يا سماوات أرينا الشفقا
يا ســــــــماوات أريــــنا الشَّـفَقا
واحبــــسي الليَّـلَ وهاتِ الفَلقَا
ها هنا نفسٌ بنفــــسٍ شغـفتْ
وفـــــــــؤادٌ لــــــــفؤادٍ عَـــلـقـا
أينَ واحـــــات تــــلاقينا فــقد
طَمَسَ الليَّـــــلُ إليها الطُّـــرقا
كم صــــبرنا لنرى الفـجـرَ فلــــم
يجـــدِ الفـــــجرُ إلينا مَشْــــرقا
لـن نُلاقي خشيـــــةً أو نفــرقا
نحــــــنُ والحـــــبُ ولن نفترقا
وسنحياه مـع الضــــوءِ ولـــو
كلُّ ليلٍ فــــوقنا قــــد أطبــقا
فبغير الحبِ لا يـــــدري ولا
يعــــرفُ القلبُ لمــــاذا خُـلقا
وهبـــــــــاءٌ كلُّهُ العمــــر إذا
كان في غيِر الهوى قـد أُنْفِقَ
ما هو الحب سوى الصدق
مع النفس يأتي نبويا مطلقا
لم نكن نعــــرف قبل الحب
كيف جلال الصدق فيمن صدقا
فســــــماء الله لا يعـــــرفها
غير قلب بالهــوى قد خفقـا
وستحيا كل نفـــــس دونمــا
صلة بالصدق حتى تعشـــقا
لو أتى وجه الصحارى حبنا
أزهـــــر الرمل بها أو أورقا
ولأَعــطى كلَّ نجـــــــمٍ ألقاً
وأتى في كلِّ صبـــــحٍ فلقَ
ومشــى في كل زهد عبقا
يا حبيبي .. رِزْقُنا الحبُّ وأغنى منه ماذا نرتجي أن نُرْزَقا
منه البسنا الدُّنى خُضـرتها
وطرحنا في ضحاها الرونقا
يا حبيبي هـــذه كَـرْمَتُـــــــنا
ماءُها في حبــها قــد عـــتقا
ضمرتْ فيها العناقيدُ وكادت بها أوراقها أن تحرقا
فلماذا نتــركُ الكَرْمَ بهــــــــا
دون أن يـقطف أو يرتحقا
ما لنا لا نرتوي الحب وقد
هيأَ الكأس لنــــا والـدروقا
ووجــــدنا أمنَنـــــــــــا فيه
وأنـزلَــــنا ظـلاً ومـاءً غَدِقَا
يا حبيـــــــبي أتعبَ البعدُ جناحي أمانينـا فأين الملتقى
ولمـــــــاذا كان للأزهــــارِ أن تَتَنَدَّا ولنـا أن نُحـــــــــرقا
أو لسنا بالهوى والحبِّ أغلى من الزهورِ وأزكى عبقا
يا حبيبي طــــال عمرُ الليـل حتى حسبناه علينا مغلقا