---------------------------
تفوقت اليمن المدعومة لوجستيا واستخباراتيا من قبل أمريكا على أمريكا في ضرب قادة تنظيم القاعدة وعناصرها ، ففي وقت قصير استطاعت القوات الجوية اليمنية من تحقيق انتصارات متتالية ملحقة أضرار بالغة في "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" حيث تمكنت من قتل أهم قادة القاعدة في ضربات مركزة و سديدة وناجحة مائة بالمائة ، فخلال أيام قتل ناصر الوحيشي وبدر سعود العوفي وعمر مسعود ناصر علي زعينة وماجد مصري و30 عنصرا آخرين واعتقال 21 في عملتي أرحب و أبين ، وعبد الله المحضار وآخرين في عملية شبوة وقاسم الريمي العقل المدبر والقائد العسكري للقاعدة في جزيرة العرب وعائض الشبواني وآخرين في العملية الأخيرة والكثير الكثير ممن لقوا مصرعهم في ضربات مماثلة أو تم اعتقاله من قبل الأمن اليمني، يأتي هذا في الوقت الذي عجزت أمريكا عن قتل أو ملاحقة أو حتى معرفة أي أخبار عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وفي الوقت أيضا الذي تقول فيه الأمم المتحدة و أمريكا ذاتها أن اليمن عاجزة تماما وغير قادرة على إلحاق أي ضرر بعناصر تنظيم القاعدة وأنها بحاجة إلى دعم أكبر وتدخل عسكري عاجل وهو ما سيقرر في مؤتمر لندن المزمع عقده في 28 يناير الجاري.
الضربات الموجعة والناجحة كما يصفها المسئولين اليمنيين أفقدت عناصر تنظيم القاعدة جزءا كبيرا من ثقتها وهيبتها التي كانت تتمتع بهما خاصة أنها كانت تعتقد أنها تعيش في مكان آمن وفي دولة دون حماية وليس لها أي إطلاع بما يدور فيها فهي فاشلة عسكريا وأمنيا كما كانوا يعتقدون وهو السبب الذي جعل قادة تنظيم القاعدة سواء كانوا من السعوديين أو من اليمنيين أو من الصوماليين أو غيرهم يجعلون من اليمن ملاذا آمنا لهم لغرض النهوض بالقاعدة وتعزيز مكانتها في جزيرة العرب ، إلا أن الرياح أحيانا تأتي بما لا يشتهي السفن ، حيث أصيب أفراد وقادة تنظيم القاعدة الذين بقوا على قيد الحياة بالهلع والرعب بعد أن أدركوا جدية اليمن وعزمها في محاربة الإرهاب ومنهم " تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" وهذا ما يتبين جليا من القائد قاسم الريمي الذي لقى مصرعه مؤخرا وهو يبحث عن مكان آمن بين الجوف وصعدة شمال اليمن وقد تنقل بين عدة أماكن قبل ذلك ، لعل السبب في هذا النجاح من قبل الجيش اليمني هو القدرات الكبيرة التي يتمتع بها ومعرفته بمكامن هؤلاء العناصر مع معرفته بالطبيعة الجبلية لليمن وكيفية التعامل معا ، وربما قد تم جمع المعلومات منذ وقت مبكر عن مخابئ وأماكن تركز هذه العناصر .
لعلنا أمام أحداث عجيبة و غير معتادة في نظر المجتمع الدولي وخاصة أمريكا الأمر الذي ربما سيؤثر بالقرارات التي سيخلص إليها مؤتمر لندن حيث ستتغير الرؤية العامة عن اليمن وقدراته العسكرية وإمكانياته وخاصة أيضا إن تم تنفيد عدد من الضربات الإضافية الناجحة من قبل القوات اليمنية قبيل المؤتمر.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سترحب اليمن بدخول القوات الأجنبية إليها وخاصة بعد تنفيذ هذه الضربات الموجعة بعناصر تنظيم القاعدة وهل يستدعي الأمر هذا التدخل؟ و ما مدى خطورة القاعدة المهزومة حتى الآن على اليمن وعلى المصالح الأمريكية والغربية عموما ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة .....
----------------------------------