عبدالله البردوني يرد على قصيده ابي تمام
رائعة أبي تمام ( السيف أصدق أنباء من الكتب )
الـسيف أصـدق أنـباء من الكتب
فـي حـده الـحد بين الجد واللعبِ
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
مـتونهن جـلاء الـشك والـريبِ
والـعلم فـي شـهب الأرماح لامعة
بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ
أيـن الـرواية بـل أين النجوم وما
صاغوه متن زخرفٍ فيها ومن كذب؟
عـجـائباً زعـموا الأيـام مـجلفةً
عـنهن في صفر الأصفار أو رجبِ
وخـوّفوا الـناس من دهياء مظلمةٍ
إذا بـدا الـكوكبُ الغربي ذو الذنبِ
وصـيّروا الأبـرُجَ الـعليا مـرتبةً
مـا كـان مـنلقباً أو غـير منقلبِ
يـقضون بـالأمر عنها وهي غافلةُ
مـا دار فـي فـلكٍ منها وفي قطبِ
لـو بـينت قـط أمـراً قبل موقعهِ
لـم تـخف ماحل بالأوثان والصلبِ
فـتح الـفتوح تـعالى أن يحيط به
نـظم من الشعر أو نثر من الخطبِ
فـتح تـفتح أبـواب الـسماء لـه
وتـبرز الأرض فـي أثوابها القشبِ
يـايوم وقـعة (عمورية) انصرفت
عـنك الـمنى حـفلاً معولة الحلبِ
أبـقيت جـد بني الإسلام في صعد
والـمشركين ودار الشرك في صببِ
لـقد تـركت أمـير الـمؤمنين بها
لـلنار يوماً ذليل الصتخر والخشبِ
غـادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى
يـقله وسـطها صـبح مـن اللهبِ
حـتى كـأن جلابيب الدجى رغبت
عـن لـونها أو كن الشمس لم تغبِ
ضـوء مـن الـنار والظلماء عاكفة
و ظلمة من دخان في ضحى شحبِ
فـا لـشمس واجبة في ذا ولم تجب
والـشمس واجـبه في ذا ولم تجبِ
وحـسـن مـنقلب تـبدو عـواقبه
جـاءت بـشا شته عن سوء منقلبِ
لـم يعلم الكفر كم من أعصرً كمنت
لـه الـمنية بـين السمر والقضبِ
تـدبـير مـعتصمٍ بـا لـله مـنتقم
لـلـه مـرتقب فـي الله مـرتغبِ
لـم يـغز قـوماً ولم ينهض إلى بلدٍ
إلا تـقـدمه جـيش مـن الـرعبِ
لـو لـم يقد جحفلاً يوم الوغي لفدا
مـن نـفسه وحدها في جحفلٍ لجبِ
رمـى بـك الله بـرجيها فـهدمها
ولـو رمـى بك غير الله لم تصبِ
أجـبته مـعلناً بـالسيف مـنصلتاً
ولـو أجـبت بغير السيف لم تجبِ
حـتى تـركت عمود الشرك منقعراً
ولـم نـعرج عـلى الأوتاد والطنبِ
إن الأسـود أسـود الـغاب هـمتها
يـوم الكريهة في المسلوب لا السلبِ
تـسعون ألفاً كأساد الشرى نضجت
جـلودهم قـبل نضج التين و العنبِ
يـارب حـوباء لـما أجتث دابرهم
طابت و لو ضمخت بالمسك لم تطبِ
خـليفة الله جـازي الله سـعيك عن
جـرثومة الدين و الإسلام والحسبِ
بـصرت با لراحة الكبرى فلم ترها
نـال إلاّ عـلى جـسرٍ مـن التعبِ
أبقيت بين الأصفر المصفرِ كاسمهمُ
فـر الـوجوه وجـلت أوجه العربِ
************************************************** ************************************************** ******************************
ويأتي هنا الرد عليها من الشاعر اليمني عبدالله البردوني
مـا أصدق السيف! إن لم ينضه iiالكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق iiالغضب
بـيض الـصفائح أهـدى حين iiتحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها iiالـغلب
وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء iiبلا فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم iiكسبوا
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن iiإلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم iiواغتصبوا
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو iiشربوا
مـاذا جـرى... يـا أبا تمام iiتسألني؟ عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما iiالسبب
يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو iiالنقب)
مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) مـا iiصلبوا
الـيوم عـادت عـلوج (الروم) iiفاتحة ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب iiوالسلب
مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال iiولم نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم iiوالكتب
فـأطفأت شـهب (الـميراج) iiأنـجمنا وشـمسنا... وتـحدى نـارها iiالحطب
وقـاتـلت دونـنا الأبـواق iiصـامدة أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو iiهربوا
حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا وإن تـصدى لـه الـمستعمر iiانسحبوا
هـم يـفرشون لـجيش الغزو iiأعينهم ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن iiيـثبوا
الـحاكمون و»واشـنطن« iiحـكومتهم والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا iiغربوا
الـقـاتلون نـبوغ الـشعب iiتـرضيةً لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم iiالـقُرَب
لـهم شموخ (المثنى) ظـاهراً iiولهم هـوىً إلـى »بـابك الخرمي« ينتسب
مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل iiكذبت أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه iiالذهب؟
عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على وجـودها اسـم ولا لـون.ولا iiلـقب
تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) iiاتـقدوا ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا iiالـشهب
قـبل: انتظار قطاف الكرم ما iiانتظروا نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها iiالتهبوا
والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا iiبلغوا نـضجاً وقـد عصر الزيتون iiوالعنب
تـنسى الـرؤوس العوالي نار iiنخوتها إذا امـتـطاها إلـى أسـياده iiالـذئب
(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني نـسر وخـلف ضلوعي يلهث iiالعرب
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا iiأبتي؟ مـليحة عـاشقاها: الـسل iiوالـجرب
مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا iiثمن ولـم يمت في حشاها العشق iiوالطرب
كـانت تـراقب صبح البعث iiفانبعثت فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو iiوترتقب
لـكنها رغـم بـخل الغيث ما iiبرحت حبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي ii»يمن« ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف iiأنا؟ شـبابة فـي شـفاه الـريح iiتـنتحب
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
أرعـيت كـل جـديب لـحم iiراحـلة كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ورحـت مـن سـفر مضن إلى iiسفر أضـنى لأن طـريق الـراحة iiالتعب
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما iiسفر رحلي دمي... وطريقي الجمر iiوالحطب
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى iiفـأنا فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي وحـولي الـعدم الـمنفوخ iiوالـصخب
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم iiأنشده لـكن لـماذا تـرى وجـهي iiوتكتئب؟
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على iiصغري؟ إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف iiتعتجب؟
والـيوم أذوي وطـيش الـفن iiيعزفني والأربـعـون عـلى خـدّي iiتـلتهب
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على وجـه الأديـب أضـاء الفكر iiوالأدب
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين iiعلى نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى ii(ملك) يـحثك الـفقر... أو يـقتادك iiالـطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) iiانطفأت فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ iiيـبدأه ولادة مـن صـباها تـرضع iiالـحقب
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف iiمـبكيةٍ مـن رهبة البوح تستحيي iiوتضطرب
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا iiدمـنا ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
سـحائب الـغزو تـشوينا iiوتـحجبنا يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا iiالسحب؟
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« iiبـارقنا (إن الـسماء تـرجى حـين iiتحتجب)
(إن الـسماء تـرجى حـين iiتحتجب)
بصراحه وقفت حائرا بين هذه الكلمات
وقررت ان انقلها لكم لكي ارى ارائكم فيهما
وهل كان الشاعر اليمني على حق فيما قال ام ان ابي تمام كان على حق
لا ادري انتضر ردودكم