أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
أهلا وسهلاً بك زائرنا الكريم
نرحب بك ونتمنى ان تتكرم بالتسحيل
او اذا كنت عضو فعليك بتسجيل دخولك
مع تحيات
منتديات جبل حبشي


منتديات من لا منتديات له
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عالم سنان(الحلقة الثالثة)

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبونواف البكاري

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009 - 11:49

- من أساء استوحش
في "عالم سنان" المحشور داخل مثلث قاعدته الأرض المحرمة وقمته أرض الحرمين، ويتوزع شخوصه الممسوسون على شيوخ وعسكر وقضاة وديبلوماسيين وأمراء، لا مكان للناس العاديين. هؤلاء إذا ذكروا فبوصفهم خفيفين، حاقدين، مولدين، لا تسعهم "دولة الامتيازات"، ومُذ وقعنا عليهم صدفة عرفناهم فاعلين في "دولة المواطنين" الموعودة التي كفت أن تكون وعداً محركاً، وتحولت في لحظة ماكرة إلى مؤودة مابرحت تستثير مشاعر الحنين لدى أنصارها.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
<<<
لا مكان للشاعر في "عالم سنان" ولئن حضر مرة فبوصفه مؤرخاً غير أمين "بدأ يخرط ويكذب". كذلك عنَّف الشيخ سنان الشاعر عبدالله البردوني عندما التقاه في مكتب الرئيس عام 1983. كلمات قاسية لا ريب، من الغريب أن يحرص الشيخ سنان على تضمينها مذكراته، فالشيخ الحكيم الماكر لا يعود كذلك إذ يتوسل هدم مصداقية البردوني لتشييد مصداقيته هو. ما كان أغناه، فالبردوني قرأ الصدام من خارج "عالم سنان" فيما الشيخ سنان يرويه بوصفه طرفاً فيه. وقارئ الجزء الثالث من المذكرات يأخذه العجب حيال انتقاد الشيخ الجارج لـ"البردوني"، فالوثائق التي نشرها تعزَّز من مصداقية الشاعر في كتابيه "اليمن الجمهوري" و"الثقافة والثورة في اليمن"، خصوصاً مايتعلق بقصة انقلاب 13 يونيو.
في 13 يونيو 1974 لاح ماجرى استمرارية لا انقطاع في الخط السياسي لدولة القاضي عبدالرحمن الإرياني، وظهر الحمدي امتداداً لتيار التصالحيين النوفمبريين (باستعارة توصيفات البردوني). كتب البردوني قصيدته الشهيرة "يوم 13 حزيران"، وفيها يزدري محاولة الضالعين في احداثه تصويرها بأنها حركة تغيير. كذلك نقرأ في مذكرات "سنان". وغير بعيد من ذلك في كتاب محمد حسين الفرح (معالم عهود رؤساء الجمهورية اليمنية 62-1999، سبأ 2002). والأخير يشير إلى انهيار مؤسسات الدولة ما دفع ممثليها إلى تسليم الحكم طوعاً إلى الحمدي "وهو أمر غير معهود عبر التاريخ".
من نقطة الالتقاء حول توصيف ما حدث بأنه استمرارية، بين الشيخ الذي أيد تسليم السلطة للحمدي، والبردوني الذي عبّر بضمير المثقف الحر والمستقل عن رفضه مسرحية "انقلاب جدتي عارفه"، تباينت وجهتا الشيخ والمثقف: فالحبيب القريب (باستعارة مفردات البردوني) الذي هو "الوالد الحنون" للحمدي ابتعد، والقصي البعيد اقترب. وقد سألت البردوني في مناسبتين عمّن كان يقف في المربع الخطأ غداة الحركة, هو أم الحمدي، أجاب على طريقته: ليس أحدنا! والمغزى أن البردوني قرأ الحدث في سياقه فهاجمه، والحمدي قام بحركته التصحيحية محكوماً بتوازنات شديدة التعقيد، واعياً بموازين القوة في الأقليم، فموه