[center][b][color=blue]كانت القرية مبتلة بالندى في ذلك الصباح الذي لا انساه...
....
اصوات الفلاحين تتردد في الحقول الخضراء بوقع جميل ونغمة لا يمكن لاذني ان تنساها ابدا
لاني مشغوف بهذه القريه وكانها تمدني بطاقة روحية عجيبة كلما جنحت روحي للملل والياس
الثمار المتدليه من الاغصان في بعض الحقول واخرى اصبحت جاهزة (للجهيش)
والعجائز يشمرن للعلف وكانهن عجائز في البيوت فقط اما في الحقول فليس فيهن عجوز
غذيت الخطى الى تلك (الشعبه)والشعبة بكسر الباء هي مجموعه من الحقول الصغيره وانا لا اصدق نفسي اني اتنفس هواء طلقا رطبا بعد ان صدئت روحي من عفن المدينة ووهم المدنيه
كانت الطيور تغرد بكلاسيكية تثب معها روحي الى عالم رحب جميل يختال بها الى فرحة وسعادة لا مثيل لها....
وجئت اليها...
كانت تلبس جلبابها الريفي الجميل تمسك (بالشريم)لتقطع الثمار الناضجه كان وجهها البريئ لا يزال غضا طريا كما عهدته من سنوات وكان بعدي عنها لم يزدها الابريقا وحيويه واصرارا اكبر على الحياه عيونه العسليه المغريه تعطيني سنوات من الحب والامل
آه ياسيدتي كم احبك ....
قلت في نفسي..
لو ان الزمن وقف بي لو اني املك محراثا وحقولا واغنا ما لما رحلت عنك
اني احسد اولئك لا شك انهم مليئين بالسعاده الحاج مقبل وعبد السلام وعلي سعيد
انهم لم يذوقوا مر الغربة
حياتهم بسيطه صافية مثل النهر البارد الذي يترقرق من جبل شنان او غيل الحبيل الذي لا ينقطع ابد
وماذا فعلنا بغربتنا
الكثير من نساء القرية يسالن ...:وماذا فعل في غربته ؟؟؟؟
ولكن لا يهم المهم اني رايتها هناك وهي (تصرب)وتملا (الاجاب)بالثمار ةالسبول
اقتربت كنت اعلم انها سوف تفر مذعورة عند رؤيتي ....اقتربت منها رأتني ياللهول اوشكت ان تقطع يدها _صرخت
_امـــــــــــــــــــــــاه امـــــــــــــــــــاه لقد عاد
ترد امها بفتور _من يا بنيتي
_لقد لقد
خانتها الكلمات واحمر وجهها خجلا وفرت مذعوره الى (الشاجبه))حيث كانت امها تلملم ما يتناثر من الثمار....
وفي البيت قالت لي امها _صدقني يا ولدي انها لا تفتا تذكرك في كل وقت وحين وكانها لا تتستطيع ان تحيا بدونك _
ومررت الايام ووقفت هناك على مشارف الرحيل تحاول ان تكفكف دموعها
_ساعود اليك
قلت لها ليلة الوداع
ظللت تبكي الى الصبح
_ولكن لماذا ترحل ؟؟؟
_لنعيش معا
_لا تسافر لا اريد منك شيئا
_ساعود باذن الله ساعود
ولا تزال في عيوني وهي تلوح لي بكف يملؤه الاسى
يتبع[/color][/b][/center]