طومسون رويترز تجمع الصحفيين المصريين حول قضية أخلاقيات المهنة
نشرت بتاريخ - الاربعاء,17 يونيو , 2009 -11:16 41 القاهرة (رويترز) - امتلات القاعة عن اخرها في الفندق المطل على النيل بالمدعوين من كبار الصحفيين والاعلاميين في الحفل الذي أقامته مؤسسة طومسون رويترز يوم الثلاثاء في القاهرة بمناسبة صدور (دليل أخلاقيات المهنة للصحفيين) الذي يهدف الى ارشاد الصحفيين واشراكهم بالتفكير في سبل مواجهة مواقف ومعضلات أخلاقية.
ووضعت المؤسسة الدليل باللغتين الانجليزية والعربية بتمويل من تركة خصصتها الصحفية منى مجلي التي توفيت في فبراير شباط 2007 بعد صراع مع مرض السرطان.
تحدث في الحفل كل من جو وير مديرة البرامج بالمؤسسة وادموند بلير رئيس مكتب طومسون رويترز في مصر والسودان وبول هولمز الصحفي السابق في رويترز ونائب رئيس شركة روبنسون ليرر ومونتجومري وهو مؤلف دليل الاخلاقيات.
وقال الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة في مصر في كلمته ان الدليل يفتح الباب أمام نقاش حول منظومة متكاملة من الاخلاقيات لا تمس مهنة الصحافة وحدها بل كل جوانب الحياة.
وبدأت مؤسسة طومسون رويترز نشاطها عام 1982 بهدف دعم الصحفيين في الدول النامية وتتبنى المؤسسة حاليا قضايا ومشروعات تعليمية وانسانية منها خدمة الاخبار والاتصالات الالكترونية للجهات العاملة في مجال الاغاثة من الكوارث ونشر التعليم وتكنولوجيا المعلومات والدعم المالي والتدريب الصحفي من خلال منح دراسية ودورات تدريبية للصحفيين.
وتمتعت منى مجلي بالنزاهة والالتزام المهني خلال رحلتها الصحفية التي زادت على 20 عاما وحين علمت عام 2004 أنها مصابة بالسرطان قررت ترك وديعة لدى جيل جديد من الصحفيين متمثلة في احترامها لاداب المهنة وأخلاقياتها.
ولدت منى في مصر وظلت بها حتى بلغت السادسة عشرة ثم غادرتها الى الولايات المتحدة لتصبح -كما تقول كارولين دريس رئيس تحرير منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في طومسون رويترز- "مزيجا فريدا من الشرق والغرب" اذ حافظت على جذورها قوية في المنطقة أثناء عملها مراسلة في كثير من المواقع بالشرق الاوسط والولايات المتحدة وأوروبا.
وأضافت أن منى مجلي تركت وقفا لتشجيع الالتزام باداب الصحافة وأخلاقياتها وأن مؤسسة طومسون رويترز طبعت (دليل أخلاقيات المهنة) ليسترشد به الصحفيون في العالم العربي وخارجه "وفق المبادئ الصحفية المعمول بها في وكالة رويترز للانباء حيث عملت منى".
وقالت ان الدليل الاسترشادي وضعه هولمز الذي تولى منصب محرر الشؤون السياسية والاخبار العامة في وكالة رويترز للانباء بين عامي 2002 و2007 وهو حائز على زمالة أخلاقيات المهنة من معهد بوينتر للدراسات الصحفية وان هذا الدليل الذي يقع في 54 صفحة يستقي مادته من "دليل رويترز الاسترشادي للصحافة" الذي وضع هولمز فكرته وجمع مادته.
وقامت نادية الجويلي الصحفية بالنشرة العربية لوكالة رويترز للانباء والمستشارة بمؤسسة طومسون رويترز بتعريب الدليل حيث التزمت في الترجمة بجوهر المادة الاساسية للنص الانجليزي مع اضافة أمثلة من واقع الاعلام العربي.
ويقول الدليل ان دور الاخلاقيات يبدأ من حيث ينتهي دور القواعد والقوانين اذ يجد الصحفي نفسه أمام أسئلة منها.. كيف ينبغي التعامل مع معلومات من شأنها أن تعرض انسانا ما للخطر..