وناور حتى حين. وبعد اسابيع من الحركة بدأ المثقف يتلمس معدنها، وقد كتب البردوني بدءاً من الشهر الثالث للحركة مقالات تحرض الحمدي على الانفكاك، مادياً وسياسياً، من النوفمبريين الذين هم امتداد للأربعينيين (رجال حركة 48). وإذن، فالبردوني مضى في الاتجاه المعاكس لحركة الشيخ سنان، وكتب لاحقاً ما يفيد تأييده الاجراءات التي اتخذها الحمدي ضد مراكز القوى المشيخية والعسكرية، وفي "اليمن الجمهوري" أشار إلى الروح الوطنية العارمة في عهد الحمدي، التي رآها غير مسبوقة، إذ كانت الولاءات تتوزع بين القاهرة والرياض طيلة العقد السابق.
<<<
لا مكان للحركة الوطنية في "عالم سنان". وفي الجزء الثالث يظهر الصراع عارياً بين المشيخ والعسكر. وقد اتضحت، في الحلقات السابقة، وجهة الشيخ سنان ومن شايعه، لتدارك اختلال الموازين لصالح الحمدي وأنصاره في الجيش والتعاونيات ولجان التصحيح و..."المؤتمر الشعبي"!
وجهة الشيخ سنان وشخوص عالمه الموحش معلومة. ولاتكاد تبين وجهة الطرف الآخر بركم الضباب الكثيف الذي يحجب رؤية العوالم الأخرى من داخل "عالم سنان"، وما كان للقارئ أن يدرك شيئاً يدعى حركة وطنية لولا رسالة حررها أثنان (الشيخان سنان ومجاهد) لكأنها عمل أدبي فريد في خدمة قارئ واحد هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز(27/9/1977) وفيها يحذران من مخططات الحمدي السرية ومناوراته، مستدلين بما "تضمنه خطاب ابراهيم (الحمدي) ليلة 26 سبتمبر الذي ركز فيه, في جمل عديدة، على التعاون مع من يسميهم القوى الوطنية، ولا شك أنكم (الأمير سلطان) سمعتم ذلك".
كانت هذه المرة الوحيدة التي يظهر فيها العم سنان محرضاً على القوى الوطنية، برسالة منه إلى الامير سلطان، وهذا تقشف يُحمد عليه إذا ما قيس بمشائخ آخرين.
<<<
مفهوم القوى الوطنية "صلصالي"، طوع يدي مُشِكله، تارة يضيق على أصحاب التيار الواحد، و تارة يتسع ليشمل عديد تيارات. وفي العام الثالث لعهد الحمدي كان المفهوم يشمل قوى اليسار والناصريين والبعث. وقد نسج الحمدي قبل وثوبه إلى الحكم (وأثناءه) صلات مرئية وخفية بجماعات يسارية وشخصيات ناصرية، في حين التصق اسم الشيخ سنان (فضلاً عن مجاهد أبو شوارب ويحيى المتوكل) بالبعث، بدواعي المصاهرة (محسن العيني) أو بارتباطات تعود إلى الستينيات، عقد القلاقل والتقلبات والمزايدات (والمناقصات) القومية التي طبعت الصراع الناصري والبعثي، ونقلت احتراب الأفكار القومية من المركز (القاهرة، دمشق، بغداد) إلى الأطراف.
<<<
من اللحظة الأولى اصطدم الحمدي بالبعث، وتشير تقارير صحفية إلى أن الحمدي الذي استبق انقلاباً سعودياً في اليمن، بادر أولاً إلى تحديد إقامة البعثيين داخل الحركة، تمهيداً لتحجيمهم. كان الشيخ سنان بالضرورة متضرراً من تكتيك الحمدي، وقد راقب أقاربه المحسوبين على البعث وحلفاءه، وفيهم ضباط سبتمبريون، يجندلون الواحد تلو الآخر. لكنه أدرك أن الحمدي لم يكن يخدم طرفاً ثالثاً في صراعه مع البعث، وهو توقع أن تشمل حرب الحمدي على مراكز القوى الشيخ عبدالله الأحمر، و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قد كان.
