طفولة تنتهك في أكوام النفايات

ِِِِِِِِِِِِطفولة تنتهك في أكوام النفايات
وجدي السالمي

مررت بهدوء كنت أفكر بمكان تكون فيه وريقات القات بطعم الفستق .. هكذا كان تفكيري إلا أنه سرعان ما تغير عندما رأيت طفلاً يبحث في برميل القمامة وقفت أنظر إليه وهو يتسلق أحياناً وينبش ما بداخله وأحياناً يجمع المتناثر على جوانبه .. انتابني الفضول لرؤية جسده الصغير ينتهك بين أكوام النفايات وبخت نفسي عندما ذكرت بأني طالب في كلية الحقوق ولا أستطيع إنقاذ مثل هذه الفئة في المجتمع عن طريق منظمة أو بأي وسيلة أخرى .

وعدت أنظر إليه متسائلاً لماذا لا يمارس حقوق طفولته البريئة قفزاً وجرياً ومرحاً ككل أطفال العالم ؟! حاولت أقترب منه وصدمت عينأي بنظرات حزينة وخاوية ، وجسد نحيل اعتلته قسوة الزمان .. سألته متردد عن ماذا يبحث في هذه الأكوام المتعفنة ؟ ونصحته هذا مضر بصحتك (الناس المارة في ذاك الشارع في حيرة وأنا أستوجبه) هو ينظر إلي نظرة لا مبالاة ولولا أنه بين أكوام النفايات لقلت أنها نظرات متعالية !! حدق باتجاهي برهة ثم أنصرف بوجهة مواصلاً عمله وهو يقول بنبرة هازئة: والجوع .. ما يضر بالصحة .. أنصد مت بإجابته غير المتوقعة وفضلت الصمت والانصراف إلا أنني جعلت نفسي كأنني ذلك الناشط الحقوقي المتخصص بحقوق الطفل وبفضول الحس الصحفي أيضاً حاولت أن أخرج من صدمة إجابته للتابع البحث عن عمل آخر غير هذا .. توقف إتكئ عن عصاه التي يستخدمها للنبش وقال بسخرية : إيش أعمل؟ مديراً أو وزيراً أو عندك وظيفة ؟ وألحق بعبارة (ربما أنت ليس موظف ذاتك) ويقصدني .. أنصد مت مرة أخرى وأشد من السابقة إلا أنه أراد أن يرفع عني شيئاً من الحرج فقال : أشتغلت فترة في بيع الماء واللبان وما خلتنا البلدية في حالنا .. ضايقونا وصادروا ما نمتلكه وأخذوا علينا ما نحصله .

سألته بعد أن تعرفت على اسمه .. هل تدرس يا بشير؟ وعاد يعمل بالنبش ويقول : إيش من دراسة وإيش من طلي .. ما لقينا حق اللقمة .. وأستدرك وهو يتحدث بذات النبرة .. لا وبعد ين ما فعلوا أصحاب الشهادات؟! هم مثلنا إما في الجولات يبيعون أو في الشوارع .. وأختتم بضحكة أو مجانين !!

استعدت ذاتي في ضحكاته ونظرت بعقلي إلى نفسي وقلت الحمد لله أنا لست من أياً من هذه الفئات التي ذكرها بشيربما في ذلك ــــ والله أعلم ــــ فئة المجانين !؟ أدهشني باختصاره للواقع بفلسفته البسيطة التي جاءت عن عقله الممتلئ بالذكاء الذي ذبل قبل أوانه ..

حينها أثارني وكنت أريد أن أحمل أباه مسئولية تواجده هنا فشعوري بالمرارة في تلك اللحظة لا يزلها ولو مؤقتاً سوى أن أجد من أحمله المسئولية عنه وعن أمثاله من هذه الفئة .. فقلت في نفسي :الحقوقيين إن جاز التعبير يتحملوا معظم هذه المسئولية ..