ولم يهدف هولمز الى أن يقدم دليلا شاملا لصحافة أخلاقية بل يقدم اقتراحات ويسعى لاكساب الصحفي خبرات تمكنه من معالجة القضايا الصعبة معالجة أخلاقية انطلاقا من أن مهمته التي "تتسم بقدر هائل من المسؤولية" كما يطرح أسئلة شائكة عن مواقف يتعرض لها الصحفيون ويتركها بلا اجابة بهدف دفع الصحفيين للبحث عن اجابات من زاوية أخلاقية.
ويضيف أن في وكالة رويترز تودع قيم الصحافة الاخلاقية في وثيقة (المبادئ المؤتمنة) ومنها الاستقلال والنزاهة وعدم التحيز.
وتضم معايير السلوك المهني في رويترز عشر "قواعد مطلقة" يلتزم بها الصحفي ومنها اعتبار الدقة "أمرا مقدسا" وتصحيح أي خطأ دون التملص من المسؤولية وحماية مصادر المعلومات وعدم الكشف عنها للسلطات وعدم اللجوء الى النقل عن مصادر مجهلة الا في حدود يكون فيها واضحا للقارئ طبيعة المصدر فاذا قلت ان "مسؤولا اطلع على الوثيقة الرسمية عن الاستراتيجية قال كذا" فهذا يساعد القارئ على تقييم الخبر بدلا من الاكتفاء بنسبة الخبر الى "مصدر رسمي".
ومن هذه المبادئ أيضا عدم تضمين رأي في أي خبر أو تحويل الخبر الى مقال رأي وعدم ادخال أي تغيير على الصورة الفوتوغرافية وألا يدفع الصحفي "أبدا أموالا لمصدر مقابل الحصول على خبر ولا يقبل رشوة مطلقا.. هذا خطأ لا يغتفر... بكل بساطة ليس هناك في مهنة الصحافة هدية خالصة لوجه الله" وتتمثل أوجه التأثير على الصحفي في الهدايا والسفريات أو تقديم خدمة للاقارب.
ويشدد الدليل على ضرورة تجنب الاختلاق أو ما يعرف بالفبركة ومنها اختلاق تفاصيل أو اقتباسات في خبر أو ادعاء الصحفي أنه كان موجودا في مكان لم يكن موجودا فيه. كما يوصي الصحفي بتكوين مصادر في كل جوانب القصة الصحفية لان الاقتراب "أكثر من اللازم" من مصدر بعينه ربما يؤثر سلبا على زوايا القضية ولهذا ينبغي أن تقوم العلاقة مع المصادر على المهنية والاحترام والانصاف والثقة.
ويطرح الدليل أسئلة حول اتخاذ بعض القرارات الاخلاقية بخصوص نشر خبر ما.
فعلي سبيل المثال ما الفائدة التي ستعود بالنشر على أكبر عدد من الناس.. وكيف يشعر الصحفي لو أنه شخصيا موضوع الخبر.. وليست هذه دعوة لتجاهل كتابة الخبر لان الصحفي سيواجه نفسه بسؤال اخر هو.. كيف سيدافع عن قراره اذ قرأ خبرا عنه في الصفحة الاولى في صحف الغد.
ويسجل الدليل أن تاريخ الصحافة حافل بنماذج لصحفيين تصرفوا بعجلة ثم ندموا مشددا على ضرورة أن يسأل الصحفي نفسه سؤالين.. ما الذي أعرفه بالفعل. وما الذي ينبغي أن أعرفه. وعليه ألا يتسرع في الكتابة بدافع الحماس للفوز بسبق ما وألا يجازف بنشر موضوع غير متكامل.
وتحت عنوان (تضارب المصالح) يورد الدليل أمثلة منها الحساسية الناشئة لدى الصحفيين الذين يغطون أخبار الشركات المدرجة في البورصات والاسواق المالية "وغالبا ما تشترط المؤسسات الصحفية على صحفييها التخلص من أي حصص يملكونها في الشركات أو الصناعات التي يغطون أخبارها" كما تلزم القواعد الاخلاقية من يكتبون مقالات اقتصادية بالكشف في مقالاتهم عما اذا كانت لهم مصالح في الشركات التي يكتبون عنها.
وفيما يشبه التلخيص يشدد الدليل على أن "الواجب الاول للصحفي هو تجاه الحقيقة" وأن أفضل قرار يتخذه هو القرار الذي يمكنه الدفاع عنه.