الغريب أن الشيخ سنان لا يأتي على ذكر البعث مطلقاً، لكأنه ضاق من كثر إلصاق اسمه بالبعثيين. وهذه من أهم المثالب على الكتاب خصوصاً وأن الشيخ سنان أشار في الحوار الذي أجراه معه الزميل جمال عامر في صحيفة "الثوري" قبل ثلاثة أعوام إلى صلة ما ربطته بالبعث، وإنْ كان نفى أن يكون قبض أموالاً من العراق.
<<<
إلى الحركة التعاونية المزدهرة في عهده أنشأ الحمدي في اكتوبر 1975 لجان التصحيح المالي والاداري، باعتبارها "شكلاً من أشكال الرقابة الشعبية على أجهزة الدولة"، بحسب تصريحات حسين المقدمي، أبرز رموز التصحيح عهد ذاك. وفي الذكرى الثالثة لحركة التصحيح أُعلن عن ترتيبات تُعد لانتخابات لجان التصحيح. ويقتبس محمد حسين الفرح من وثيقة في ملف للشهيد عبدالسلام مقبل القيادي الناصري ووزير الشئون الاجتماعية الأسبق، ما مفاده "أهمية انتقال تجربة التصحيح إلى تطبيق الديمقراطية في انتخاب اللجان من القاعدة إلى القمة".
لكن لجان التصحيح المالي والإداري تراءت للبردوني تنظيماً سياسياً أو جماعة مموَّهة تكاد أن تقتصر على الناصريين وعلى أفراد من حزب العمل وعلى اصدقاء الرئيس (الحمدي) الشخصيين، ما يعيدنا إلى أصحاب الشأن وهم الناصريون وحزب العمل (اليساري) الفصيلان اللذان التقطا مبكراً التوجهات الوطنية لحركة يونيو. وطبق ما قاله لي عبدالباري طاهر فإن حزب العمل قرأ توجهات الحمدي مبكراً ومن الأسابيع الأولى للحركة فقرَّر دعمها. وكذلك فعل الناصريون، ويشير عبدالله سلام الحكيمي في حديثه المطوَّل للزميل محمد الغباري (المنشور في صحيفة "البيان الاماراتية") إلى أن أعضاء التنظيم الناصري تفاعلوا تلقائياً مع حركة يونيو، قبل أن تتطور العلاقة لاحقاً إلى تحالف عميق أعقب حوارات بين ابراهيم الحمدي وقيادة التنظيم ممثلة بسالم السقاف وعيسى محمد سيف وعبدالسلام مقبل وآخرين.
طبق روايتي الفرح والحكيمي فإن الحمدي أسهم في تشكيل لجنة عسكرية سرية تعمل للتنظيم داخل الجيش تضم نائبه احمد حسين الغشمي وعبدالله عبدالعالم وعلي قناف زهرة وعبدالله الحمدي. وهو نصح قيادة التنظيم بالتركيز على استقطاب ضباط من سنحان وهمدان. ومعلوم أنه اعتمد على ضباط من هاتين المنطقتين (ومناطق أخرى) لتثبيت حركة مراكز القوى داخل المؤسسة العسكرية.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
والمحقق أن انضمام الحمدي إلى التنظيم الناصري (أو تطوير صيغة جديدة للتنظيم تتفق وتوجهات الحمدي ومتطلبات إدارته للدولة) تسرب إلى "عالم سنان" على الأرجح عبر الغشمي الذي تُظهر مذكرات الشيخ سنان أنه بدأ فعلياً التنسيق مع المعارضة في 5 يونيو 1977، بعد سنه تقريباً من لقائه سنان في القاهرة، حيث قدم نفسه بديلاً للحمدي.
الشيخ عبدالله الأحمر علَّق على حركة الحمدي في اتجاه "الحركة الوطنية" ( في تصريحات لفيصل جلول أوردها في كتابه "اليمن: الثورتان، الجمهوريتان، الوحدة" دار الجديد، بيروت، 2000)، بقوله: «خدعنا الحمدي كلنا لأنه أنقلب (علينا) بعد أن دعمناه للوصول إلى السلطة»، مفصلاً:" جاء الحمدي ليواجه النشاط الشيوعي في الجنوب والعالم ( ياللمهمة المتواضعة!)، وتلقى دعماً من السعودية لهذه الغاية، فإذا بنا نكتشف أنه أقام علاقات سرية مع الشيوعيين في الجنوب وتفاهم معهم»، قبل أن يستطرد:" كان (الحمدي) يتلقى دعماً من القذافي، ويُعَّزز مجموعة من الضباط الناصريين في الجيش، لذا عارضناه بشدة".
