عيدكم مبارك كأرواحكم.. سعيد كابتسامة أطفالكم..
يجب أن لا نرى للعيد معنى غير هذا، لأننا في النهاية جميعاً مضطرون وملزمون أن نصفع كل من نقابلهم بعبارة «عيد مبارك من العايدين.. عريس.. عروس.. حاج..»..
بالمناسبة أعرف أخاً في الله منذ حوالي عشر سنوات ونحن نعاقبه في كل عيد بقولنا : «عريس» ومشكلة هذا الأخ أنه مرتبط منذ ذلك الزمن الغابر بفتاة تشبه كبش العيد كثيراً، فسعرها يزداد كل عام على الرغم من أن وزنها يتناقص، وصارت حتى الآن خاسرة «أربع» ويمكن العام القادم تكون أم رأس.
المهم أخونا هذا كغيره حدد موعد عرسه في العيد؛ ولكنه في ليلة كل عيد يدعو الله قائلاً: «ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا» أما هي فكلما قلنا لها معيدك عروس «فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم».. المهم العيد عيد العافية.
تعرفون لا أحد يشعر بروعة العيد ومعناه سوى الأطفال؛ كل ما يهمهم هو أنهم يلبسون جديداً؛ حتى لو كان من الحراج المهم حاجة أول مرة يلبسونها.
أما نحن الكبار فنظل نجلد أرواحنا بهموم ما أنزل الله بها من سلطان، هذا يقول أنا مهموم لأن بدلة العيد حق ابني رخيصة، سعرها بس ألفين.
وهذا مهموم لأنه لم يستطع شراء الأضحية أو لأنها لم تكن بالحجم والسعر الذي في نفسه.. وهكذا تمر اللحظة دون أن نشعر بها أو نغتنمها.. وتنحصر همومنا، هل سنأكل لحماً وكيف يمكن أن ندبر قيمة قات وجعالة عيد؟!.
«العيد فرحة سواء أكان بلحمة أو فرخة» طبعاً هذا مطلع أغنية من تأليف أختكم الفقيرة إلى الله تعالى؛ المهم أننا نجد من نحبهم لايزالون يسكنون حنايا الروح.. ألا تعتقدون أن هذا يكفي لنكون سعداء..؟.
وعلى فكرة أنتم في صباح كل يوم ترددون أذكار الصباح وتتعوذن بالله من «الجبن» في صباح هذا العيد اجعلوا دعاءكم «اللهم إنا نعوذ بك من الجبن والكبش واللحوم بكافة أنواعها وأسعارها.. اللهم أفرغ علينا صبراً وعدّي هذا اليوم على خير».
بعدها اعطوا أنفسكم فرصة النظر في عيون الأطفال؛ ستجدون المعنى الآخر للعيد، المعنى الأكثر نقاءً، المعنى الذي لا ندركه نحن المتلبسون بكل تلك الهموم.
عموماً لا أعتقد أنا أن هناك هماًََ أكبر من أن يمر هذا اليوم دون أن نعيش تفاصيله تماماً كالأطفال.. وستظلون أنتم الخير لكل عام.. وعرساناً وحجاجاًَ.