يوسف بوانا وزير العدل والشئون الإسلامية في حكومة سلطة جزيرة القمر لكبرى من ضمن
الوزراء المسجونين في إطار إطاحة الرئيس أحمد عبد الله سامبي سلطة الجزيرة . فقد
سجنت حكومة سامبي خمسة وزراء من سلطة جزيرة القمر الكبرى بتهمة أنهم كسروا بابا
لمكتب تابع لوزارة سلطة الجزيرة،إلا أن مراقبين يقولون إن اعتقال يوسف بوانا وسجنه
قد يرتبط بمواقفه ومهاجمته جهرا ضد سياسة الرئيس أحمد عبد الله سامبي الرامية إلى
تشييع جزر القمر. وكان يوسف بوانا بصفته وزيرا محليا للعدل والشئون الإسلامية قد
نظم سلسلة من الندوات والاجتماعات لتحذير القمريين عن أخطار المذهب الشيعي في دولة
يدين شعبها بمذهب أهل السنة والجماعة كما اتخذ قرارا يمنع القيام بتعليم أي مذهب في
جزيرة القمرالكبرى غيرالمذهب الشافعي بناء على القانون ألإتحادي الذي صوت لصالحه
مجلس النواب الاتحادي والذي يقنن المذهب الشافعي مذهبا لدولة جزر القمر. وكان مصدر
موثوق قد ذكر أن عددا من الشباب ترسلهم حكومة سامبي إلى طهران لمتابعة دراستهم هناك
، وفي هذا الصدد أعرب الداعية على حاجي في اجتماع سياسي عُقد الأسبوع الماضي " إننا
نخشى أن تصيب جزر القمر ما أصاب الجمهورية اليمنية الشقيقة " وقال "إن الإيرانيين
منحوا جماعة الحوثيين في اليمن عددا من المنح الدراسية ومن خلالها قاموا بتدريبهم
وتكوينهم ليكونوا على استعداد لإطاحة النظام في اليمن" وأضاف قائلا " إن الحوثيين
هم من الشيعة " وحذر القمريين من مغبة انتشار هذا المذهب الذي وصفه بالخطير في دولة
جزر القمر. ويذكر أن هناك تنظيم شبه رسمي يوزع منحا دراسية لدى الأوساط الشبابية
لتعليم اللغة الإنكليزية في كينيا إلا أن بعض هؤلاء الشباب عادوا إلى الجزر بعد
الكشف أنهم أُدخلوا في مدارس شيعية ومنعوا بالصلاة على مذهب أهل السنة والجماعة كما
تعودوا. وقال الداعية على حاجي إنه إذا ستمرت سياسة سامبي في هذا الإتجاه فستستيقظ
جزر القمر يوما وقد أصبحت دولة شيعية لا قدر الله فتصبح حليفا إيرانيا في هذه
المنطقة.
وقال على حاجي إن اعتقال الوزير يوسف بوانا الذي بذل جهودا كبيرة لمنع
انتشار المذهب الرافض يدل على أننا جميعا سوف نعتقل بأمر من الرئيس أحمد عبد الله
سامي الذي بدأ يحكم البلاد دون الاحترام على الدستوربخلقه جوا سياسيا استبداديا غير
ديمقراطي.
والجدير بالذكرأن الإيرانيين فتحوا مركزا كثيرة في جزر القمر، كمركز
لجنة إمداد الإمام الخميني ومركز التبيان والعيادة الطبية التابعة للهلال الأحمر
الإيراني كما فتحوا كليات لتعليم الحقوق والدراسات الإسلامية، وتقوم هذه المراكز
بتدريس اللغة الفارسية وبعض المهن. واستفادت بعض الأسر الفقيرة بمنازل بناها
الإيرانيون لفائدة اليتامى. وقد بدا الوجود الإيراني الشيعي بعد انتخاب سامبي رئيسا
لجزر القمر يتكاثف في أنحاء شتى من الجزر إضافة إلى شيعة آخرين يأتون من لبنان
كموظفين أو عمال لشركة كمور هولدنغ التي يترأسها بشار كيوان وهو رجل أعمال لبناني
قريب من حزب الله الشيعي في جنوب لبنان .
من جانب أخر دعت الرابطة الخيرية التي
تجمع عددا من الدعاة في جزر القمر إلى جميع المنظمات الإسلامية السنية بأن تهتم هي
ـأيضا بوضع جزرالقمر والمذهب الشيعي . وأعرب أحد منتسبيها عن أمله في أن تنتهج
الجامعات الإسلامية السنية سياسة ترمي إلى توزيع منح دراسية إلى فئات من الشباب
الراغبين لمتابعة الدراسات في هذه الجامعات. ومعلوم أن الجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة وجامعة الأزهر لعبت دورا هاما في تكوين وتأهيل دعاة مهرة لمواجهة هذا المد
الشيعي ، إلا أنه ينبغي من الأن فصاعدا أن تعيد الجامعات الإسلامية خاصة الإسلامية
في المدينة المنورة نظرها حول توسيع رقعة توزيع المنح إلى الدول الإسلامية كما كانت
تفعل.