تنسيق الغشمي مع المعارضة، فضلاً عن اختراقات أخرى، كشف المستور من علاقة الحمدي بالقوى الوطنية. وفي ذروة العمل من أجل تثبيت الحمدي توطئة لقتله (بدءاً من يونيو 1977) زار مجاهد أبو شوارب السعودية قبيل أيام من زيارة مقررة للحمدي، وهناك أجرى أربعة لقاءات مطولة مع الأمير سلطان ومساعديه، وهو عاد من الأرض الحرام إلى الأرض المحرمة راضياً ليكتب رسالة إلى الوالد سنان يرجح فيها أن السعودية تكشفت لها أشياء مخيفة (عن الحمدي).
<<<
كان وعد "دولة المواطنين" في عيون الناس العاديين يدنو وئيداً ولكن أكيداً، وكان الحمدي قد استطاع باقتدار أن يتقدم في مسارين متجاورين يبدوان متعاكسين في تصورات النخب السياسية الحداثية والتقليدية معاً، فهو تقدم بخطوات متسارعة في اتجاه الدولة المركزية وشرطها احتكار الدولة وسائل الاكراه المادي. وفي الوقت نفسه وسَّع من نطاق المشاركة الشعبية في إدارة المجتمع، بتعزيز التعاونيات أساساً. وكان أمامه تحديان:إنهاء المرحلة الانتقالية وإعادة الحياة الدستورية؛ وإيجاد أداة سياسية تكفل تنظيم المشاركة السياسية للمواطنين. حيال التحدي الأول تقرر بتفاهم مع الشيخ الأحمر تنظيم انتخابات نيابية، وتشكلت لجنة عليا للانتخابات لهذا الغرض. وحيال التحدي الثاني أُستجلبت فكرة مركزية في الناصرية قوامها تنظيم قوى الشعب في أداة سياسية واحدة، كمقابل للتعددية الحزبية التي كانت محرمة ما تزال منذ الوجود المصري في الستينات.
كُلفت لجنة موسعة بالتحضير لعقد المؤتمر الشعبي في 15 نوفمبر 1977. وطبق ما نشره محمد حسين الفرح استناداً إلى ملف وثائق خاص بالوزير عبدالسلام مقبل تحدد المشاركون في أعمال المؤتمر على النحو الآتي:
1 - أعضاء الهيئات الادارية (المنتخبة) للاتحاد التعاوني.
2 - اللجان الأساسية للتصحيح.
3 - هيئات النقابات المهنية والعمالية والغرف التجارية والأندية الرياضية.
4 - شخصيات من موظفي الدولة والقوات المسلحة والمشائخ والأعيان.
قُتل ابراهيم الحمدي، فتأخرت الانتخابات النيابية نحو عشر سنوات، وتأخر المؤتمر الشعبي خمس سنوات. ولا شك في أن المخرجات المأمولة من الانتخابات النيابية ووظيفة المؤتمر الشعبي عند الحمدي غيرهما عند غيره.
ويحسن الحذر عند الخوض في تصورات "التعاوني الأول" و"رائد التصحيح"، لدوره السياسي في ظل الحياة الدستورية، وبعد تنظيم انتخابات نيابية وتأسيس أداة سياسية، فالاستحقاقان عامل تشويش، أقله من حيث التوقيت، على مستلزمات علاقته الوثيقة بالرئيس (الشهيد) سالم ربيع علي في جنوب اليمن، في لحظة انزلاق علاقته بالسعودية إلى حافة الهاوية. استطراداً، تمكن الحمدي باقتدار من تحجيم مراكز القوى في الداخل، لكنه أخفق في مواجهة النفوذ السعودي، عبر الانفتاح جنوباً. ولم تسعفه البيئة الاقليمية في مضاربة الفاعل السعودي بفاعل اقليمي آخر، رغم اجتهاده في استمالة مصر التي كانت (ويالحظه العاثر) قد غيَّرت وجهتها غرباً، نحو القوة الأولى في النظام الدولي، ومايقتضيه ذلك من انكفاء داخل حدودها، واعطاء ظهرها للمشرق والجزيرة العربية.
