رفقا بها يامالكيها

رفقا بها يا ما لكيـــها
----------------------

خيّم على المكان .. ليل أسو د !

في وضح النهار !!!! شلت حركة القوم .

إلا من تواجد خجول .. وتصفح دامع
يبكي على عهدٍ مضى .. وأطلال ذلك العهد .

تصفح .. يعني رد الجميل لذلك المكان .. فقط .

لعل وعسى

العثور على بقايا من زمن جميل ..

وحرف صريح .. وكلمة تروي عطش النفس .

بحث غير مجدي ... عن ما يسد رمق الفكر ..

هكذا أرى ...

كان المكان يعج بالحركة ... حركة دائبة مستمرة

كخلية نحل

تقود أصحابها إلى البحث عن هواياتهم ..

التي تفرزها عقول البعض الآخر

ومعانقة نسمات الكلام

التي تنحت لوحاتها على صخر صوانٌ صلب أحياناً ..

وعن مصافحة البعض أحياناً أخرى ..

وعن الغوص أحياناً ثانية ... في عمق الماضي

وما يمثله ذلك الماضي .. من قيمة تاريخية وجمالية

تجسد الهوية والانتماء .. في نفوسنا .

أطلال المكان الرتيب توحي للقادم ..

أن فاجعة قد حدثت .. وقد جرفت معها الفرح .

والنسيم العليل .. وعبير الصباح ..
لم تعد هناك رائحة .. للحرف ...

ولا لون للكلمة .. ولا طعم للمعنى ..

فقد مُسخ طعم المعاني كما تمُسخ قلة الملح... الطعام

وتعفنت رائحة الحرف .. الزكية

كما تتعفن الازهار على أغصانها ..

التي ماتت واقفة .. بعد ذبولها ....

بُهت لون الكلمة السوسني ....

الذي كان يشع نظارةٍ وجمالاً ..

كما تُبهت ... ألوان الصباح الجميلة

وتضيع .. بعد اعتلاء الشمس .... كبد السماء .

لبس معظم الناس .. الأسود تعبيراً عن الحزن..

حتى المكان الذي ليس له نفس تحزن ...

فقد بدأ تعيساً .. واعتلت هامته الكآبة .. لماذا ؟؟ ..

لا لشيء ..

وإنما الوقوف في صف قاطنيه ..

الذي يسعوا جاهدين على أخفاء حالة عدم الرضا .

وأنا أحدهم ..

نفسي ... لا تود اللون الأسود

ولا تحب الحزن .. ولا تطيق الحداد .

تعبت الروح من كثرة الوجع ... ومزقها الألم .

ولم تعد قادرة على مكابدة الهموم ..

ولا تقبل المزيد من الوجع

فرفقاً بها .. يا مالكيها .

فقد خاصمها الفرح

وتعانقت مع سرمدية الحزن .

عبدالله الجرادي
تعــــز
4/4/2006م

نفسي ... لا تود اللون الأسود

ولا تحب الحزن .. ولا تطيق الحداد .

الأمل قادم
شكرا لك أخ عبد الله
وسلمت أناملك

» رفقا بالقوارير..!
» رفقا بها.......يا من أنتم عالمها !