سألته:هل لك عائل ؟ وإذا بالجواب يتدفق وكأنه كان معلقاً على طرف لسانه كقطرة العرق المعلقة على أنفه:أعول أمي وإخواني .. سألته : وأين أبوك ؟ قال:تركنا ولا نعرف عنه شيئاً ناس يقولون جنن وناس يقولون سافر..يحرك النفايات بعصاه ويبحث عن شيئاً ما يجده..وبالوقت نفسه كان بعقله الباطني يبحث عن خيار راجح من تلك الخيارات التي طرحها الناس بشأن أبيه .

ولم يجد شيئاً إلا أنه قال لي : أبي مريض .. ويواصل وأمي مسكينة .. فهي طريحة الفراش تشقي أحياناً في البيوت وشهور ترقد في البيت بسبب المرض وأنا (.....) لم ينطق وعبرت دموعه تسابق كلماته وأبتلع ريقه بصعوبة ثم لم يعد ينتظر فهو خبير بالنبش . .ولكنه أستأنف كلامه قائلاً : وأنا هنا أبحث في هذه الأكوام عن أي شيء يبتاع قطع عصير .. خبز يابس .. او أي حاجة ... ويغضب من هذا الاستجواب ويقول لي : رحلك بحالك .. لن أستطيع الانصراف بعد كل هذا الاستجواب .. حاولت أن أخرجه من هذه الحالة الكئيبة التي سيطرت عليه وعليّ أيضاً وقلت له .. أسألك آخر سؤال .. لكن لا تسخر مني .. أجاب : اسأل.. فقلت له : ماذا تتمنى ؟

صمت طويلاً وكأنه لديه شريط طويل من الأمنيات والأحلام وأبتسم لكن الابتسامة كانت ساخرة من السؤال والا اطمئنان على الحال .. وأجاب : أتمنى أن أعيش كريماً .. فكان لي معه موقف (أحتفظ به لنفسي) فانصرفت من جانبه بجسمي وعقلي معه وأنا أسأل نفسي ..أين تلك المنظمات التي تتشدق بحقوق الطفل لماذا لا تتبني مشروعاً يكفل هذه الفئة.. إذا كانت فعلاً تؤمن وتقدس معنى الحقوق بشير وأمثاله بحاجه إلي من ينقذ هم من أكوام النفايات لتعود لهم الابتسامة ويعودوا إلي التعليم لأن هذا النظام لا يجيد إلا صناعة الجوع والفقر والبطالة...ولا يعترف إلا بحقوق القوي .

لاحول ولا قوة بالله..

يالهذه الحالة المحزنة،ويالهذا الوضع المزري،وماهي إلا حالة من ألآف الحالات المشاهدة بأم
العين عند كل برميل
قمامة ومكب نفايات،
وفي الشوارع العمة وعند التقاطعات والإشارات..

هذا هو البلد الأمين
هذا هو اليمن الجديد
هذا هو المستقبل الأفضل

شعارات زائفه لطالما رفعها نظامنا السياسي في وجه معارضيه ليخرج منتصراً في كل الجولات الإنتخابيه ويأريته اعطى للناس ربع ماأعطوه ..
اخي الكريم: قبل مانعتب على المنظمات الحقوقيه يجب أن نعتب على نظامنا السياسي الذي نذر نفسه للتسول في كل عواصم العالم تحت مبرر حل مشاكلنا ولم يحل مشكله حتى الأن فمازال هناك من أفراد الشعب من يعيش على مقالب النفايات.

والله إني أستحي عندما أنظر للرئيس صالح وحكومته وهم يشحتون من العالم جهارا نهارا ليجنوا أمولا كيره يسخروها للحفاظ على كراسي الحكم ولو شحتوا وأعطوها لهولاء المساكين قد تكون سبب في دخولهم الجنه بعد كل ماأقترفوه بحق هذا البلد الأمين.