لحظتذاك كان مقدراً للوحشة التي تلف "عالم سنان" أن تفيض إلى عوامل الآخرين. وحسبما تنطق وثائق الجزء الثالث من المذكرات، فقد انغمس الشيخ سنان في التآمر على "الولد ابراهيم" الذي اختار أن يحكم بطريقته لا بطريقة النوفمبريين. وتظهر يوميات الشيخ ازدحام جدوله بالمواعيد والاتصالات، وهو يتنقل في قاعدة الهرم، متلقياً التعليمات والتوصيات والتطمينات من قمته، ومن الأمير سلطان شخصياً. ولسوف يستعيد رجال كتلة خمر وحدتهم وحيويتهم، وحتى أساليبهم في الحركة ضد صنعاء، وفي المقدمة اعتماد التشفير في رسائلهم التي يقدمها الكتاب من دون فك طلاسمها أو الاشارة إلى مصممها، لكأن القارئ شريك أصيل في المؤامرة.
دون إيغال في تفاصيل الأسابيع الأخيرة لحركة يونيو أو استغوار الوثائق الناطقة رغم تشفيرها، يستفاد من المذكرات أن أوراق اللاعبين في الصراع ضد الحمدي آلت جميعها إلى يد اللاعب الاقليمي الذي تحكم من موقع الراعي بعملية تصميم وإدارة مخطط القضاء على عهد الحمدي، وتصفيته مادياً ومعنوياً. وقد ألزم الراعي الجالس في قمة الهرم أتباعه القابعين في القاع، التحرك طبق نظام متفق عليه، يشار إليه في "عالم سنان" بوصفه اتفاق أبرم مع مشائخ اليمن، تكتم صاحب المذكرات على تفاصيله، راكناً إلى صمت الشفرات!
ويتضح أن الملحق السعودي صالح الهديان ضبط ايقاعات حركة الناقمين على الحمدي بما يحقق الهدف المنشود في المخطط، أي إرباك الحمدي بالتمردات القبلية وحشود المقاتلين في مضارب القبائل، أو في تخوم " دولة المواطنين" الموعودة. وبينما ربض هؤلاء في مواقعهم في انتظار شارة الانطلاق، تصاعد دخان من أحد البيوت جنوبي العاصمة، ينبئ باستلام عسكري جديد زمام الحكم في اليمن بعد مذبحة دموية راح ضحيتها الحمدي وخلصاؤه. وفي حين توقع المتحفزون في قاع المثلث شارة أخرى تؤذن بدخول مواكب النصر مدينة صنعاء، جاءتهم التعليمات من الملحق صريحة وصارمة بالتزام أمكنتهم، بذريعة أن دخول المشائخ المعارضين صنعاء من شأنه إفساد المؤامرة. ولئن توسل هؤلاء تلقي إشارة مودة من العاصمة، ابتدرهم الحاكم الجديد المستوحش، على ما يصفه الشيخ الأحمر، بمعاملة حذرة ونفور عظيم.
<<<
قضت المؤامرة على ابراهيم الحمدي، ذي الكاريزما الفريدة، والبطل الاشكالي الذي ما يزال يستحث السجالات حول سياساته وأساليبه في إدارة الصراعات أو حيال محاولته غير المتبوعة في زحزحة قيم راسخة في النظام الاجتماعي لدولة تأسست منذ قرون على الغلبة والامتيازات.
هكذا هو التعاوني الأول ورائد التصحيح: بطيء مستعجل، وفي عاق، متواضع مغرور، رجل الدولة والعسكري صاحب العنتريات، مثالي متصلب ومكيافيلي متقلب.
رحل ابن الشعب الرئيس الشاب ذو الـ36 ربيعاً وبقي أبو الشعب مقيماً في أفئدة الناس العاديين، الذين طردوا مجدداً إلى الهامش ليعيشون أحزانهم ويستجرون مشاعر الفقد والتيتم، مؤكدين حقيقة أن الشعب اليمني لما يبارح بعد مرحلة طفولته التي طالت , وما تعكسه من احتياج نفسي دائم إلى الأب الراعي والبطل المنقذ.
