وحيث تسللت الرغبة في الانفصال وتحولت إلى قناعات لدى المنخرطين في الحراك الجنوبي، وتحديدا في محافظات لحج والضالع وأبين، برز الخطر الحقيقي الذي حذر منه عديد مراقبون والمتمثل بتنامي مشاعر الكراهية بين أبناء الشعب الواحد في الشمال والجنوب، كوقود حرب أهلية طاحنة انطلقت شرارتها الأولى بقتل ثلاثة مواطنين من محافظة تعز الشمالية يعملون في صناعة الحلوى بمنطقة (حبيل جبر) بمحافظة لحج على يد منخرطون في الحراك في العاشر من يوليو دون ذنب اقترفوه سوى أنهم من محافظات شمالية. وتكررت العملية بعد اقل من أسبوع في محافظة الضالع حيث وجد احد مواطني الشمال مشنوقا في وادي زراعي بالقرب من إحدى قرى محافظة الضالع من قبل أتباع الحراك الجنوبي الذين قاموا أيضا بالاعتداء بالضرب على مواطنين من المحافظات الشمالية وتحطيم محالهم التجارية وسياراتهم التي تحمل أرقام محافظات الشمال.
وفيما لم تسجل أي حالة اعتداء على مواطنين جنوبيين في المحافظات الشمالية إلا أن مثل هذه التداعيات الخطيرة أثرت بشكل كبير على حركة مواطني الشمال في محافظات الجنوب، وعملت على تهجير واسع للمواطنين الشماليين المقيمين في الجنوب خوفا على حياتهم من القتل وممتلكاتهم من أعمال النهب والسلب. وهو ما احدث شرخا في نفوس المواطنين، وأعاد للأذهان جرائم التصفيات بالهوية التي شهدها العراق بعد الغزو الأمريكي.
نقلا عن الوحدوي نت