شكرا أخي وجدي على الصرخه المدويه التي أوصلت به ألام شريحه من النسيج الإجتماعي المكون لليمن الحبيب ولقد كان مقالك هذا أقوى من تلك البرامج الهشه التي نشاهدها في الفضائيات المختلفه.
أتمنى لك التوفيق من كل قلبي

الشكر لك ايها الزعيم المعارض جلال الدوسري
وأنت ايها المناظل المتألم مروان الحمودي الشكر لتقيمك...نعم تجاوزت انا دور وزارةالشؤون الإجتماعيةإتجاه اطفال الجولات وبراميل القمامة الأطفال البائعين للمناديل في خطوط السيارات صباحآ المتعلمون مسائآ..لماذا لا تشمل هم مايسمى بظمآن الإجتماعي الذي كشوفاته مفخه بأسماء المشائخ وأبناىهم...انا لاأصبحوا المشاىخ هم الأرامل والإتام والعجزه و المتسولين ...

أخي وجدي

أسمع صرخات أحرفك
تدوي في الأرجاء، تستغيث بها للضعفاء
في وجه الظلم والطغيان..

ولكن:
‏~لقد أسمعت إذ ناديت حيآ..ولكن لاحياة لمن تنادي.

ترى هل ذا الكلام سيسمعه..طغاة العصر في أرجاء بلادي.

لك أطيب تحية
كما هي من خلالك
للعزيز/فكري قاسم..

واسفأأأأأأأأأأأأأأأأأأة
وين اصبح اليمن ووين اصبحنا
هل من منقذ
ام ان الوضع سيستمر هكذا
من الذي اوصلنا الى هذا الحد
الم يكن هو هذا الملعون المتغطرس
انه هو
هو
الفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد

يمن جديد ومستقبل أفضل

الوطن ضاحية فقيرة لم انس ما يحدث لبشير
مر ياوجدي عبر الطرقات الترابيه والمزفلته واكوام القمامات
بين عمارات منطفئ النور فيها ستجد لصوص وكلاب وفقراء
اطفال بلا سراويل هائمين وسط الكلاب على اكياس القمامة.
قف وتحدث معهم واخبرهم عن الوطن الجديد الثري بالملاهي
وقصور الاغنياء.
أخبرهم عن اطفال وبنات مسؤلينا ،وهم يلعبون في باحة قصر السلطان.
خذهم بين احظان كلماتك وتلفظ معهم بالكلمات ،حبيبي ياقرة عيني ،
باولدي الصغير..
أعلم ان الصبح سياتي وستبعث من جديد.

ايها الاخ و الصديق لقد طفح الكيل يا وجدي يا صديقي فلقد ايقضت مشاعرنا و هيجت دموعنا و نحن نقرأ هذه اللوحة الفنية التى غفى عنها الكثير من الكتاب و تجهلها كل المسؤولين و اصحاب الشأن ... مزقت قلوبنا فنحن لا نستطيع ان نعيش بلاضمير .....بلا احساااااس ........بلا مشاعر بلا مالا نهاية .........
ياأسفه عندما ارى مشهدا لطفل متشرد ...طفل متشرد يستجدي المارة في الطريق فتاره تجده يلملم ما يبيعه من القمامه ليسد رمقه ورمق افواه اخرى تعلقت برقبته يعيلها ويسد رمقها ايضا ...على بدنه اشلاء بالية .......وفي داخله فؤاد ممزق ...وقلب جريح ....يحاول الحصول ولو على ابتسامة ....يعتبرها افضل من قطعة نقود.....او قطعة خبز ......وبعد مشوار طويل ......ينام .....ينام فوق اوراق من الكرتون ...والبرد كأنه اشواك تخترق جسمه الصغير .........يترقب شروق شمس يوم جديد .....لعله يحمل معه شعاع امل قريب.

» الفرق بين طفولة الشباب والبنات..........
» اكتشاف اول موقع لدفن النفايات السامة باليمن من منجزات صالح ونظامه