وهكذا ما يزال أنصار الحمدي يندبونه بدلاً من أن يقرأونه، يحنوِّن إليه بدلاً من أن يستزيدون من تجربته وهم يتطلعون إلى المستقبل، يتذوتون فيه حد الانسحاق عوض استنهاض ذواتهم. وفي النتيجة الصافية هم في حالة لجوء دائم إليه، تماماً كما أن خصومه في حالة هروب أبدى منه.
<<<
حركة 13 يونيو التي يصادف هذه الأيام ذكراها الـ31، تلوح لي، ومن المرجح لعديدين سواي، لحظة فريدة في سجل اليمن المعاصر، تقدم فيها مطلبا الدولة المركزية والمشاركة الشعبية سوياً على ما بينهما من تناقض صوري، فكاد الهامش أن يطبق على المتن لأول مرة منذ قرون.
من هنا، من شرفة التاريخ حيث نطل عليها، تتراءى لنا حركة يونيو فترة انقطاع لا استمرارية لما سبقها أو تلاها من عهود. هذا الانقطاع وهاتيك الفرادة نلتقطهما في المراجع والسير والمذكرات والدراسات، التي نشرت منذ نهاية السبعينيات، فالقاعدة المعتمدة لدى المتذكرين والباحثين والمؤرخين، هي السير على خط الاتجاه العام زهداً بقيمه الشاذة (!) ونتوءاته الشائكة، طلباً للسلامة أو هروباً من تداعي ذكريات الأيام الموحشة بذريعة أنه "قد كان ما كان من جريمة مخزية"، كما يرد في أغلب مذكرات رجال ما قبل يونيو ومابعدها. ولعلي أزيد بأن القفز على منطقة الانقطاع (74-77) في خط التاريخ مردها تفادي السقوط في هاوية موحشة لنفوس أوغلت في دم ابراهيم الحمدي، كانت، وماتزال، في حالة هروب كبير من أطيافه، تكثيفها مثل دارج هو " من أساء أستوحش"، كذلك وصف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حال أحمد حسين الغشمي بعيد استشهاد الحمدي، في رسالة إلى العم سنان.
أما الشيخ مجاهد أبو شوارب الذي استشرس في عداوة ابراهيم الحمدي فإنه بعد تحقق الوعد الكبير(الإطاحة بالحمدي) ما لبث أن فقد شهية الحكم، فاذا هو يهيم بلا هدف وراء خط الوعد المتحقق. و قد لخص حاله بعد القضاء على الحمدي، في رسالة إلى الشيخ سنان قائلاً:" أصبحت معقداً (ومقرراً) التخلي النهائي عن أي نشاط سياسي (...) لم (يبق) لي أي اهتمام بأي أمر غير قضية السجناء".
الشيخ سنان أخفى في مذكراته مشاعره لحظة قتل الحمدي وبعدها، فـ"الوالد الحنون" كما كان يصفه الحمدي، مستوحش على طريقته، إذْ ينسب إليه بعض أصدقائه قوله:" أدَّبنا الحمدي للذي بعدنا"، وقوله إن استمرار حكم الحمدي عدة شهور "كان سيفضحنا وسط قبائلنا"، في إشارة إلى مخطط الحمدي تقويض أعمدة سلطة المشيخ في مناطق القبائل، باسناد مشائخ صغار أو منافسين، وبرعاية الحركة التعاونية وشمولها إلى عمق بكيل وحاشد، بعدما كانت قد ازدهرت في مناطق سنحان وهمدان وحجة.
<<<
كيفما كانت احاسيس "المستوحش" فإنه واحد من قلة توغلوا في منعرجات الخطر في مذكراته. وهو، منظوراً إليه من هذه الزاوية، لا يثير تعاطف القارىء فحسب، بل يكسب احترامه، وفي محطات من الجزء الثالث من مذكراته ألفيت نفسي داهشة لجسارته في البوح بأسرار واعترافات يصعب تصور صدورها من أي من مجايليه أو مشايعيه.
على أن مشاعر التعاطف والاحترام والاندهاش ليست الأدوات الملائمة للتعليق على مذكرات العم سنان، الذي لن يُضار، وقد اجتاز خطوطاً حمراء وارتاد حقول ألغام، من رأي في الحقائق والوثائق التي عاشها، حتى وإن بدا صاحبه حاد النبرة حائداً عن الانصاف.
< انتهى..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مدونتي


