هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلّهمو ... هذا النّقي التّقي الطاهر العلم
هذا عليُّ رسولُ الله والدهُ أمستْ ... بنورِ هداهُ تهتدي الأممُ
هذا الذي عمهُ الطيارُ جعفرُ ... والمقتولُ حمزةُ ليثٌ حبهُ قسمُ
إذا رأته قريشٌ قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يرقى إلى ذروة العزّ الذي قصرت ... عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضى حياءً ويغضى من مهابته ... فلا يكلّم إلا حين يبتسم
بكفّه خيزران ريحها عبقٌ ... من كفّ أروع في عرنينه شمم
من جدّه دان فضل الأنبياء له ... وفضل أمته دانت له الأمم
ينشقّ نور الهدى عن نور غرّته ... كالشمس تنجاب عن إشراقها الظّلم
سهلُ الخليقةِ لا تخشى بوادرهُ ... يزينهُ خلتانِ الخلقُ والكرمُ
مشتقة من رسول الله نبعته ... طابت عناصرها والخيم والشّيم
هذا ابنُ خيرُ عبادِ الله كلهمِ ... هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ
هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله ... بجدّه أنبياء الله قد ختموا
هذا ابنُ فاطمةَ الغراءَ ويحكمُ ... وابنُ الوصيّ الذي في سيفهِ النقمُ
هذا ابنُ فاطمةٍ إن كنتَ جاهلهُ ... هذا ابنُ خيرِ عبادِ اللهِ كلهمُ
الله شرّفه قدماً وفضّله ... جرى بذاك له في لوحه القلم
فليس قولك من هذا بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم
عمَّ البرية بالإحسان فانقشعت ... عنها الغياية والإملاق والظلم
كلتا يديه غياثٌ عمّ نفعهما ... يستو كفان ولا يعروهما عدم
من ذا يقاسُ بهذا في مفاخرةٍ ... إذا بنو هاشمٍ في ذاكمُ اختصموا
حمّال أثقال أقوام إذا فدحوا ... حلو الشمائل تحلو عنده نعم
لا يخلف الوعد ميمونٌ نقيبته ... رحب الفناء أريب حين يعتزم
ما قال لا قطُ إلاَ في تَشَهُّدِهِ ... لولا التشهُّد كانت لاءهُ نَعَمُ
من معشرٍ حبّهم دين وبغضهمو ... كفرٌ وقربهمومنجىً ومعتصم
إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل همو
لا يستطيع جوادٌ بعد غايتهم ... ولا يدانيهم قومٌ وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمةٌ أزمت ... والأسد أسد الشّرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من أكفّهم ... سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا
يستدفع السوء والبلوى بحبّهمو ... ويستردّ به الإحسان والنعم
مقدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهمو ... في كل أمرٍ ومختومٌ به الكلم
يأبى لهم أن يحلّ الذّلّ ساحتهم ... خيمٌ كريم وأيدٍ بالندى هضم
أيّ الخلائق ليست في رقابهمو ... لأوّليّة هذا أو له نعم
من يشكر الله يشكر أوليّة ذا ... فالدّين من بيت هذا بابه الأمم
إن تنكروهُ فإنَّ اللهَ يعرفهُ ... والعرشُ يعرفهُ واللوحُ والقلمُ