عدد الرسائل : 431 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: من فنون التراث الشعبي (مهيوب القدسي) الخميس 27 نوفمبر 2008 - 17:52
أن الحياة في الريف تدل على أن الريفيين خلال موسم الزراعة الأخضر يعيشون أبهج أيامهم وأمتعها، لأنها أيام تفاؤل فعندما تتماوج المزارع بالخضرة، والسنابل، والأحجان، ولاسيما في شهر آب تنتعش نفسياتهم، وتطمئن قلوبهم ـ فيوقنون أن الخير مقبل تام بمشئة الله.. يؤكد لنا ذلك هذا المثل الشعبي: (إذجاء أول الخمسين، وعيالك بالسلامة ، أفعل لهم كرامة) وأول الخمسين في حسبة المزارعين هو أول يوم من آب. والمعنى: إذا أقبل آب . وأفراد أسرتك مازالوا بخير. أكرمهم، لكن ما نوع الكرامة ياترى؟؟ هذا المثل الشعبي، أفرزته سنوات الجدب.. حينما كانت تحدث مجاعة عند بعض الأسر الريفية، وخاصة تلك الأسر التي لاتملك حيزاً وافراً من الأرض .تكفيهم غلاتها على مدار السنة. وأهمها فترة بداية الموسم الزراعي وهي الفترة التي يشحّ فيها المدخر من الحبوب فيقاسون الأمرّين ـ إلى درجة أنهم كانوا يأكلون أوراق الأشجار وغيره، صراعاً من أجل البقاء. ومايكاد شهر آب يصل حتى يستبشرون بنجاتهم، ويأملون بمحاصيل وفيرة. أما نوع الكرامة فإن أول الخمسين أي أول يوم من آب. كان يعتبر عيداً بالنسبة للمزارعين لأسباب التي سبق شرحها. ولذا كان لزاماً على رب الأسرة أن يوفر لأسرته وجبة غداء(صبوح) صباحية تتكون عادة إما من القمح ـ أي البر البلدي ـ أو الدخن. احتفاء واحتفالاً بنجاتهم من موت الجوع وقضائهم على السنة المجدبة وتلك هي الكرامة تكريم لتجاوزهم فترة المجاعة. (إذاجاء أول الخمسين وعيالك بالسلامة افعل لهم كرامة) وهناك نص مهجلي يشي هو الآخر بمحتوى المثل يقول النص: (ياغارة الله قفلوا الباب أول الخمسين بآب) لكن ـ هنا نتساءل ـ مامعنى الخمسين؟؟ يشير المزراعون الريفيون إلى أن الخمسين هي خمسون يوماً من جملة سبعين يوما تظهر فيها النجوم السبعة التي تسمى (بنات نعش) أي أن بداية ظهور الأول تتزامن مع أول يوم من شهر آب. والخمسون هي حسبة لخمسين يوماً قبيل نضوج الجهيش ومختلف الثمار. فشهر آب مثلاً ينقسم إلى ثلاثة مسميات، الأول، والثاني، والثالث ثم يأتي ايلول، وهو شهر علان وينقسم هو الآخر إلى ثلاثة مسميات آخرى الرابع والخامس والسادس. ولما كان الخامس يوافق تمام الخمسين من بداية آب فإنه فيه تنضج مختلف اثمار الحقلية. ولهذا قيل في الخامس (الخامس لهامس) بمعنى استساغة لكل ثمرة لذيذة. لان المزراعين في هذا الموسم يأكلون من كل مازرعته حقولهم. أما في السنة المجدبة، فانهم لايقولون (الخامس لهامس) وانما يقولون ! (إذا جاء الخامس وحولك مابوش لها مس خر خرير النامس) أي ـ إذا جاء علان ولم يكن في حقلك من الثمار والمحاصيل ما تقربه العين وتشبع به النفس فأرحل وابحث لك عن رزق تضمن به قوتك وقوت أولادك لما يكفيك للسنة المقبلة ولاتركن إلى محصول الحقل. غير أن المزارعين يُسبينون في شهر آب مقدار مَرُدد الغلة ـ أي المحصول الزراعي ـ يدل على ذلك هذا المثل الزراعي: (لاجل قبل آب ولاثمرة بعد آب) بمعنى لايستطيع احد التكهن بقلة المحصول قبل آب كما لايمكن أيضاً أن يعتمد على محصول تتم زراعته بعد آب. فآب هو المحور الأساسي الذي عليه تستقيم الزراعة. ولان آب يتوسط عمر الموسم الأخضر ، ففيه تتماوج الخضرة