عدل سابقا من قبل أبونواف البكاري في الأربعاء 24 يونيو 2009 - 7:02 عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبونواف البكاري

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالأربعاء 17 يونيو 2009 - 11:51

الموضوع منقول من صحيفة النداء


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مدونتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مروان الحمودي

عالم سنان(الحلقة الثالثة) 15931518
مروان الحمودي


ذكر عدد الرسائل : 1601
العمر : 44
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالخميس 18 يونيو 2009 - 14:20

سلمت يدك أخي أبو نواف
اعداء الحمدي بالأمس هم من هوالاء الذين يحكمون
الأن بصوره مباشره وبغير مباشره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبونواف البكاري

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالخميس 18 يونيو 2009 - 14:33

شكرا مروان مرورك الدائم


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مدونتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوعلي محمدالبكاري

عالم سنان(الحلقة الثالثة) 15931518
ابوعلي محمدالبكاري


ذكر عدد الرسائل : 3349
العمر : 39
الدولة : السعودية
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالأربعاء 24 يونيو 2009 - 8:14

الله يرحمه يالحمدي
واذكر هنا بيت شعر للحجه فلة سعيد من بني بكاري فكانت تتلتقي بالرئيس الحمدي شخصيا وبكثره
فقالت في قصيده لم احفظ منها سوى بيت واحده فقط
تقول
مشيت ارض الله حتى الجزيره******** بعداك ياحمدي بكل مسيره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبونواف البكاري

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Stars17
أبونواف البكاري


ذكر عدد الرسائل : 4034
العمر : 43
الدولة : اليمن
تاريخ التسجيل : 02/12/2008

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالأربعاء 24 يونيو 2009 - 8:16

جدتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي رحمها الله


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مدونتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس4444

عالم سنان(الحلقة الثالثة) 322201584
فارس4444


ذكر عدد الرسائل : 11322
العمر : 38
الدولة : اليمـن الجـديـد
تاريخ التسجيل : 02/11/2008

عالم سنان(الحلقة الثالثة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالم سنان(الحلقة الثالثة)   عالم سنان(الحلقة الثالثة) Emptyالأربعاء 24 يونيو 2009 - 13:24

الله يرحمه ويرحم جدتك
مشكور ع هذا النقل الرائع


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fares4.maktoobblog.com/
 
عالم سنان(الحلقة الثالثة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عالم سنان(الحلقة الاولى)
» عالم سنان(الحلقة الثانية)
» فرحة الشهيد عند الفضول (الحلقة الثالثة)
» الحلقة الثالثة من سلسلة اخترنا لكم .. الاتراك والحجرية وجبل حبشي
» حسان بن سنان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الـمـنتــــدى :: الـملتـقى السـياسـي-
انتقل الى: