلى قائمة الفريق في مونديال 2010 ولكن يساورهم قلق شديد بشأن المستوى البدني الذي سيصل إليه توريس قبل انطلاق فعاليات البطولة.
وذكرت إذاعة "ماركا" الأسبانية أمس الاثنين "إصابة توريس مزعجة للغاية... إنه المهاجم الأساسي للمنتخب الأسباني ولكنه سيصل إلى جنوب أفريقيا بدون لياقة المباريات".
ويقود توريس /26 عاما/ هجوم المنتخب الأسباني منذ عام 2005 حيث تحمل هذه المسئولية خلفا للمهاجمين الشهيرين راؤول جونزاليس وفيرناندو مورينتيس.
وسجل توريس ثلاثة أهداف في مونديال 2006 بألمانيا وهدفين في يورو 2008 كان منهما هدف الفوز 1/صفر في المباراة النهائية على المنتخب الألماني بالعاصمة النمساوية فيينا.
وأضافت "ماركا" "الاستراتيجية الهجومية للفريق بأكملها تعتمد على توريس. وبدونه لن يكون هجوم المنتخب الأسباني خطيرا".
وشكل توريس ثنائيا هجوميا مثيرا وخطيرا مع ديفيد فيا مهاجم بلنسية والذي تمثل لياقته مشكلة أخرى مزعجة بسبب الإصابة المتكررة في كتفه.
كما يشعر المشجعون ووسائل الإعلام في أسبانيا بقلق مماثل على فابريجاس /23 عاما/ الذي أصيب بكسر في قصبة الساق اليمنى خلال مشاركته مع فريق أرسنال الإنجليزي أمام برشلونة الأسباني في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا ليغيب عن الملاعب لنفس الفترة التي يغيبها توريس.
ولم يلعب فابريجاس قائد فريق أرسنال دورا رئيسيا مع المنتخب الأسباني مثل توريس خلال السنوات القليلة الماضية حيث خاض المباراة النهائية ليورو 2008 بسبب إصابة فيا ولكن كان من المنتظر أن يلعب دورا مهما في صفوف الفريق خلال مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
وذكرت صحيفة "سبورت" الكتالونية أمس الاثنين أن فابريجاس التقى برئيس نادي برشلونة ، خوان لابورتا ، الأسبوع الماضي في الدار البيضاء (كازابلانكا) بالمغرب للتحدث معه بشأن إمكانية انتقاله إلى برشلونة بعد نهاية الموسم الحالي.
كما تترقب أسبانيا كلها استعادة أندريس إنييستا للياقته البدنية العالية قبل المونديال حيث لعب إنييستا دورا مهما في صفوف الفريق خلال يورو 2008 بربط خطي الوسط والهجوم من خلال الاداء النشيط والرائع الذي يتميز به.
وتعرض إنييستا /25 عاما/ لتمزق عضلي في ساقه اليمنى ليغيب عن الملاعب لمدة أربعة أسابيع. ويأمل اللاعب في أن يستعيد لياقته ومستواه المعهود قبل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا والمقررة في 22 أيار/مايو المقبل والتي قد يصل إليها فريقه برشلونة إذا تجاوز عقبة انتر ميلان الإيطالي في الدور قبل النهائي للبطولة.
وأفسدت الإصابات العضلية المختلفة موسم إنييستا الذي يحلم بتجاوز كل هذه الأمور ليشارك في كأس العالم بجنوب أفريقيا.