وتكتسي الأرض ثوبا قشيباً وترتدي حلة من ابهى وازهى حللها السندسية وهو ماينعش نفسيات المزراعين ويحرك مشاعرهم.. فيحسون بالحاجة إلى التعبير عن تلك المشاعر ويشعرون بالرغبة إلى الهزيج وإلى الهجيل ،فعن طريق المهاجل ، تتجلى طوايا النفوس عند الريفيين لالتصاقهم بالأرض وانتشائهم بنشوتها، فلم يكن هناك غير الهجيل ولكل مهجل وقت معين .. ففي شهر آب مثلاً تُردد مث هذه المهاجل فيتقدم المجموعة واحد قوي الصوت ــ والمجموعة تُردد بعد كل بيت يردده: (واليوم ماحل الشرق) اليوم أنا شبدأ بربي عالم السر الغابي اليوم انا شبدأ بجبار مالك الليل والنهار اليوم أنا شبدأ بالأمجد الإله الفرد الصمد شبدأ بربي وارتفاعه والذي روحي معه شبدأ برب العرش خلاقي وفاهم منطقي هكذا تبدأ مهاجل الصباح بمطالعها الإيمانية وهي من مهاجل النشوة، بيد انها ترتبط ارتباطاً مباشراً بموسمها . وإن كانت تؤدى في أعمال غير الأعمال الزراعية. ولكونه من مهاجل الصباح فإنه متميز بسرعة الإيقاع، ايحاء بالنشاط المتجدد والانطلاق باعتبار أن المؤدين للمهاجل الصباحية لم يقوموا بعد بمجهود عضلي. ويأتي مهجل الظهيرة بنفس اللحن ولكن بشيء من الايقاع المتزن. (واورد محل الوارده) ياوارد الماء ياورودي هب واريح الباردي ياوارد الماء أوراد أوراد مثلما الحمام شرد ياوارد الماء ياوريداني من الماء اسقيتني ياوارد الماء يامورد ياكحيل العين رد من الملحوظ ان مهاجل منتصف النهار شبه ملتهبة من شدة العطش والتوق إلى الارتواء فلذا تكثر فيها عبارات الواردية. والاشتهاء إلى السقيا والماء.. على المردد لها يروي غلته، أو يأوي بل يتخذ من الظل مكاناً وتلك هي سمة مهاجل الظهيرة على حين أن مهاجل العصر وقبل الغروب تتميز بالايقاع البطيء. ويغلب عليها طابع الرتابة، لأنها مهاجل الرواح، وتأتي بتلك الميزة ايحاء بانهاك القوى المبذولة طيلة يوم كامل. وحيث إنه كسابقيه فردي جماعي فإن المجموعة تردد هذه اللازمة (واليله واليله دان) ويردد الهاجل أمثال هذه النماذج: وروح الليل من جنابه حن قلبي واتعبه وروح الليل يامحنا ياشبيه عود القنا وروح الليل روحوا الغود عرفهم جاوي وعود وروح الليل وارواحه وأسالك لاتجرحه
محمدالحيدري
عدد الرسائل : 4605 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: رد: من فنون التراث الشعبي (مهيوب القدسي) الخميس 27 نوفمبر 2008 - 17:58
حلو كثير هذا الي ندوره
حتى نكون متميزين
ابوسلمان القادري
عدد الرسائل : 8437 العمر : 43 الدولة : اليمن تاريخ التسجيل : 12/11/2008
موضوع: رد: من فنون التراث الشعبي (مهيوب القدسي) الخميس 27 نوفمبر 2008 - 18:37
اكيد ولازم يثبت
عزيز الكريمي
عدد الرسائل : 431 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: رد: من فنون التراث الشعبي (مهيوب القدسي) الإثنين 1 ديسمبر 2008 - 14:11
لسه ماشفت حاجه نشكر كل من مر وترك بصماتة
عزيز الكريمي
عدد الرسائل : 431 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: رد: من فنون التراث الشعبي (مهيوب القدسي) الإثنين 1 ديسمبر 2008 - 14:13
لسه ماشفت حاجه نشكر كل من مر وترك بصماتة
عزيز الكريمي
عدد الرسائل : 431 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
موضوع: رد: من فنون التراث الشعبي (مهيوب القدسي) الإثنين 1 ديسمبر 2008 - 14:13