المكاسب من حرب صعده....
هل فعلا إن هناك مكاسب من حرب صعده أصلا ؟ و هل وقف الحرب مكسب .. و من هو المستفيد ؟؟؟
طبعاً وقف حرب صعده مكسب لكل اليمنيين أولا . ان الحرب لن يولد إلا الدمار و الشتات و التمزق . و كان من الأجدر أن هذه الحروب لا تنشئ .. جميع العالم يتطلع اليوم إلى الاستقرار و التقدم و الازدهار و نحن نتطلع إلى الجلوس على الكراسي و عدم الاكتراث بهذا الشعب المغلوب على أمره حتى و إن كان بالحرب و التدمير .
و بما أن حسابات الربح والخسارة أو المكاسب والخسائر لا تقتصر علي النظرة الضيقة المتعلق بالضحايا وإنما الحصيلة السياسية في النهاية .
و اذا نظرنا إلى هذه المكاسب في حرب صعدة سوف نجدها تنقسم الى قسمين ... مكاسب للحوثيين ... و مكاسب للحكومة .
مكاسب الحوثيين من الحرب :
الاعتراف بكيان اسمه الحوثيين
في ظل الحروب الستة و الحوثيين يسعون إلى تثبيت هويتهم و المحاولة على الاعتراف بهم ككيان له ثقله الاجتماعي و السياسي و لاعب رئيسي في مناطق شمال الشمال . و هنا تحقق للحوثيين أكثر مما كانوا يحلموا به . فخلال الحروب الستة و بالذات السادسة انتقل الحرب من إطار وطني إلى إطار إقليمي . فالحوثيون كسبوا الكثير من القوى الإقليمية و الدولية إلى صفهم . و أصبحت دول كبرى مثل السعودية تخشى دورهم و تعمل لهم ألف حساب و هذا مكسب كبير لهم .. إذا نظرنا إلى عدد الحوثثين و مناصريهم في الحرب الأولى و اليوم سوف نجد إن الحوثيين حققوا مكاسب عظيمه . في الحرب الأولى كان معظم أبناء اليمن لا يعرفوا من هم الحوثيين أما اليوم فهم بغنى عن التعريف .
المكسب العسكري
في الحروب الستة خاض الحوثيون معارك عديدة اكتسبوا من خلالها مهارات قتاليه عديدة و اثبتوا و برهنوا أنهم قادرين على ا دارة حروب هائلة و طويلة المدى . و استطاعوا أن يصمدوا و يحققوا مكاسب فخمة أمام الآلة العسكرية اليمنية و السعودية . إذا لا نستهن بهؤلا الناس فقد كشفوا لنا أنهم قادرين على المستحيل .
مكاسب سياسية
استطاع الحوثييون إن ينتزعوا مكاسب سياسية كبيره على كافة الاصعده ( الوطني و الإقليمي والدولي ). فعلى المستوى الوطني استطاعوا أن يتنزعو الكثير من الأوراق السياسية و توقيع الاتفاق معهم من قبل السلطة اعتراف صريح و واضح بوجود كيان اسمه الحوثيين و هم يسعون الآن إلى تثبيت هذا الدور و مشاركة الحياة السياسية فمبادرتهم الأخيرة برغبتهم الانضمام إلى اللقاء المشترك و البدء في العمل السياسي من ناحية و الحوار مع المؤتمر من ناحية أخرى إنما هو من اجل السعي إلى تكليل أعمالهم العسكرية بمنجز سياسي هام و فعال في اليمن . على المستوى الإقليمي استطاعوا أن يكسبوا كثير من القوى الإقليمية كقطر و إيران و ليبيا و حزب الله والطائفة الشيعية في المنطقة ( السعودية و البحرين و غيرها إلى صفهم و بالمقابل أصبحت قوى سياسية عظمى تخشى دورهم في المنطقة و تصريحات السعودية الأخيرة بأنها تدرس الحوار مع الحوثيين خير دليل على ذلك .
أما على المستوى العالمي فالعالم ينظر لهم ككيان وطني يسعى إلى تحقيق مطالب سياسية ومعيشية داخلية فعجز اليمن على إقناع واشنطن بان تدرجهم ضمن قائمة الإرهاب مكسب كبير و عظيم لهم .
مكاسب حكومية
لا اعتقد بان الحكومة اليمنية حققت مكاسب كثيرة من هذه الحروب .
فالسلطة لا يهمهما تحقيق الكثير من اجل الوطن بقدر ما أن تحقق انجازات لبقائها في السلطة . عندما تشعر بخطر من جماعة أو حزب فهي تسعى إلى تفتيته و محاربته بشتى الطرق حتى و إن استخدمت كل قواها و الاستعداد خوض حروب غير منتهية معها . نعم أن الحكومة اليمنية حصلت على الكثير من الأموال بالذات من الدول المجاورة بسبب هذا الحرب . و حصلت على الدعم العسكري و مشاركة السعودية في هذا الحرب .و استطاعت أن تدخل الدول الكبرى أمريكا و بريطانيا و التعاون امنيا و لوجستيا معها .
لكن في البداية و النهاية ما هي المكاسب التي تحققت للوطن .... سؤال كبير يحتاج الى الكثير من البحث للإجابة عليه